الاثنين، 17 أكتوبر 2011

البرادعي مع الشباب: مصر بلا حكومة.. وإدارة العسكري ''صفر''


في أول لقاء له مع مجموعات من أعضاء حملته الانتخابية ومؤيديه من مختلف المحافظات، قال الدكتور محمد البرادعي، إن خبرة المجلس العسكري في إدارة شئون مصر ''صفر''، واصفًا في الوقت ذاته حكومة الدكتور عصام شرف بأنها ''سكرتارية'' لأعضاء المجلس العسكري.

وطالب البرادعي، خلال اللقاء الذي استضافته ساقية الصاوي، مساء السبت، ''الأعلى للقوات المسلحة'' بإعطاء الصلاحيات الكافية لحكومة إنقاذ وطني لديها خبرة في الإدارة وقادرة على العبور بمصر في هذه المرحلة الحرجة، وأن يكتفي ''العسكري'' بحماية البلاد، مضيفاً: ''مصر بلا حكومة.. والمجلس العسكري غير قادر على الإدارة''.

ووجّه البرادعي رسالة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة قائلاً: ''أنت وكيل عنّا وليس سيد علينا.. الشعب هو السيد والحكم، فلقد سقط زمن الفرعون''، الأمر الذي معه تفاعل الحضور وهتفوا مرددين: ''يا برادعي سير سير..إحنا معاك للتغيير''، ''يسقط يسقط حكم العسكر''.
استقبال حملات دعم الدكتور البرادعى له فى ساقية الصاوى


وبسؤاله عن موقفه إذا ما عُرض عليه تقلد رئاسة الوزراء، قال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية: ''أرحب بخدمة مصر من أي موقع، شريطة ألا أكون رئيسًا لحكومة شرفية بلا صلاحيات''، متابعاً: ''إذا توليت السلطة سواء رئيس أو رئيس وزراء، ولم أجد صلاحيات كافية للإدارة؛ سأقدم استقالتي فورًا''.

وفي هذا السياق، استطرد الدكتور البرادعي قائلاً: ''الاستقالة عبارة عن جرة قلم.. أنا لا أفهم مسئول يقول أنه قدم الاستقالة ولم يتم قبولها''، متسائلا: ''هل نحن في زمن سخرة لكي يعمل المسئول أو الوزير أو رئيس الوزراء بدون أن يكون لديه الرغبة في مواصلة العمل''.

وأشاد البرادعي بإجراء الانتخابات الرئاسية بعد وضع الدستور الجديد، قائلاً: ''لا يمكن أن يأتي رئيس بدون دستور''. وفي إطار متصل قال المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية: ''البرلمان القادم سيكون مؤقت لتحقيق الرقابة على المجلس العسكري والقيام بمهمة التشريع، وبعد انتخابات الرئاسة سيتم إجراء انتخابات مجلس الشعب جديد يستند إلى الدستور الجديد وشرعيته''.

وأكد الحائز على جائزة نوبل، على أن البرلمان لن يستأثر بوضع الدستور عبر أغلبيته، قائلاً: ''الدستور لا تضعه أغلبية، وإنما يشترك في صياغته كافة أطراف المجتمع وتياراته ليأتي دستورًا توافقيًا بين الجميع، وتابع: ''المجلس العسكري متفهم هذا الأمر، ويجري الآن على وضع معايير اختيار الهيئة التأسيسية التي ستناط بمسئولية إعداد الدستور''.

على صعيدٍ آخر، طالب البرادعي بتشكيل هيئة قضائية مستقلة للتحقيق في أحداث ماسبيرو الدامية، قائلاً: ''لا يجب أن يتولى المجلس العسكري التحقيق في هذه الأحداث، لأنه سيصبح خصمًا وحكمًا في الوقت ذاته''، وأردف بكلماته: ''إهانة أي مصري أو قتله بمثابة إهانة وقتل للمصريين جميعًا''.

وحول رأيه إذا ما كان المجلس يريد البقاء في السلطة، قال الحاصل على قلادة النيل: ''أنا لا أعتقد أن المجلس يريد ذلك، ولكنه متخوف مما هو قادم وعلى وضعه في ظل حكم ديمقراطي جديد''، متابعاً: ''الجيش طهّر نفسه بحماية الثورة في الأيام الأولى، ولكنه يجب أن يدرك بأن الشعب أًصبح السيد وأن الثورة لن تموت وستحقق أهدافها من حكم ديمقراطي مدني''.

وأضاف البرادعي في سياق متصل: ''انقلاب المجلس العسكري على السلطة غير ممكن، وانقلابنا نحن على السلطة أسلوب لا نؤمن به ولا نريد أن نبدأ في بناء مصر من خلاله.. ثورتنا سلمية وستنجح في النهاية''، وخاطب شباب التغيير قائلاً: ''لا تيأسوا ولا تخافوا.. مصر التي نحلم بها قادمة لا محال''.

وأوضح الدكتور محمد البرادعي أن برنامجه الانتخابي الذي يحمل اسم ''نهضة مصر'' سيخرج للشعب مكتملاً في خلال شهرين على الأكثر بشكله الموجز والمُفصل، مُشيرا إلى أنه عبارة عن برنامج قصير الأمد لإنقاذ مصر وعلاج مشاكلها المختلفة، وأضاف: ''أنا لا أملك حل سحري لكل شيء، ولكني واثق من النجاح بسبب الشباب وجيل يناير.. أنتم الأمل ولكم جزيل الشكر والعرفان''.

ليست هناك تعليقات: