الخميس، 14 يوليو 2011

انفراد: نجل رئيس المخابرات يتحدث لـ «صوت التحرير»:أبي حذر مبارك من نفوذ سوزان .. وهذه حكاية ذبحه لثلاثين ضابطاً في المخابرات الحربية



انفراد: نجل رئيس المخابرات يتحدث لـ «صوت التحرير»:أبي حذر مبارك من نفوذ سوزان .. وهذه حكاية ذبحه لثلاثين ضابطاً في المخابرات الحربية
كتب:طارق الكرداوى
ماهي الملابسات التي أحاطت بإنشاء فرقة مكافحة الإرهاب الدولي عام 1979 والتي كنت نائب رئيسها؟ >> أنا تخرجت في كلية الشرطة عام 1977 وتم تعييني في شرطة النقل ثم ترقيت بعد حوالي عام إلي رتبة ملازم أول بالسكك الحديدية وبعد ثلاثة اشهر من ترقيتي فوجئت باستدعائي من قبل جهاز امن الدولة وعندما ذهبت الي هناك قالوا لي إن السادات أمر بإنشاء فرقة لمكافحة الإرهاب الدولي وانني ضمن ثلاثة مرشحين لإنشاء هذه الفرقة وانني سأقوم بمهمة تدريب أفراد هذه الفرقة.. وبالفعل بدأنا في انشاء الفرقة بمساعدة بعض الخبراء الأمريكيين الذين استفدنا كثيرا منهم سواء في التدريب أو في "تكنيك" العمل. > وما هو الهدف الرئيسي من إنشاء هذه الفرقة؟ >> كان الغرض الرئيسي من إنشاء هذه الفرقة الاستعداد لمواجهة الأحداث المتوقعة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل. > ولكن جهاز امن الدولة كان موجودا وكانت هناك قوات تقوم بنفس الدور فما الداعي إذن لإنشاء هذه الفرقة؟ >> جهاز امن الدولة كان موجودا كدائرة نشاط يعمل علي كل المستويات داخل مصر أما الفرقة فكانت تتعلق بالأعمال الإرهابية ذات الصبغة الدولية. > كم فردا كان عضوا بهذه الفرقة؟ >> الفرقة كانت مكونة من 40 فردا مقسمين علي ثلاث مجموعات وقمنا في ذلك الوقت بعدد من العمليات مثل القبض علي المتهمين في قضايا اغتيالات الضباط أو الكشف عن بعض العمليات التخريبية قبل وقوعها. > ما هي أبرز العمليات التخريبية التي كشفت عنها الفرقة قبل وقوعها؟ >> من ابرز العمليات التي قمنا بها اكتشاف شاب ليبي كان علي وشك القيام بأعمال تخريبية في مصر في ذلك الوقت ولم يكن يعنينا القبض علي هذا الشاب بقدر القبض علي المجموعة كلها وكذلك اعتراف القذافي بأن هذا الشخص ليبي لذا لجأنا إلي حيلة وهي نشر خبر في الصحف مفاده مقتل هذا الشاب وقمنا بتصوير جثته ملطخة بالدماء وسط المدافن دون الإعلان عن هويته فما كان من القذافي إلا أن ظهر علي وسائل الإعلام وأكد أن هذا الشخص ليبي وان قوات الامن المصرية تقتل الليبيين وهو اعتراف كنا نريده في ذلك الوقت كدليل علي تسرب بعض الليبيين إلي مصر للقيام بأعمال تخريبية.. وبعد ذلك قمنا بنشر صورة الشاب الليبي وهو سليم وتم القبض علي جميع المجموعة. > ولكن لماذا التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا في إنشاء هذه الفرقة في هذا التوقيت؟ >> لم تكن أمريكا وحدها التي نتعاون معها في إنشاء هذه الفرقة حيث كانت هناك دول أخري مثل ألمانيا وان كان التعاون بيننا وبين الأمريكان أكثر وهذا قد يكون راجعا في ذلك الوقت إلي التقارب المصري الأمريكي في أعقاب حرب أكتوبر مقابل التراجع علي صعيد العلاقات المصرية السوفيتية فضلا عن أن أمريكا كانت تريد توطيد علاقاتها علي الصعيد الأمني بدولة قوية في المنطقة وتحديدا مصر لأنها كانت تدرك أن ذلك سيصب في مصلحتها مستقبلا باعتبار أن أي قوات من المنطقة ستكون علي دراية أوسع بجغرافية المنطقة وهذا ما حدث بالفعل بعد ذلك في حرب تحرير الكويت عام 1991 عندما استعانت بالقوات المصرية لأنها أدري من غيرها بطبيعة المنطقة وأسلوب القتال فيها. > إلي اي المراكز وصلت داخل فرقة مكافحة الإرهاب الدولي؟ >> في عام 1985 كنت علي درجة نائب رئيس الفرقة قبل أن انتقل إلي العمل بجهاز المخابرات العامة أما رئيس الفرقة فقد كان اللواء طلعت خطاب الذي تولي امن السفارة الأمريكية في الجانب المصري بعد إحالته للمعاش حيث إن أمن السفارة ينقسم إلي قسمين احدهما مصري والآخر امريكي. > ما هي طبيعة عملك بجهاز المخابرات العامة؟ >> توليت مسئولية مركز المعلومات في المخابرات العامة وكنت مكلفا بمتابعة منطقة شرق آسيا وتحديدا أفغانستان وإندونيسيا ومنظمة دول الآسيان حيث كنت أقوم بجمع المعلومات وتحليلها مخابراتيا وكان جل عملي مركزا في أفغانستان حيث كانت حرب الفصائل سواء الموالية للسوفييت أو الهادفة إلي الانفصال عن الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت وهذه الفصائل كانت تمولها أمريكا سواء بالمال أو السلاح ووقتها قلت للقيادات إن الهدف الرئيسي من وراء تخليق الفصائل الأفغانية تسهيل مهمة دخول أمريكا إلي أفغانستان بعد انفصالها عن الاتحاد السوفيتي حيث ستتطاحن مع بعضها البعض وستتحول أفغانستان إلي مجال للحرب بين هذه الفصائل وهذا ما حدث بالفعل. > ولكن ما السبب الحقيقي في سماح النظام الحاكم في ذلك الوقت للشباب المصري بالسفر ومساندة الأفغان في حربهم مع السوفييت؟ >> بالطبع هناك أسباب عديدة منها وجود عدد من الجماعات الدينية التي كانت تشكل خطرا علي الناحية الأمنية في مصر في ذلك الوقت وبالتالي سمحت لهم الدولة بالسفر إلي أفغانستان ومساندة الأفغان ضد السوفييت حتي تفسح لهم الطريق وتتقي ضررهم وقد يكون السبب أيضا راجعا إلي محاولة النظام المصري في ذلك الوقت إرضاء الأمريكان. > وهل كان هناك رصد لتحركات المسافرين لأفغانستان؟ >> بالتأكيد كان كل من يخرج إلي أفغانستان تحت أيدينا منذ خروجه حتي عودته مرة أخري إلي مصر وهذا كانت مكلفة به أجهزة أخري بعيدا عن عملي. > هل تري أن سماح الدولة بسفر الشباب المصري لمساندة الأفغان انقلب عليها؟ >> نعم انقلب السحر علي الساحر وهذا ما حذرت منه القيادات في ذلك الوقت حيث أكدت لهم أن الشخص يخرج من مصر إلي أفغانستان ليتعلم فنون القتال من حرب العصابات وحرب الشوارع وإعداد الفخاخ وكذلك استخدام مختلف الأسلحة وهو ما يشكل خطرا عندما يعود من خلال امكانية استخدامه ما تعلمه ضد مصر وهذا ما حدث بالضبط بعد ذلك.. فإذا كانت الدولة قد أبعدتهم لتتجنب مشاكلهم فقد عادوا أكثر ضراوة عن ذي قبل. > كيف تنظر إلي فساد جهاز الشرطة الذي كان من أبرز أسباب ثورة 25 يناير؟ >> المجتمع كله كان فاسدا خلال السنوات الثلاثين الماضية والفساد كان القاسم المشترك بين كل مؤسسات وأجهزة الدولة بما فيها مؤسسة الشرطة وجهاز امن الدولة ولكن لأن مؤسسة الشرطة من أكثر المؤسسات تعاملا مع الجماهير فمن الطبيعي أن يظهر هذا الفساد بوضوح داخلها أكثر من أي مؤسسة أخري. > وما رأيك في حقيقة الوثائق التي خرجت من مقار امن الدولة بعد اقتحامها واحتوت معلومات بشان عدد من الشخصيات العامة؟ >> في مثل الأحداث التي شهدتها مصر وما زالت تشهدها نحن نتوقع اي شيء فمن الممكن أن تكون هذه الوثائق صحيحة ومن الممكن ان يكون الضباط قد أعدوها لأغراض ما وبمرور الوقت ستتضح الحقائق حول هذه المستندات. > والدك فؤاد نصار رئيس جهاز المخابرات الحربية أثناء حرب أكتوبر.. ماذا عنه؟ >> والدي تخرج في الكلية الحربية سنة 1944 وتدرج في المناصب حتي تولي منصب رئيس المخابرات الحربية عام 1971 ورغم انه لم يكن ضمن تنظيم الضباط الأحرار إلا انه استعين به في إنجاح ثورة يوليو عندما اتصل به جمال سالم وطلب منه أن يسيطر علي سنترال رمسيس - وكان السنترال الوحيد في القاهرة في ذلك الوقت - وكان الغرض من ذلك هو التحكم في الاتصالات بين القاهرة والإسكندرية والتي كان الملك فاروق متواجدا فيها حينذاك وهو ما قام به والدي علي أحسن وجه. > ما هي الملابسات التي أحاطت بتولي والدك جهاز المخابرات الحربية في هذه الفترة ؟ >> تولي والدي مسئولية المخابرات الحربية عام 1971 في الوقت الذي كانت تستعد فيه مصر لخوض حرب أكتوبر وكذلك في ظل حرب الاستنزاف وما أتذكره في هذا الوقت هو أن والدي كان يقول للضباط إذا رأيتم جنديا مصريا يموت فاتركوه فهو شهيد عند الله تعالي ولكن أتوني بأي ضابط أو جندي إسرائيلي لأنه كان يعلم أهمية الجندي الإسرائيلي عند الإسرائيليين وانه لابد وان يدفن في ظل طقوس معينة طبقا لعقيدتهم وبالتالي كان يرغب في مبادلة أي جثمان لأي جندي أو ضابط بأكبر عدد من الأسري المصريين وهذا ما حدث بالفعل في أعقاب حرب أكتوبر حيث بادل الجندي الاسرائيلي بـ 30 أسيرا مصريا وهذا ما أثار الإسرائيليين في ذلك الوقت حتي إن بعض قادتهم العسكريين طالبوا بتصفيته جسديا. > ما هو الفرق بين جهاز المخابرات الحربية قبل وبعد تولي فؤاد نصار رئاسته؟ >> فؤاد نصار احدث طفرة كبيرة في المخابرات العسكرية من خلال اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة فور توليه منصبه أهمها علي الإطلاق تطهير جهاز المخابرات العسكرية من 30 ضابطا فاسدا.. كما قام أيضا بتطوير أساليب العمل داخل الجهاز وزاد من نشاط بعض القطاعات الهامة وبالتالي كان ما فعله فؤاد نصار مقدمة لنصر أكتوبر. > وما أبرز العمليات التي كشفها فؤاد نصار؟ >> ربما كانت قضية هبة سليم من أشهر القضايا التي كشفت عنها المخابرات الحربية أثناء تولي والدي لرئاستها وهذه القضية التي تحولت إلي فيلم يحمل عنوان "الصعود إلي الهاوية" والتي كانت تدور قصتها حول احد الضباط الذي كان يحب فتاة لا تعيره أي اهتمام إلا انه بعد تجنيد هذه الفتاة من قبل الموساد الإسرائيلي استطاعت تجنيد هذا الضابط الذي كان يمدها بالمعلومات ومن خلال التحريات تم التأكد من أن هناك شخصا ما من داخل المؤسسة العسكرية هو الذي يقوم بذلك وتم حصر الشكوك في ثلاثة ضباط إلا انه بمداهمة منزل أحدهم تم اكتشاف عدد من أجهزة الإرسال فوق سطح المنزل وتم كشف أمره. > ولكن يتردد أن قصة الفيلم تختلف عن القصة الحقيقية في بعض الجوانب!! >> هي ليست أخطاء.. ولكن يمكن القول إن صناع الفيلم وضعوا القصة في إطار المنظور الدرامي وبالتالي كان لابد من وجود اختلافات بين القصة الحقيقية وبين الفيلم. > ولكن يتردد أن الخلاف بين الرئيس الراحل أنور السادات وبين القذافي ساهم في تغيير بعض الأحداث التي لم تذكر!! >> هذا صحيح حيث كانت بعض الأحداث تدور في ليبيا ولكن نظرا للخلافات السياسية في ذلك الوقت بين السادات والقذافي فقد تمت الإشارة إلي أن الأحداث تجري في دولة مغاربية أخري. > ما هي ملابسات تعيين والدك محافظا لمطروح؟ >> السادات قام بتعيين والدي محافظا لمحافظة مرسي مطروح حتي يعلم القذافي الأدب بعد قيام الأخير بضرب نقطة رأس الحكمة واتجاهه الي القيام ببعض الأعمال التخريبية في مصر وبالفعل تولي والدي مسئولية المحافظة وأوقف القذافي عند حده من خلال استغلاله لقبيلة بن علي التي كانت مقسمة بين مصر وليبيا حتي إن القذافي شكا للرئيس الامريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر وطلب منه أن يتحدث مع السادات حتي يكف فؤاد نصار عما يفعله. > ولكن قبل ذلك كان فؤاد نصار محافظا لسيناء.. ماذا عن طبيعة هذه المرحلة؟ >> بعد حرب أكتوبر اجتمع السادات بوالدي وقال له انه سيصدر قرارا بتعيينه محافظا لسيناء إلا أن والدي رفض باعتبار أن منصب المحافظ هو منصب مدني وهو رجل عسكري فاقترح عليه السادات ان يعينه محافظا لمحافظة البحر الأحمر لمدة عدة أشهر باعتبارها محافظة هادئة يمكن من خلالها اكتساب خبرة التعامل مع هذا المنصب ليتولي بعدها محافظة شمال سيناء.. وبالفعل تولي والدي منصب محافظ البحر الأحمر لمدة ثمانية أشهر زاره السادات خلالها ثلاث مرات إلي أن اصدر قرارا بعد ذلك بتولي والدي محافظة سيناء والتي اقترح تقسيمها الي محافظتين نظرا لاتساع مساحتها وبالفعل اخذ السادات بهذا الاقتراح وقال عندما نسترد سيناء من الإسرائيليين سنقسمها الي محافظتين وهذا ما حدث بالفعل.. وفي ظل هذه الأجواء كان القذافي قد بدأ يمارس أعماله التخريبية في مصر فما كان من السادات إلا أن اصدر قرارا بتعيين والدي محافظا لمرسي مطروح ليوقف الرئيس الليبي عند حده وهذا ما نجح فيه. > وماذا عن ملابسات اختيار فؤاد نصار رئيسا لجهاز المخابرات العامة؟ >> أتذكر أن هذا اليوم كان يمثل العيد القومي لمرسي مطروح وكان ذلك قبل حملة الاعتقالات التي قام بها الرئيس السادات الشهيرة وكانت مصر تموج بمتغيرات عاصفة وكنت مع والدي اتابع العرض العسكري ووقتها جاءه احد الموظفين وقال له إن حسني مبارك نائب الرئيس يريده علي التليفون فقال له والدي بعد انتهاء العرض حتي لا يتم تفسير خروجه من متابعة العرض بأي تفسيرات أخري خاصة أن أوضاع مصر في ذلك الوقت كانت ملتهبة وبعد انتهاء العرض اتصل والدي بمبارك الذي قال له إن السادات أرسل له طائرة لنقله إلي الإسكندرية لحضور اجتماع مع السادات وبالفعل استقل أبي الطائرة وعندما رآه السادات قال له "إيه رأيك يا نصار في اللي بيحصل في البلد؟" فقال له ملاحظاته حول بعض الأمور فما كان من السادات إلا ان قال للنبوي إسماعيل وزير الداخلية في ذلك الوقت "اقعد معاه يا نبوي وفهمه كل حاجة".. وعندما انتهي النبوي من حديثه مع والدي اخبره السادات انه اختاره لتولي مسئولية مدير المخابرات العامة بديلا عن سعيد الماحي الذي سيتولي منصب محافظة الإسكندرية. > ولماذا اختار السادات فؤاد نصار تحديدا لهذا المنصب في هذا الفترة الحرجة التي كانت تمر بها مصر؟ >> ابي كان قريبا جدا من "دماغ السادات" وكان يفهمه سريعا ويعرف ما يدور برأسه إضافة إلي أن والدي كان يجمع بين خبرة العمل العسكري والعمل المدني حيث كان مديرا للمخابرات الحربية ثم محافظا لثلاث محافظات وكانت هذه الفترة تحتاج إلي عقلية تجمع بين طبيعة العملين نظرا للاضطرابات التي كان متورطا فيها رجال من الجيش والشرطة وعدد من المدنيين. > هل هناك علاقة بين اختيار فؤاد نصار رئيسا لجهاز المخابرات العامة وبين حملة اعتقالات سبتمبر التي أعقبت اختياره؟ >> أبي كان معترضا بشدة علي هذه الاعتقالات حيث كان يري أن هناك شخصيات لا يجب اعتقالها وان اعتقالها سيكون له تداعيات وخيمة. > وكيف ترك فؤاد نصار المخابرات العامة؟ >> في اكتوبر عام 1983 ارسل والدي إلي مبارك يطلب منه إصدار قرار بإنهاء خدمته لأنه بلغ سن الستين فقال له مبارك "أول مرة أشوف رئيس مخابرات عايز ينهي خدمته" وطلب منه أن يستمر في موقعه إلا ان والدي رفض وصمم علي إنهاء خدمته لأنه كان يريد في ذلك الوقت أن يستريح.. وتحت إصرار والدي وافق مبارك علي انهاء خدمته ولم يجد في ذلك الوقت من يشغل هذا الموقع فاستعان باللواء نور عفيفي الذي كان قائدا للشرطة العسكرية وأحيل للمعاش منذ ستة اشهر - في ذلك الوقت - ووقتها اتصل مبارك بوالدي وطلب منه ان يظل في مكتبه حتي يناير بجوار نور عفيفي حتي يلم بطبيعة العمل الذي كان غريبا عليه وبالفعل ظل والدي معه وكان العمل يعرض عليهما سويا حتي تمكن عفيفي من الإلمام بطبيعة العمل. > والدك اقترب من عبدالناصر والسادات ومبارك.. ماهو رايه في الرؤساء الثلاثة؟ والدي كان يقول إن عبدالناصر له أخطاؤه اما السادات فقد خسرته مصر لأنه كان يقود نهضة حقيقية أما مبارك فلم يكن له علاقة به عندما كان نائبا للسادات وعندما كان رئيسا قال لي في إحدي المرات إنه حذره من زوجته سوزان وأنها من الممكن أن تخرج علي الخط وقال انه إذا كنا نعيب علي زوجة السادات أن لها بعض الانشطة مثل النور والأمل واذا كان ذلك مستهجنا من قبل المصريين باعتبارنا مجتمعا شرقيا فما بالنا بسوزان.

شفها لنا نجله وسكرتيره الخاص..سر المكالمة الغامضة التي أنهت حياة الدكتور رفعت المحجوب..مصطفي الفقي قال لمبارك: «المحجوب» يتحدث في كل شيء ولا يترك لك م

كشفها لنا نجله وسكرتيره الخاص..سر المكالمة الغامضة التي أنهت حياة الدكتور رفعت المحجوب..مصطفي الفقي قال لمبارك: «المحجوب» يتحدث في كل شيء ولا يترك لك مساحة ياريس
كتب:طارق الكرداوى
صندوق أسود.. الوصف الأدق الذي يمكن اطلاقه علي الثلاثين عاما التي تربع فيها الرئيس المخلوع مبارك ورجاله الذين انتشر فسادهم في البر والبحر وأصبحوا مابين ليلة وضحاها حاكمين بأمرهم.. مانحين الحياة.. والثراء والجاه.. صندوق أسود داخله حكايات عديدة.. وعلامات استفهام ظلت طوال السنوات الماضية بلا إجابات واضحة.. وحلول حقيقية لأن العامل المشترك فيها ان لم يكن المتهم الرئيسي كان يجلس علي العرش الرئاسي
.

حادثة اغتيال الدكتور رفعت المحجوب واحدة من الحكايات التي كان الغموض هو بطلها لأكثر من عشرين عاماً حتي جاءت ثورة 25 يناير لتضع النقاط فوق الحروف وتشير ـ بعد سنوات من الصمت ـ للأجوبة التي من الممكن أن تزيل العديد من علامات الاستفهام التي ظلت تحكم هذا الملف وقد ساعد علي هذا الأمر قرار النائب العام بفتح تحقيق موسع حول مقتل «المحجوب» بناء علي البلاغ الذي تقدم به المحامي سمير صبري حول تورط الرئيس السابق وصهره منير ثابت ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ورئيس مجلس الشوري المسجون حاليا علي ذمة قضية موقعة الجمل صفوت الشريف إحالة البلاغ إلي النيابة العسكرية للتحقيق فيه.. بعد أن استند صبري في بلاغه إلي أن المحجوب كان يملك مستندات تؤكد تورط الرئيس السابق في تجارة السلاح بمشاركة المجموعة السابقة, ولم يجد مبارك مفرا للخروج من هذه الأزمة سوي قتل المحجوب لدفن سره معه.. مما يعزز صحة هذا الكلام تبرئة قيادات الجماعة الإسلامية المتهم الأول في قتله من هذا الزعم خصوصا وأن جميع الأحكام التي حصلوا عليها كانت متعلقة بقضايا أخري بعيدة كل البعد عن مقتل الدكتور المحجوب.. هذا في الوقت الذي تأكد فيه لدي الكثير أن الدكتور المحجوب كان هو المقصود فعليا بالاغتيال وليس كما يردد البعض بأن وزير الداخلية الأسبق عبدالحليم موسي هو الذي كان مقصود ا, وأن اغتيال المحجوب وقع عن طريق الخطأ.. "الموجز" تحاول من خلال هذا التحقيق الوصول إلي عين الحقيقة من خلال التحدث مع أقرب الناس إلي المحجوب في حياته وكاتمي أسراره.. والذين فجروا العديد من المفاجآت حول مقتل رجل كان يعتيره البعض الحاكم الفعلي لمصر في فترة الثمانينيات.. البداية ستكون من عند نجل المحجوب الدكتور أيمن رفعت المحجوب الذي أكد أنه لايملك دليلاً قاطعاً علي تورط الرئيس المخلوع في اغتيال والده, وأن كل مايتردد حول مقتل والده لايستطيع إثباته أونفيه. مشيرا إلي أن مبارك كان يحب والده كثيرا ويكن له كل احترام وتقدير، غير أنه عاد ليؤكد أن السنوات الأخيرة التي سبقت رحيل والده شهدت توترا في العلاقات بينه وبين الرئيس السابق بسبب معارضة والده لسياسة مبارك والاختلاف معه في الكثير من وجهات النظر. وتابع نجل المحجوب قائلاً «زاد من حدة الخلافات بين الطرفين وشاية كل من الشريف وكمال الشاذلي وزكريا عزمي ضده لدي مبارك وهو مازاد الأمر تعقيدا بين الطرفين. وعن بداية تلك العلاقة قال «بدأت في الثمانينيات وان والده كان بمثابة مستشار اقتصادي للرئيس المخلوع دون الحصول علي أجر مقابل ذلك ومعظم النواحي الاقتصادية كان يرجع فيها مبارك إلي والدي قبل اتخاذ أي قرار فيها وكان كثيرا مايقوم والدي بكتابة دراسات اقتصادية عن احوال مصر يشرح فيها الحقيقة كاملة دون وضع أي خطوط حمراء له ويرسلها إلي رئيس الجمهورية عبر أسامة الباز ومصطفي الفقي واستمر علي هذا الحال حتي تم تعيينه في مجلس الشعب واختياره رئيسا للمجلس.. وكان والدي صارما جدا في عمله لدرجة أن أعضاء المجلس كانوا يقولون إن الدكتور المحجوب يعاملهم مثل التلامذة في المدرسة وكانوا يشبهونه بالديكتاتور لجديته في عمله. ويضيف نجل المحجوب «علي الرغم من أن والدي كان صارما داخل المجلس إلا أنه كان يرتبط بصداقات وطيدة مع معظم قيادات المعارضة خصوصا الباشا فؤاد سراج الدين زعيم حزب الوفد وشقيقه ياسين سراج الدين وعلوي حافظ وممتاز نصار رغم الاختلاف الفكري بينهما. وعن حقيقة أن الرئيس السابق كان يخاف من والده نفي نجل المحجوب هذا الكلام مؤكدا أنه كان يحترمه وكان يعتبره الرجل الثاني بعده مباشرة حتي علي المستوي الرسمي علي خلاف البروتوكول المتعارف عليه داخل الرئاسة بأن رئيس الوزراء هو الرجل الثاني وليس رئيس مجلس الشعب. فضلا عن ذلك فإن والده الوحيد الذي كان يناديه من بين جميع المسئولين بمنصبه "يادكتور رفعت" علي خلاف باقي المسئولين الذين كان يناديهم بأسمائهم مجردة.
أما بداية الخلافات بين الرئيس السابق والمحجوب أكد أنها بدأت مع بداية الاتجاه نحو الخصخصة وحل مجلس الشعب حيث كان والده يرفض قرار الحل في الوقت الذي كان يؤيده مبارك مشيرا إلي أن والده كان يعتمد في رأيه علي أسباب قانونية وهي أن هناك العديد من القوانين التي صدرت من أعضاء هذا المجلس خصوصا القانون الذي صدر عام 1988 الخاص بجرائم المخدرات والقاضي بإعدام من يثبت تجارته في المخدرات. مشيرا إلي أن هناك بعض تجار المخدرات الذين اعدموا بالفعل طبقا لهذا القانون في حالة حل المجلس فإن جميع القوانين التي صدرت عنه تكون باطلة وبالتالي بطلان قانون المخدرات الذي نتج عنه إعدام الكثير من التجار, وهنا تكون وقعت مصر في إشكالية كبري فكيف يتم اعادة الذين أعدموا من تجار المخدرات لإعادة محاكمتهم بعد حل المجلس مثل ذويهم في القضايا الأخري..
ويكمل بقوله رفض والدي بيع فندق «سان ستيفانو» بالإسكندرية لأنه كان يعتبره بمثابة الهرم الرابع بعد أهرامات الجيزة متحديا الرئيس السابق والمسئولين عن الخصخصة قائلا لهم :" علي جثتي لو بعتوا سان ستيفانو" اليوم تبيعوا الفنادق وغدا المستشفيات وبعدها تبيعوا مصر بأكملها ومن يومها بدأ التوتربين والدي ومبارك وبدأ يتدخل في هذه الفترة عزمي والشريف والشاذلي لزيادة حدة الخلافات بينهما . وعن حقيقة الخلاف بينه وبين مبارك بسبب تصريح والده للرئيس العراقي السابق صدام حسين بأن الأمة العربية محتاجة إلي زعيم عربي مثله يلم شمل الأمة العربية وهذا ماعرفه مبارك من صدام حسين نفسه وكان سببا في زيادة الخلافات بين والده والرئيس السابق أكد نجل المحجوب أن هذه الرواية يشوبها الكثير من عدم الصحة مؤكدا ان والده كان في زيارة للعراق وبادر الرئيس العراقي بسؤاله أنت مع الزعامة الفردية أم الزعامة الجماعية فسكت والده وسأل صدام حسين لماذا هذا السؤال؟ فرد عليه صدام بأن الرئيس مبارك من أنصار الزعامة الفردية.. فرد عليه المحجوب بأن الأمة العربية في حاجة إلي زعيم مثل جمال عبدالناصرفرد صدام وهل مبارك لاتتوافر فيه مثل هذه الصفات؟ فسكت والدي ولم يعلق وعندما عرض التسجيل علي مبارك فهم ان والده يؤيد صدام حسين زعيما للأمة العربية علي حسابه. وحول مقتل والده وتورط الرئيس المخلوع من عدمه وعلاقاته برجال النظام السابق. أكد أن جهات التحقيق فتحت هذا الملف مجددا وأنه في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات. مشيرا إلي أن أجدر شخص يجيب عن هذه الأسئلة هو السكرتير الخاص لوالده السيد ثابت أحمد ثابت لأنه كان بمثابة كاتم أسرار والده ولديه الكثير من المعلومات التي لايعرفها هو شخصيا.. والذي أكد بدوره أنه يعرف الدكتور المحجوب منذ الستينيات وأن هناك علاقة جيرة كانت تربط بينهما موضحا أن الحديث عن مقتل الدكتور المحجوب بمحض الصدفة كلام عار تماما من الصحة مؤكدا أن عملية القتل مدبرة وراءها جهات داخلية وخارجية لكنه لايستطيع الجزم بماهية هذه الجهات؟ مفجرا مفاجأة من العيار الثقيل بتأكيده أن هناك مكالمة غامضة هي التي تسببت في قتل رئيس مجلس الشعب الأسبق مشيرا إلي أنهم قبل الواقعة بأربعة أيام كانوا في مدينة الزرقا بدمياط محل ميلاد الدكتور المحجوب وكان من المقرر أن يتحرك من محافظة دمياط إلي القاهرة بعد صلاة يوم الجمعة الموافق الثاني عشر من أكتوبر عام 1990 يوم مقتله ليقابل رئيس البرلمان السوري مساء يوم الجمعة بفندق المريديان خصوصا وأن اليوم التالي ليوم الجمعة كان سيشهد الاستفتاء علي حل مجلس الشعب المصري تنفيذا لحكم المحكمة الدستورية العليا.. لكن.. فجأة دون مقدمات جاءه اتصال غامض يوم الخميس طلب منه الحضور فورا إلي القاهرة وبالفعل توجه إلي القاهرة دون إخباري بالأسباب الحقيقية وراء سفره المفاجئ وكل ما أخبرني به هو أن يوم السبت المقبل سيكون آخر يوم له في البرلمان وأنه سيتجه للعمل في منصب آخر وانني سأكون سكرتيره في المنصب الجديد رافضا الإفصاح عن ماهية هذا المنصب لكنني عرفت فيما بعد أن يوم السبت كان سيحلف القسم نائبا لرئيس الجمهورية علي خلاف مانفته الرئاسة في خطابها أمام المحكمة بعدم صحة هذا الكلام. ويواصل ثابت حديثه «بعد وصول المحجوب إلي القاهرة مساء يوم الخميس كان من المفترض أن يقابل رئيس البرلمان السوري في الثامنة مساء يوم الجمعة لكن طبقا للتليفون السابق تغير موعد اللقاء من المساء إلي الصباح مع العلم ان الدكتور المحجوب كان لاينزل يوم الجمعة من منزله صباحا علي الإطلاق ويفضل النزول لصلاة ظهر الجمعة مباشرة لكنه في هذا اليوم نزل في العاشرة صباحا للقاء الوفد السوري مؤكدا ان هناك شيئاً غامضاً حدث يوم وفاته حيث قام الدكتور المحجوب بالاتصال بقائد الحراسة العقيد محمود نصار الذي كان عليه الدور لحراسة المحجوب لكن لم يجده في منزله لأنه كان يعلم بأن لقاءه مع رئيس البرلمان السوري مساء وليس صباحا فقرر الاتصال بالعقيد عمرو سعد الشربيني ليحل محل العقيد محمود نصار وبالفعل ترك الشربيني ابنته المريضة وقرر الحضور ليرافق المحجوب في رحلته ولتكون آخر مرة يري فيها ابنته فمن سوء القدر انه لقي حتفه مع الدكتور المحجوب.. الشيء الغريب والمثير للريبة كما يقول سكرتير المحجوب أنه كان هناك تنصت علي تليفون الدكتور المحجوب وأنه شعر بذلك أثناء حديثه إلي العقيد عمرو الشربيني الذي أخبره بضرورة الحضور إليه فورا لمقابلة الوفد السوري وذلك لتغيير الميعاد من المساء إلي الصباح موضحا أن الدكتور المحجوب شعر بأن شخصاً قام برفع سماعة التليفون أثناء حديثه إلي العقيد عمرو الشربيني.. لكن.. ظن أن أحد أبنائه في المنزل هو الذي فعل ذلك وبعد انتهائه من المكالمة سأل أولاده من الذي رفع سماعة التليفون أثناء حديثه لكنهم جميعا أكدوا له عدم قيام أحدهم بذلك ـ حسب كلام ـ سكرتيره وهذا ما أكد لهم فيما بعد بأن هذه المكالمة تم التنصت عليها من الجهة التي اغتالت المحجوب. وعن بداية خلافه مع مبارك أكد ثابت أن مبارك كان يحب الدكتور المحجوب لدرجة لايتخيلها أحد وكان يتصل به يوميا مالا يقل عن ساعة يستشيره في كل كبيرة وصغيرة وعرض عليه ان يتولي سفير مصر في الاتحاد السوفيتي لكنه رفض لأنه كان لايسعي إلي منصب أوسلطة وبدت العلاقة طبيعية جدا بينهما حتي بداية الخصخصة وما عرفه مبارك عن علاقة المحجوب بصدام حسين . فيما يتعلق بموضوع الخصخصة في بداية التسعينيات حضر إليه عضو مجلس شعب اسكندراني وأخبره بأن وزير السياحة فؤاد سلطان باع فندق " سان ستيفانو" لثلاثة مستثمرين لبنانيين مقابل 5 ملايين جنيه فقام علي الفور بالاتصال بالمستشار " الجوسقي" محافظ الاسكندرية في هذا الوقت ليعرف منه حقيقة هذا الأمر فأكد له محافظ الاسكندرية صحة هذا الكلام والأدهي من ذلك أخبره بأن وزير السياحة باع لهم ممراً تحت الأرض يربط بين الفندق والبحر فقام علي الفور الدكتور المحجوب بالاتصال بفؤاد سلطان وقال له: " ده مش ورث أبوك.. ده أملاك مصر" وطالبه بضرورة الرجوع في هذه البيعة وقام بعدها بالاتصال بعاطف صدقي وكان وقتها رئيسا للوزراء وعنفه بشدة وقال له: "لو مالي مكانك.. ماكنش وزير عندك يبيع حاجة من غير ماتعرف". ووقف تحت قبة البرلمان متحديا الجميع قائلا: "علي جثتي لو بعتوه". الغريب في الأمر بعدها بفترة قصيرة عرضت شركة أمريكية 100 مليون دولار لشراء الفندق.. أما فيما يتعلق بقصة المحجوب مع صدام حسين فالرئيس العراقي كان يعتبره الحاكم الفعلي لمصر وكان يتعامل معه من هذا المنطلق ومالا يعرفه أحد ان المحجوب كان أستاذ صدام حسين في كلية الحقوق بجامعة القاهرة التي لم يدرس فيها الرئيس العراقي سوي عام واحد كان من ضمن أساتذته الدكتور المحجوب عاد بعدها ليقود انقلاباً داخل العراق ويتولي حكم البلاد.. سألنا سكرتير المحجوب كلامك يؤكد أن الدكتور المحجوب كان أقوي من رئيس الوزراء الدكتور عاطف صدقي أكد ان هذا صحيح ومالا يعرفه احد أيضا أن الدكتور المحجوب هو الذي أتي بصدقي رئيسا للوزراء وأن مبارك كان ينوي تعيين الجنزوري في هذه الفترة رئيساً للوزراء لكن الدكتور المحجوب تدخل وأقنعه بتعيين صدقي بدلا منه. وذات مرة كان يتحدث الدكتور محمد الرزاز وزير المالية مع الدكتور عاطف صدقي لرفع ضريبة المبيعات من10 إلي 20% لكن الدكتور المحجوب تدخل وقال له :"الناس مخنوقة ياعاطف" وأمره بالرجوع عن التفكير في هذا الأمر.. سألناه عن حقيقة خلافه مع مبارك بسبب الاستجواب الذي قدمه علوي حافظ عن تجارة مبارك في السلاح؟ أكد ان هذا الكلام صحيح لأن المحجوب كان مساندا لعلوي حافظ في هذا الاستجواب وواقفا معه ضد مبارك وجميع رجال النظام.. وعن حقيقة خلافه مع الكبار داخل مجلس الوزراء؟ أكد ان جميع من كانوا علي الساحة سواء صفوت الشريف أو زكريا عزمي أو كمال الشاذلي كانوا بلا قيمة في وجود الدكتور المحجوب مؤكدا أن الشريف كان يكره المحجوب جدا لعلاقته الوطيدة بمبارك وكان يتعمد وقت أن كان وزيرا للإعلام أن يشوه صورته من خلال عرض جلسات مجلس الشعب علي غير حقيقتها انتقاما من المحجوب فكان يقوم بـ "مونتاج" الجلسة أثناء عرضها فكان يعرض رئيس المجلس يتكلم في موضوع والعضو يتكلم في موضوع آخر وهذا ما أغضب المحجوب وكلم الشريف وعنفه وقال له:" أنا ما بتفرجش علي التليفزيون بتاعكم ده بس كل حاجة باعرفها إما تعرض الجلسة كاملة وإما ماتعرضهاش ولما تعرض الجلسة تسجل شريطين شريط تبعتوا للمجلس وآخر للرئاسة" وبالنسبة لكمال الشاذلي هو الذي أوشي به عند مبارك فيما يتعلق بعلاقته مع الرئيس العراقي. ومصطفي الفقي قال لمبارك أيضا "إن المحجوب في خطابه اثناء افتتاح الدورة البرلمانية يقول فيه كل شيء ولا يترك لك شيء ياسيادة الرئيس تتحدث فيه" والدكاترة يوسف والي وزير الزراعة الأسبق وبطرس غالي أمين عام الأمم المتحدة الأسبق كانا لديهما إحساس داخلي بأن الدكتور المحجوب يكرههما علي خلاف الحقيقة فهو كان يكن لهما كل تقدير واحترام. وهذا ماينطبق علي الدكتور فؤاد محي الدين أول رئيس وزراء في عهد مبارك فقد كان لا يحب الدكتور المحجوب وعندما طلب منه مبارك عام 1986 أن يخوض الانتخابات الدكتور المحجوب عن دائرة الدقي وذلك بهدف اختياره رئيسا لمجلس الشعب لكن محي الدين لم يسمع كلام مبارك خشية من نفوذ المحجوب. وبعد علم الرئيس بمخطط محي الدين قرر تعيين المحجوب عضواً بالمجلس.. بعد هذا التحقيق المكثف حول مقتل المحجوب يبقي السؤال المحير من قتل المحجوب؟ أعتقد أن هذا التحقيق أزاح الكثير من الغموض حول اغتيال المحجوب وتوثق للجميع بان أجهزة الأمن المصرية علي دراية كاملة بقاتل رئيس مجلس الشعب الأسبق وعلي جهات التحقيق أن ترجع إلي المكالمة الغامضة التي تسببت في قتل المحجوب وان تعرف من صاحب هذه المكالمة وأن تكشف الجهة التي كانت تتنصت عليه.

لأول مرة: تفاصيل العلاقة الخفية بين مبارك وطنطاوي..وأسرار احتفاظه بمنصبه لمدة 21 عاما في نظام الرئيس المخلوع


لأول مرة: تفاصيل العلاقة الخفية بين مبارك وطنطاوي..وأسرار احتفاظه بمنصبه لمدة 21 عاما في نظام الرئيس المخلوع

كتب : طارق الكرداوى

المشير والرئيس.. علاقة غامضة ما ظهر علي السطح منها لا يسمن ولا يغني من جوع.. أقاويل وشائعات تتردد.. حكايات تنسج بعضها يقوم علي جزء من الحقيقة غير أن معظمها لا يقترب ولو من بعيد لحقيقة العلاقة التي تربط رأس النظام بوزير دفاعه وحائط الصد الأقوي والأجدر بالثقة.. حيث لا توجد حسابات سياسية.. وأطماع في المقعد.. ورغبات في الإطاحة والابعاد والخلع أيضا.. ومن هنا بات الحديث عن تلك العلاقة وكشف المستور الذي ظل أغلبه حبيسا طوال السنوات الماضية أمراً تفرضه الحالة الثورية التي تحكم وتطغي علي الشارع المصري منذ رحيل نظام الرئيس مبارك.. وتولي المشير محمد حسين طنطاوي مقاليد الحكم في مصر، ورغم الاعلان شبه الدائم من جانب المجلس العسكري وقياداته المختلفة رغبتهم في تسليم السلطة للمدنيين والعودة للثكنات.. إلا أن مساحة الثقة التي يتبادلها الشعب والجيش باتت هي أيضا الطريق الممهد الوحيد أمام المستقبل الأفضل والأكثر أمانا في الوقت الذي لا يتفق فيه أحد علي أحد.

المشير طنطاوي لم يكن العسكري الوحيد الذي واجهته أثناء توليه أحداث عظيمة محفوفة بالمخاطر، فكل من جلس علي مقعد وزير الدفاع ونال لقب المشير كان له نصيب من تلك الحياة المتقلبة غير الهادئة، غير أنه يكاد يكون العسكري الوحيد الذي تحاصره الأزمات من عدة جوانب فبعد رحيل نظام مبارك أصبح المجلس الأعلي للقوات المسلحة الشريعة الوحيدة في مصر تلك الشريعة التي أحالت أعضاء المجلس وفي مقدمتهم المشير طنطاوي أعلن ورجاله من بداية أحداث الثورة انحيازهم التام لمطالب الشعب المصري غير أن تسارع الاحداث والأزمات في المرحلة الصعبة التي تمر بها مصر،تسارع الأحداث تلك خلق لافتات ترفع في ميدان التحرير للمرة الأولي تطالب المشير بالتعديل والخروج ليتحدث بعد عدة أشهر من الصمت، ومطالبين أيضا بالإجابة عن تساؤلات عديدة وجدت طريقها للميدان في ظل حالة الحراك السياسي التي باتت هي صاحبة اليد العليا في الميدان وبقية ميادين مصر، فلم يكن عجيبا أن تعلو بعض الأصوات للمطالبة برحيل المشير، تلك الأصوات التي لا تشكك في نزاهة المجلس العسكري ولا تزايد علي وطنية الجميع، لكنها -وحسب تأكيدات غالبيتهم- يتحدث وفقا للمنطق السياسي وليس العسكري، فهم يريدون إجابة عن سر بقاء المشير في مقعده لأكثر من عشرين عاما، وصمته علي ما كان يحدث، مستندين في تساؤلهم هذا لموقفه من الخصخصة التي اتضح رفضه لها بأي شكل من الأشكال، ولأجل هذا يطالب الثوار المشير بالتحرك سريعا والاستجابة لمطالب الإصلاح كما فعل عندما أعلن رجال النظام المخلوع عن صفقة بيع بنك القاهرة وقال لهم بالحرف "مرفوض".

جدير بالذكر أن موقع "ويكيليكس" نشر عدداً من الوثائق الدبلوماسية السرية الأمريكية الأمريكية تكشف عن تحفظات الدبلوماسيين الأمريكيين في القاهرة بشأن شخصية المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة في مصر ووزير الدفاع المصري.

وجاء في البرقيات الدبلوماسية الأمريكية المرسلة من القاهرة الي واشنطن في عام 2008 وقت التحضير لزيارة وزير الدفاع واشنطن، ان طنطاوي يعارض الإصلاح الاقتصادي والسياسي الذي يري أنه يضعف سلطة الحكومة المركزية.

وجاء في إحدي البرقيات أن طنطاوي يهتم لأقصي الدرجات بالحفاظ علي الوحدة الوطنية، ويعارض مبادرات سياسية يعتقد أنها تشجع الانقسامات السياسية أو الدينية في صفوف المجتمع.

وذكرت الوثيقة أن طنطاوي ملتزم بمنع الزج بمصر في أي حروب جديدة، كما أنه أبدي مرارا عدم الارتياح لتركيز الولايات المتحدة علي مكافحة الإرهاب. وأوضح الدبلوماسيون الأمريكيون انه "ملتزم بمنع نشوب أي حرب أخري مع اسرائيل علي الاطلاق".

وقالت البرقية إن طنطاوي يعتبر أن دور الجيش هو حماية الشرعية الدستورية والاستقرار الداخلي، كما ذكرت أنه كان متشككا في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري في مطلع العقد الماضي معتقدا أن تخفيف سيطرة الحكومة علي الأسعار والإنتاج يغذي زعزعة الاستقرار الاجتماعي.

وأضافت أن حسين طنطاوي سيجادل بأن أي شروط للمساعدات العسكرية تعتبر غير بناءة وسيقول أيضا إن الجيش لا يقف وراء مشكلات حقوق الإنسان في مصر وسيقاوم مساعي الكونجرس الأمريكي لفرض شروط فيما يتعلق بحقوق الإنسان.

