الاثنين، 17 أكتوبر 2011

'هبة وسعدية وبوسي'' يروين قصة تحولهن إلى ''أحمد ومحمد وإسلام''


كتب:طارق الكرداوى


في واقعة تبدو غريبة وغير معتادة في المجتمع المصري قررت ثلاثة شقيقات تدور أعمارهن حول العقد الثاني، خلع العباءة والحجاب، والتخلي عن انوثتهم التي عرفها المجتمع عنهم، ليرتدوا القميص والبنطلون معلنين انسحابهم من عالم النساء وانضمامهم لمجتمع الذكور.

القصة شهدتها قرية الملعب بمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، حيث فوجئ اهالي القرية بثلاثة من البنات ''هبة وسعدية وبوسي''، بخلعهم ملابس النساء وارتداء ملابس الذكور، وإعلان إنهن ذكور ولسن نساء، وغيروا أسمائهم إلى ''أحمد و محمد وإسلام''، ملقين بالتبعية على خطأ تشخيصي لمن قامت بالإشراف على عملية الولادة وانهم ذكور يعانوا من بعض المشاكل التشريحية.

الذكور الثلاثة الذين كانوا اناثا، حلوا ضيوفا على صوت التحرير، والبداية كانت مع احمد الشحات حاليا، ''هبة'' سابقا والذي يبلغ من العمر 23 سنة، حيث قال إن التشخيص الخاطئ جعله يعيش 23 سنة من عمره كأنثى في حين أنه ذكر، واصفا الحالة بوجود عيب خلقي في منطقة العضو الذكري ما جعله غير ظاهرا، وهو تشخيص خاطئ من القابلة التي أشرفت على ولادته.

وأضاف أنه كان يعرف جيدا انه ذكر وانه سيخرج يوما ليواجه المجتمع بحقيقيته، وأنه كان يتوقع رفضا كبيرا من المجتمع وخاصة المنطقة الريفية التي يعيش فيها، إلا أن ذلك لم يحدث حيث تقبلهم المحيطين بشكل جيد بل شجعوهم على الاستمرار وإجراء العمليات اللازمة لتخطي الأزمة.

ويلتقط طرف الخيط محمد الشحات، والذي كان ينادى سابقا بـ'' سعدية''، ليقول: ''اتجاهاتي كلها ذكورية، داخل البيت كنت باعيش حياتي كذكر ارتدي ملابس الرجال، وأهلي كانوا يعاملوني كذكر ولكن كانوا ينادوني باسمي الانثوي، وصيغ الانوثة، لم أكن أشعر بقلق لأني كنت اعلم أني يوما ما سأظهر للمجتمع كرجل، والناس في بداية الامر كانت متحفظة ولكن بعدها تقبلوا الامر بصدر حب''، مشيرا إلى أن قرار إعلان التحول جاءهم رمضان الماضي بعد أن ضاقوا ذرعا بالحياة متخفين في ذي النساء.

وحول الوضع الطبي قال الدكتور محمد الغزالي استاذ ورئيس قسم جراحة الأطفال بجامعة المنصورة والمشرف على حالة الأشقاء الثلاثة: إن حالة الأشقاء الثلاثة تندرج تحت ما يسمى '' علم الخنثى''، أو ''الجنس البيني''، أو ''علم التباس الجنس''، والذي ينطوي على خمس أنواع أشيعهم هما ''الخنثى الأنثوية''، ''الخنثى الذكورية''، والقسم الأخير هو ما تنتمي إليه حالة الأشقاء الثلاثة، حيث يميل مظهر الأعضاء إلى الأنوثة في حين أن الكرموسومات، والأشعات تفيد بذكورتهم،
وتابع: أن القابلة ''الداية'' التي أشرفت على ولادة الثلاثة أخطأت في التشخيص، والغريب في هذه الحالات أنهم قضوا عمرا طويلا على انهم اناث، وتم اجراء عملية ختان لهم كإناث، فالأجزاء التي قطعت في الختان، كنا في أمس الحاجة لها كي تساعدنا في العملية الجراحية لتصحيح النوع.

ومن جانبه قال الدكتور سعد السفياني رئيس لجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء إنلائحة آداب المهنة والمادة منها43 تتعلق بما يعرف بتصحيح الجنس او تعديل الجنس، وهو أمر جائز، ولكن الممنوع هو تغيير الجنس، بتحويل ذكر واضح إلى أنثى والعكس، و لا يجوز ان تجرى لهم العملية الا بموافقة النقابة وبالفعل حصل الثلاثة على موافقة، لأن الخريطة الكرموسومية والاشعة المعمولة على الحوض والبطن، والتحاليل أثبتت أنهم ذكور وليسوا إناث.

ليست هناك تعليقات: