الجمعة، 4 فبراير 2011

عمرو موسى يصل "التحرير" ويحذر من انزلاق مصر للمجهول


عمرو موسى يصل "التحرير" ويحذر من انزلاق مصر للمجهول










القاهرة :طارق الكرداوى

في مبادرة منه لدعم الشباب المتظاهرين في ميدان التحرير، وصل الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى المظاهرات الحاشدة في قلب الميدان.

حيث اظهرت الصور دخول عمرو موسى الى الميدان بأوساط المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الرئيس مبارك وضرورة تنحيه عن الحكم.

ورأى عدد من الشباب ان دعم موسى للانتفاضة جاء متأخرا، مشيرين الى ان هناك من يحاول الصعود على اكتافهم للوصول الى السلطة.

وسبق ان أكد أمين عام جامعة الدول العربية أن الشباب المعتصمين في ميدان التحرير بوسط القاهرة طالبوه بالترشح لمنصب رئاسة الجمهورية في مصر.

حيث أشار موسى ، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر اليوم الخميس إلى أنه التقى مع بعض شباب ميدان التحرير وأن هولاء الشباب طالبوه بالترشح لرئاسة الجمهورية.

وصرح موسى ان اعلان الرئيس حسني مبارك عزمه عدم ترشيح نفسه يفتح الباب لتطورات سياسية مصرية كبيرة ومن بينها المجتمع السياسي المصري، مؤكدا ان عدم ترشح الرئيس مبارك للرئاسة ليس كافيا في حد ذاته وان فتح الباب يتطلب تعديل الدستور.

واضاف موسى: "كما قال الرئيس مبارك ان التعديل سيكون للمادتين 76 و77 والمادة الأخيرة مهمة وأساسية ليس في الانتخابات فقط وإنما للنظام المصري في تحديد ولاية رئيس الجمهورية في فترتين فقط لكل رئيس ينتهي حقه في الرئاسة.

ويكون هذا النظام محميا بالدستور وبقوانين مختلفة تجعل الخروج عليه مسألة غير ممكنة وغير مقبولة والمادة 76 من الضروري معرفة مدى تعديلها وأنا أتصور أن هذا التعديل يجب ألا يأتي من جهة واحدة فقط وإنما يتطلب تشاورا مع أساتذة القانون في مصر".

واستبعد موسى إمكانية اجراء تعديل كامل للدستور في الوقت الراهن لضيق الوقت، مشيرا الى انه لابد من تعديل كامل للدستور في مرحلة قادمة.

وقال: "نحن نحتاج الى تعديل دستوري يُمكن الحياة السياسية من العبور إلى شاطئ آمن للازمة السياسية التي نمر بها الآن وأهم شيء فيها هما المادتان 77 و76 واشراف القضاء على الانتخابات".

واعرب موسى عن مَخاوفه من أن تنزلق مصر الى حالة التباس وغموض وعدم اليقين وبالتالي فإن ما حدث سوف يتجدد في ظرف شهور وبأشد مما حدث اضافة الى التأثير السلبي الكبير على سمعة مصر، مشيرا الى انه يجب ان نحدد المحطات والرئيس سوف يغادر في موعد محدد هو أكتوبر أو نوفمبر القادم، ولهذا يجب أن نمهد الساحة لهذه التعديلات للترشيح ولساحة سياسية تفرز ما لديها ممن يصلح لرئاسة الجمهورية.

ودعا موسى الى ضرورة ألا تُدفع بالمواقف إلى الاحتقان لأن رسالة الشباب كانت قوية للغاية وثبت بالدليل الواضح أنها وصلت في حجم ما قدمه مبارك للشعب وحتى الحياة الحزبية ربنا تسير في اتجاه أفضل.

وابدى قلقه ان تتعرض مصر لاضطراب شديد جدا إذا حدث التباس وذلك يتمثل في عدم ثقة في الإصلاحات والمصداقية بين الأطراف، متسائلاً عن قدرة مجلس الشعب المصري في مناقشة كل التعديلات وإقرارها.

واوضح موسى انه يستطيع المساهمة في المفاوضات بين النظام والمحتجين لاقناع الطرفين بتقديم تنازلات وضرورة وجود فترة انتقالية، مضيفا: "انما لا استطيع فرض نفسي على احد ولم أُدعَ أو يدعوني احد للحوار مع احد والأمر الثاني أن مدتي سوف تنتهي كأمين عام للجامعة العربية خلال الشهور والأسابيع ومنطق الأمور أصبح يدعو لهذا أن أغادر هذا المنصب كي أتمتع بحرية اكبر وللتصرف كمواطن مصري عادي".

وحول الموقف العربي من ما يحدث في مصر قال موسى: "الجميع منزعج وأعرب عن رغبته في أهمية استقرار مصر وخشية البعض على الاستقرار إزاء ما يحدث والاستعداد للمساعدة إذا طلبت مصر".

مصر تنتصر لثورة الشباب



لا مبارك أو البرادعي أو الإخوان ..

"139 " تنقذ مصر وتنتصر لثورة الشباب



كتب:طارق الكرداوى









يبدوأن هناك بوادر انفراجة في الأزمة السياسية المحتدمة في مصر منذ 25 يناير ، حيث خرج الدكتور وحيد عبد المجيد مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وعضو لجنة الحكماء على الملأ بتصريحات أكد خلالها أنه تم بلورة حل من شأنه أن ينهي الاحتجاجات ويتوج ثورة 25 يناير بالانتصار .

ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد كشف عبد المجيد أيضا أن هذا الحل يرضي كافة الأطراف ويزيل الشكوك فيما بينهم ، حيث يضمن خروج الرئيس بشكل مشرف من جهة ويمنع أي قوى سياسية من سرقة ثورة شباب 25 يناير من جهة أخرى .

وتابع في تصريحات لقناة "العربية" مساء الجمعة الموافق 4 فبراير أن الحل يقوم أساسا على المادة "139 " من الدستور حيث يقوم الرئيس مبارك بنقل صلاحياته لنائبه عمر سليمان ويبقى حتى نهاية مدته أو بمعنى آخر ، فإن الرئيس مبارك سيبقى في منصبه حتى نهاية مدته ، إلا أن القرار سيكون لنائبه عمر سليمان .

وفجر عبد المجيد مفاجأة في هذا الصدد مفادها أن الحل يقوم أيضا على تعهد جماعة الإخوان المسلمين بعدم تقديم أي مرشح لانتخابات الرئاسة المقبلة ، مشيرا إلى أن الجماعة أبدت تجاوبا مع هذا الاقتراح وأصدرت بيانا أكدت خلاله أنها تعمل في خدمة الشعب ولا تسعى لمناصب سياسية.

وفيما تلقت لجنة الحكماء إشارات إيجابية من قبل نائب الرئيس عمر سليمان فيما يتعلق بمقترحاتها ، كشف عبد المجيد عن مفاجأة أخرى مفادها أن الدكتور محمد البرادعي لم يبد تجاوبا في هذا الصدد ، إلا أنه رجح قبوله بالأمر في نهاية المطاف خاصة وأن مقربين منه أبدوا ترحيبهم به .

وأشار عبد المجيد أيضا إلى أن لجنة الحكماء طالبت شباب 25 يناير بالإسراع باختيار قيادة لهم لحصد ثمار ثورتهم وعدم الاستجابة لما تردده بعض القوى السياسية حول أن مثل تلك الخطوة قد تعرض قياداتهم للاعتقال .

ورغم أن المبادرة السابقة لم تخرج بعد لحيز التنفيذ ، إلا أن أوساط مقربة من المعتصمين في ميدان التحرير منذ 25 يناير رجحت أن هناك تأييدا واسعا لمقترحات لجنة الحكماء خاصة وأنها تحاورت مع النظام الحاكم والقوى السياسة المختلفة بناء على تفويض من أغلبيتهم .

وبصفة عامة ، فإن التوصل لإجماع على المبادرة السابقة بات أمرا لا مفر منه في الوقت الراهن وإلا فإن الأسوأ لم يقع بعد خاصة بعد إعلان المحتجين عن "أسبوع الصمود" بعد " جمعة الرحيل " التي انطلقت في 4 فبراير وخرجت خلالها مظاهرات حاشدة جديدة في ميدان التحرير وسط القاهرة وعدة مدن مصرية أخرى .

ولعل ما يضاعف من أهمية الإسراع في صياغة حل نهائي في هذا الصدد هو تصاعد المخاوف من تكرار مذبحة "الأربعاء" الدامي التي وقعت في 2 فبراير واستشهد خلالها حوالي 11 من المعتصمين في ميدان التحرير إثر اعتداءات يعتقد على نطاق واسع أنها من تنفيذ "بلطجية " الحزب الحاكم .

وجهات نظر









ويبدو أن الجدل المتصاعد في الشارع المصري بين معارضي ومؤيدي نظام الرئيس مبارك هو أمر آخر يتطلب الإسراع في التوافق على حل نهائي حتى لا ينقسم المصريون إلى معسكرين وبالتالي تنزلق البلاد إلى ما لا يحمد عقباه .

فهناك وجهة نظر ترى أن صوت العقل يجب أن يسود خاصة بعد تعهد مبارك بعدم البقاء في السلطة عقب نهاية فترته الحالية في سبتمبر/أيلول المقبل وتعهده أيضا بتعديل الدستور ومكافحة الفساد واحترام أحكام القضاء بشأن دعاوى التزوير في الانتخابات البرلمانية السابقة بالإضافة إلى تعيينه نائبا له وهو مطلب تجاهله منذ توليه السلطة قبل 30 عاما ، الأمر الذي يعني أنه قبل معظم مطالب المحتجين وفي مقدمتها الرحيل عن السلطة ولو بشكل غير فوري .

أيضا فإن تأكيد مبارك أكثر من مرة أنه يريد أن يموت في مصر قوبل ببعض التعاطف الشعبي ، بل وذهب البعض في هذا الصدد إلى أن كل تلك التنازلات من جانب رئيس لم يعتد على ذلك طوال 30 عاما أمر يجب تقديره حتى لو جاء تحت الضغط الشعبي.

ورغم غياب الثقة بين المحتجين ونظام مبارك ، إلا أن وجهة النظر السابقة ترى أن الشعب قد تغير وعرف أخيرا طريقه للتظاهر والضغط من أجل التغيير وبالتالي يمكنه التحرك مجددا إذا لم ينفذ الرئيس تعهداته.

وفي المقابل، ترى وجهة نظر أخرى أن استجابة مبارك لمطالبهم جاءت متأخرة جدا وأن تصريحاته منذ تفجر ثورة شباب 25 يناير تؤكد أنه لا يدرك حجم الرفض الشعبي ولا يأبه إلا بالتشبث بالسلطة بدعوى تجنيب البلاد ويلات عدم الاستقرار.

بل وذهبت وجهة النظر تلك إلى أن تنازلاته غير المعتادة جاءت تحت وطأة الضغوط وأنه استنكف عن مجرد تقديم الاعتذار لأسر من قضوا من المحتجين برصاص الشرطة .

وأيا كانت صحة وجهات النظر السابقة وإلى حين يتم حسم الجدل في هذا الصدد خلال الساعات أو الأيام المقبلة ، فإن الأمر الذي لاجدال فيه أن ما حدث في ميدان التحرير يوم الأربعاء الموافق 2 يناير بات يشكل وصمة عار في التاريخ المصري العريق ولذا لابد من تخلي الجميع عن حساباتهم الشخصية سريعا لتفويت الفرصة على المتربصين وخاصة إسرائيل من جهة واستعادة مصر دورها الريادي في العالمين العربي والإسلامي من جهة أخرى.

شفيق وقصة إنقاذ مبارك من "جمعة الرحيل"




شفيق وقصة إنقاذ مبارك من "جمعة الرحيل"

كتب : طارق الكرداوى


بعد يوم من أحداث "الأربعاء" الدامية في ميدان التحرير ، خرج الرئيس المصري حسني مبارك على الملأ في 3 فبراير بتصريحات جديدة أكد خلالها أنه يريد مغادرة منصبه لكنه لا يستطيع في الوقت الراهن بسبب التزاماته تجاه بلاده وشعبه .

وفي مقابلة أجراها مع شبكة "إيه بي سي" الأمريكية " ، أضاف مبارك " فاض بي الكيل وأود الرحيل ولكن أخاف أن تدخل مصر في فوضى ، لايهمني ما يقوله الناس عني وإنما أهتم ببلدي ".

وتابع " الحكومة المصرية غير مسئولة عما حدث يوم الأربعاء الموافق 2 فبراير في ميدان التحرير" ، متهما جماعة الإخوان المسلمين بالمسئولية في هذا الصدد.

واستطرد مبارك " لن أهرب أبدا وسأموت على تراب البلد ، لا أزال أقيم في القصر الرئاسي مع العائلة وتحت حراسة مشددة ".

وفي تعليقه على الدعوات الأمريكية المتكررة لنقل السلطة في مصر فورا ، قال مبارك :" الرئيس باراك أوباما لا يفهم في الثقافة المصرية ، أي انتقال سريع للسلطة سيتسبب بفوضى ، أخشى من فوضى واسعة إذا
تنحيت" .

ورغم أن تصريحات مبارك السابقة ليست الأولى من نوعها منذ تفجر ثورة الشباب في 25 يناير ، إلا أنها تحمل دلالات هامة جدا في توقيتها خاصة وأنها جاءت قبل ساعات قليلة من انطلاق احتجاجات ما أطلق عليه "جمعة الرحيل".












فمعروف أن الشباب المعتصمين في ميدان التحرير وسط القاهرة قاموا في وقت سابق بالدعوة لمظاهرات مليونية جديدة يوم الجمعة الموافق 4 فبراير على غرار تلك التي جرت في مطلع الشهر ذاته لحسم الوضع وإجبار مبارك على الرحيل بصفة نهائية ، إلا أن الرئيس المصري كان له على ما يبدو رأي آخر ، حيث استبق احتجاجات "جمعة الرحيل" بالتأكيد مرة أخرى أنه لن يتنحى بل وجدد أيضا التصريحات التي أدلى بها في مطلع فبراير حول أنه يريد أن يموت على تراب مصر.

ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد استبق مبارك أيضا احتجاجات "جمعة الرحيل" بإجراءات سريعة لتدارك تداعيات "المجزرة " التي تعرض لها الشباب المعتصمون في ميدان التحرير يوم الأربعاء الموافق 2 فبراير عبر تأكيد استيائه الشديد لما حدث ، بالإضافة إلى قيام رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق بالاعتذار رسميا عن تلك المأساة بل والتعهد أيضا بتشكيل لجنة تحقيق على الفور لمحاسبة الجناة والذين يعتقد على نطاق واسع أنهم من "بلطجية" الحزب الحاكم .

ورغم أن واشنطن شنت هجوما لاذعا على الحكومة المصرية عشية مظاهرات "جمعة الرحيل" ، إلا أن الرئيس مبارك لم يأبه بما سبق ، بل إنه بدا أيضا وكأنه يخطط لأن تكون المظاهرات المعارضة له هي الأخيرة من نوعها بعد اتخاذ خطوة فعلية لتهدئة المحتجين والمقصود هنا قرار النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود بمنع أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني الحاكم أحمد عز ووزراء السياحة والإسكان والداخلية وعدد آخر من المسئولين من السفر للخارج وتجميد حساباتهم في البنوك وهو الأمر الذي قوبل بارتياح في الشارع المصري .

وبالتزامن مع قرار النائب العام ، خرج كل من رئيس الوزراء أحمد شفيق ونائب الرئيس عمر سليمان أيضا وعشية "جمعة الرحيل" بتصريحات بدت وكأنها "خطة طريق" لتنفيذ مطالب المحتجين بعيدا عن الوعود الزائفة التي كان يتم إطلاقها في الماضي .

بل واللافت للانتباه أيضا أن سليمان وجه الشكر صراحة لشباب 25 يناير وأكد أنهم الشرارة التي أوقدت الإصلاح في محاولة ضمنية على ما يبدو لرد الاعتبار لهم بعد اتهامات بالخيانة وجهها البعض لهم في وسائل الإعلام الرسمية.

ولم يقتصر الأمر على ما سبق ، فقد حاول شفيق والذي وصفه البعض بأنه شخص "مهذب ومقبول وأثبت نجاحا كبيرا عندما كان وزيرا للطيران" طمأنة المحتجين أيضا بطريقة إنسانية بعيدا عن أسلوب "الغطرسة" الذي اتسم به سلفه أحمد نظيف ، فهو طالب الشرطة بعدم التصدي لمظاهرات "جمعة الرحيل " .

كما أكد استعداده للتوجه إلى ميدان التحرير لمحاورة المعتصمين ، بل وأجاب على مطلبهم الأساسي بتنحي الرئيس مبارك بطريقة غير معتادة في مثل تلك الظروف ، قائلا :" ترك الرئيس مبارك موقعه يجب أن يتم بشكل كريم ، ثورة 23 يوليو عندما أطاحت بالملك فاروق قامت بأداء التحية الملكية له وهو يغادر مصر ، يجب أن نعود لأصولنا وأخلاقياتنا ، من غير المعقول والمقارنة ليست في وضعها أن يقوم ابن بطرد والده من المنزل لوجود خلافات بينهما ، لا نريد أن نهين أنفسنا أمام العالم فنحن بلد الحضارة ".

تدخل أمريكي سافر









ورغم أن واشنطن سارعت لشن أقوى هجوم من نوعه ضد نظام مبارك والحكومة المصرية عشية "جمعة الرحيل" ، إلا أن هناك من يرجح أن هذا الأمر قد يصب في مصلحة مبارك بالنظر إلى رفض المصريين الشديد للتدخل الأمريكي في شئونهم الداخلية .

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي جدد في تصريحات له مساء الخميس الموافق 3 فبراير الدعوة للبدء بإجراءات نقل السلطة في مصر على الفور ودون تأخير .

وأشار في هذا الصدد إلى تلقي واشنطن معلومات حول وقوف محسوبين على النظام الحاكم وراء أحداث الأربعاء الدامي ، مرجحا أن تخرج مظاهرات ضخمة يوم الجمعة الموافق 4 فبراير.

وسرعان ما خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون هي الأخرى بتصريحات انتقدت خلالها بشدة الهجمات على الصحفيين والمعارضين في ميدان التحرير ، مطالبة الحكومة المصرية وممثلي المعارضة ببدء مفاوضات نقل السلطة على الفور .

ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد حملت كلينتون أيضا الجيش المصري وحكومة أحمد شفيق مسئولية حماية المحتجين ، وما أن انتهت من تصريحاتها السابقة إلا وسارع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لإجراء اتصال هاتفي بنظيره المصري عمر سليمان لدعوته لإجراء حوار مع المعارضة على الفور وتشكيل حكومة ديمقراطية .

وكان آخر فصول التدخل الأمريكي السافر في الشأن الداخلي المصري هو تقديم مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي يطالب مبارك بنقل السلطة في مصر فورا إلى حكومة مؤقتة ، الأمر الذي أعاد للأذهان ذكريات الوصاية الدولية وعقود الاحتلال والإمبرالية العالمية.

ويبدو أن واشنطن لن تقف عند حدود ما سبق بالنظر إلى أن نظام مبارك الذي كان حتى أيام قليلة مضت من أقرب حلفائها في المنطقة بدا وكأنه بات يشكل عبئا عليها وقد يهدد مصالحها في حال تفجرت الأوضاع بطريقة غير محسوبة من وجهة نظر مصالحها في المنطقة .

ولعل تخبط التصريحات والمواقف الأمريكية منذ تفجر ثورة شباب 25 يناير يدعم صحة ما سبق ، فبعد أسبوع من إعلان واشنطن أن حكومة الرئيس مبارك مستقرة إذا بها تتراجع مع تصاعد حدة الاحتجاجات وتدعوه إلى بدء إجراءات نقل السلطة على الفور.

وبصفة عامة ، فإنه رغم أن ثورة الشباب التي تفجرت في 25 يناير أصرت بشدة على تنحي مبارك ، إلا أن الأمر الذي يجمع عليه المصريون أن الأزمة الحالية ينبغي أن يتم حلها في إطار داخلي بعيدا عن أية تدخلات أمريكية.

ويبقى التساؤل اللغز " ماذا سيحدث في جمعة الرحيل ؟ "









وبالنظر إلى أن الإجابة ليست بالسهلة في ظل وتيرة الأحداث المتسارعة والتي تحمل مفاجآت كثيرة بين لحظة وأخرى ، فقد تباينت التفسيرات في هذا الصدد ، فهناك من يرى أن صوت العقل قد يحسم الأمر في النهاية خاصة بعد تعهد مبارك بعدم البقاء في السلطة عقب نهاية فترته الحالية في سبتمبر/أيلول المقبل وتعهده أيضا بتعديل الدستور ومكافحة الفساد واحترام أحكام القضاء بشأن دعاوى التزوير في الانتخابات البرلمانية السابقة بالإضافة إلى تعيينه نائبا له وهو مطلب تجاهله منذ توليه السلطة قبل 30 عاما ، الأمر الذي يعني أنه قبل معظم مطالب المحتجين وفي مقدمتها الرحيل عن السلطة ولو بشكل غير فوري .

أيضا فإن تأكيد مبارك أكثر من مرة أنه يريد أن يموت في مصر قوبل ببعض التعاطف الشعبي ، بل وذهب البعض في هذا الصدد إلى أن كل تلك التنازلات من جانب رئيس لم يعتد على ذلك طوال 30 عاما أمر يجب تقديره حتى لو جاء تحت الضغط الشعبي.

ورغم غياب الثقة بين المحتجين ونظام مبارك ، إلا أن التفسير السابق يرى أن الشعب قد تغير وعرف أخيرا طريقه للتظاهر والضغط من أجل التغيير وبالتالي يمكنه التحرك مجددا إذا لم ينفذ الرئيس تعهداته.

وفي المقابل، يرى البعض الآخر أن استجابة مبارك لمطالبهم جاءت متأخرة جدا وأن تصريحاته منذ تفجر ثورة شباب 25 يناير تؤكد أنه لا يدرك حجم الرفض الشعبي ولا يأبه إلا بالتشبث بالسلطة بدعوى تجنيب البلاد ويلات عدم الاستقرار.

بل وذهب هذا التفسير إلى أن تنازلاته غير المعتادة جاءت تحت وطأة الضغوط وأنه استنكف عن مجرد تقديم الاعتذار لأسر من قضوا من المحتجين برصاص الشرطة .

وأيا كان صحة ما سبق وإلى حين يتم حسم الجدل في هذا الصدد خلال الأيام المقبلة ، فإن الأمر الذي لاجدال فيه أن ما حدث في ميدان التحرير يوم الأربعاء الموافق 2 يناير بات يشكل وصمة عار في التاريخ المصري العريق ولذا لابد من تخلي الجميع عن حساباتهم الشخصية سريعا لتفويت الفرصة على المتربصين وخاصة إسرائيل من جهة واستعادة مصر دورها الريادي في العالمين العربي والإسلامي من جهة أخرى.

آن الاوان ترحلى يا دولة العواجيز


آن الاوان ترحلى يا دولة العواجيز
الابنودى يكتب عن "ميدان" الغضب






عبدالرحمن الابنودي



كتب: طارق الكرداوى

قصيدة كتبها الشاعر المصرى الكبير عبد الرحمن الابنودى تتحدث ابياتها عن الازمة الحالية فى مصر من مطالب شعبية بالاصلاح الاقتصادى والسياسي والاجتماعى وهى قصيدة معنونة باسم " الميدان" .

الميــــــــدان

ايادي مصرية سمرا ليها في التمييز

ممددة وسط الزئير بتكسر البراويز

سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس

آن الآوان ترحلي يا دولة العواجيز

عواجيز شداد مسعورين اكلوا بلدنا اكل

ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل

طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع

وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل

اقتلني قتلي ما هيعيد دولتك تاني

بكتب بدمي حياة تانية لأوطاني

دمي دة ولا الربيع الاتنين بلون اخضر

وببتسم من سعادتي ولا احزاني

تحاولوا ما تحاولوا ما تشوفوا وطن غيره

سلبتوا دم الوطن وبشيمته من خيره

احلامنا بكرانا اصغر ضحكة علي شفة

شفتوتش الصياد يا خلق بيقتلوا طيروا

السوس بينخر وسارح تحت اشرافك

فرحان بيهم كنت وشايلهم علي كتافك

واما اهالينا من زرعوا وبنوا وصنعوا

كانوا مداس ليك ولولادك واحلافك

ويا مصر يا مصر آن العليل رجعتله انفاسه

وباس جبين للوطن ما للوطن داسه

من قبل موته بيوم صحوه اولاده

ان كان سبب علته محبته لناسه

الثورة فيضان قديم

محبوس مشافوش زول

الثورة لو جد متبانش في كلام او قول

تحلب وتعجن في سرية تفور في القلب وتنغزل فتلة فتلة في ضمير النول

متخافش علي مصر يابا مصر محروسة حتي من التهمة دي اللي فينا مدسوسة

ولو انت ابوها بصحيح وخايف عليها اي تركتها ليه بدن بتنخره السوسة

وبيسرقوكي يا الوطن قدامنا عيني عينك

ينده بقوة الوطن ويقلي قوم

فينك ضحكت علينا الكتب بعدت بينا عنك

لولا ولادنا اللي قاموا يسددوا دينك

لكن خلاص يا وطن

صحيت جموع الخلق قبضوا علي الشمس بايديهم

وقالوا لا من المستحيل يفرطوا عقد الوطن تاني

و الكدب تاني محال يلبس قناع الحق

بكل حب الحياة خوط في دم اخوك

قول انت مين للي باعوا حلمنا وباعوك واهانوك

وذلوك ولعبوا قمار باحلامك

نيران هتافك تحرر صحبك الممسوك

يرجعلها صوتها مصر تعود ملامحها تاخد مكانها القديم

والكون يصالحها عشرات السنين تسكونوا بالكدب في عروقنا

والدنيا متقدمة ومصر مطرحها

كتبتوا اول سطور في صفحة ثورة

وهما علما و خبرة مداورة ومناورة

وقعتوا فرعون هرب من قلب تمثاله

لكن جيوشه مازالوا بيحلموا ببكرة

صباح حقيقي ودرس جديد اوي في الرفض

اتاري للشمس صوت واتاري للارض نبض

تاني معاكم رجعنا نحب كلمة مصر

تاني معاكم رجعنا نحب ضحكة بعض

مين كان يقول ابننا يطلع من النفق

دي صرخة ولا غني ودة دم ولا شفق

اتاريها حاجة بسيطة الثورة يا اخوانا

مين اللي شافها كدة مين اول اللي بدأ

مش دول شاببنا اللي قالوا كرهوا اوطانهم

ولبسنا توب الحداد وبعدنا اوي عنهم

هما اللي قاموا النهاردة يشعلوا الثورة

ويصنفوا الخلق مين عنهم ومين خانهم

يادي الميدان اللي حضن الذكري وسهرها

يادي الميدان اللي فتن الخلق وسحرها

يادي الميدان اللي غاب اسمه كتير عنه وصبرها

ما بين عباد عاشقة و عباد كارهة

شباب كان الميدان اهله وعنوانه

ولا في الميدان نسكافيه ولا كابتشينو

خدوده عرفوا جمال النوم علي الأسفلت

والموت عارفهم اوي وهما عارفينه

لا الظلم هين يا ناس ولا الشباب قاصر

مهما حاصرتوا الميدان عمروا ما يتحاصر

فكرتني يا الميدان بزمان وسحر زمان

فكرتني بأغلي ايام في زمن ناصر

شايل حياتك علي كفك صغير السن

ليل بعد يوم المعاناة وانت مش بتأن

جمل المحامل وانت غاضض

بتعجب امتي عرفت النضال

اسمحلي حاجة تجن

اتاريك جميل يا وطن مازلت و هتبقي

زال الضباب وانفجرت باعلي صوت

لا حركتنا نبتسم ودفعت انت الحساب

وبنبتسم بس بسمة طالعة بمشقة

فينك يا صبح الكرامة لما البشر هانوا

وأهل مصر الأصيلة اتخانوا واتهانوا

بنشتري العزة تاني والتمن غالي

فتح الوطن للجميع قلبوا و احضانوا

الثورة غيض الامل وغنوة الثوار

الليل اذا خانه لونه يتقلب لنهار

ضج الضجيج بالندا اصحي يا فجر الناس

فينك يا صوت الغلابة وضحكة الانفار

وأحنا وراهم أساتذة خايبة

تتعلم ازاي نحب الوطن وامتي نتكلم

لما طال الصدي قلبنا ويأسنا من فتحه

قلب الوطن قبلكم كان خاوي ومضلم

أولنا في لسة الجولة ورا جولة

دة سوس بينخر يا ابويا في جسد دولة

ايوة الملك صار كتابة انما ابدا

لو غفلت عينا لحظة يقلبوا العملة

لكن خوفي مازال جوة الفؤاد يكبش

الخوف اللي ساكن شقوق القلب ومعشش

واللي مش راح يسيبه ولسة هيبقوا

وهيلاقولهم سكك وببان ما تتردش

وحاسبوا اوي من الديابة اللي في وسطيكم

وحاسبوا اوي من الديابة اللي في وسطيكم

والا تبقي الخيانة منك وفيكم

الضحك علي البق بس الرك علي النيات

فيهم عدوين اشد من اللي حواليكم