في السياق ذاته كشفت برقية دبلوماسية أمريكية ثانية أن المشير محمد حسين طنطاوي كان مستاء من جمال ابن الرئيس السابق حسني مبارك واحتمال خلافته لوالده، وأنه لا يستبعد القيام بانقلاب لتصحيح الأوضاع في حالة غياب مبارك.

يعود تاريخ البرقية إلي أبريل 2007 وسربها ويكيليكس مؤخرا، وتورد تفاصيل اجتماع بين نائب مصري بالسفارة الأمريكية بالقاهرة.

وتبين البرقية أن البرلماني قال للأمريكيين إن جمال الذي يحتمل أن يخلف والده يري في كل من وزير الدفاع، ومدير المخابرات عمر سليمان، تهديدا لبلوغه هدفه في الرئاسة، كما أكد أن طنطاوي قال له بصورة شخصية إنه في حالة استياء متزايد من جمال.

وحذر المتحدث المصري الأمريكيين من ازدياد ثقة جمال ومجموعته بأن الأمور ستسير وفق هواهم بعد تعديلات دستورية أقرت في مارس 2007 ويعتقد أنها أتت لتكريس خلافة جمال، وأنه سيعمل علي إزالة العوائق التي تعترض طريق رئاسته (طنطاوي وسليمان).

وتقول البرقية إن المتحدث البرلماني أشار إلي أن طنطاوي قال له إنه لم يعد يستطيع احتمال فساد جمال و"حاشيته" وأنه "لا يستطيع تحمل ما حدث في البلاد وما يمكن أن يحدث بها". كما عبّر عن عدم ارتياحه للتعديلات الدستورية ورأي أن تنفيذ انقلاب في مرحلة ما بعد مبارك هو الحل الأفضل.

المشير طنطاوي



هو محمد حسين طنطاوي سليمان.. حصل علي بكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956م. ودورة 24 أ.ح عام من كلية القادة والأركان عام 1971م. والدورة 7 حرب من كلية الحرب العليا عام 1982م.. أصبح ضابطاً في جيش التحرير الفلسطيني (قطاع غزة).. ثم عضو هيئة تدريس الكلية الحربية. وعضو البعثة العسكرية إلي أكاديمية شرشال العسكرية في الجزائر.. وفي حرب أكتوبر 1973 كان قائد الكتيبة السادسة بعدها أصبح رئيس عمليات فِرقة مشاة آلية. وملحقاً حربياً في باكستان وأفغانستان. وشعبة عمليات الجيش الثاني الميداني وقائد لواء مشاة آلي ورئيس فرع العمليات في هيئة عمليات القوات المسلحة وقائد فِرقة مشاة آلية ورئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة ورئيس أركان الجيش الثاني الميداني.. وقائد الجيش الثاني الميداني وقائد قوات الحرس الجمهوري ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة. ووزير الدفاع في 20/5/1991م ووزير الدفاع والإنتاج الحربي في 4/10/1993م.

تولي وزارة الدفاع بعد إقالة سلفه يوسف صبري أبو طالب الذي جاء من منصب مدني هو محافظ للقاهرة وقبله كان محافظ شمال سيناء ثم وزيرا للتنمية الشعبية.





المشير عبدالحكيم عامر وسيناريوهات النكسة والرحيل



هو عبدالحكيم عامر ولد عام 1919 في قرية أسطال محافظة المنيا ورحل عام 1967 عن 47 سنة فقط!! فارس مصري من أخلص وأصدق القادة والبشر قائد من الضباط الأحرار وعضو مجلس قيادة ثورة يوليو 1952 العظيمة تدرج في الرتب العسكرية إلي رتبة المشير تخرج في الكلية الحربية عام 1938 وكلية أركان الحرب عام 1948 واشترك في حرب فلسطين 1948 أصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة برتبة لواء في يوليو 1953 ووزيراً للحربية ونائباً للقائد الأعلي برتبة مشير عقب قيام الجمهورية العربية المتحدة 1958 شغل منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية عام 1964 في فترة قيادته العسكرية وقع العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 وانفصلت سوريا عن مصر عام 1961 ووقعت أحداث اليمن عام 1962 حتي عام 1967 وحرب يونيه 1967 مع إسرائيل.. تنحي عبدالحكيم عامر عن جميع مناصبه بعد هزيمة يونيه 1967 وأُعلن أنه مات منتحراً في سبتمبر 1967 ودفن في قريته!





أحمد إسماعيل.. مشير الحرب وقائد النصر



أحمد إسماعيل علي "المشير" (1917 ـ 1974) أصبح وزيراً للدفاع وعمره 55 سنة فقط!! وهو عسكري مصري من أبطال حرب أكتوبر 1973 ولد في عام 1917وحصل علي بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1938 درس العلوم العسكرية في الاتحاد السوفيتي عام 1957 وفي كلية ناصر العسكرية العليا عام 1969 شارك في جميع الحروب التي خاضتها مصر فكان قائد سرية في حرب فلسطين عام 1948وقائد لواء في حرب 1956ورئيس أركان الجبهة الشرقية عام 1967 اختير أميناً عاماً عسكرياً لجامعة الدول العربية عام 1969 ووزيراً للدفاع عام 1972 ورئيساً للمجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية ـ السورية عام 1973 وفي حرب أكتوبر 1973 قاد القوات المصرية وحقق النصر علي إسرائيل تدرج في الرتب العسكرية حتي رتبة المشير وتوفي متأثراً بمرض السرطان في 27 ديسمبر 1974.





المشير أحمد بدوي.. قائد من طراز فريد



هو أحمد بدوي سيد أحمد ولد في 3 إبريل 1927 واغتيل في 2 مارس 1981 أي عاش 54 سنة فقط!! عقب تخرجه في الكلية الحربية عام 1948 اشترك في حرب سنة 1948حيث قاتل في المجدل ورفح وغزة والعسلوج.. في 1958 سافر في بعثة دراسية إلي الاتحاد السوفيتي حيث التحق بأكاديمية فرونز العسكرية العليا لمدة ثلاث سنوات تخرج بعدها حاملاً درجة "أركان حرب" التي توازي الماجستير في العلوم العسكرية عام 1961.. في أعقاب حرب يونيه 1967 صدر قرار بإحالته إلي المعاش واعتقل لمدة عام إلي أن تم الإفراج عنه في يونيه 1968 وفي مايو 1971 أصدر الرئيس محمد أنور السادات قراراً بعودته إلي صفوف القوات المسلحة وفي 13 ديسمبر 1973رقي إلي رتبة اللواء وعين قائداً للجيش الثالث الميداني وسط ساحة القتال نفسها وذلك لدوره البطولي.

في 20 فبراير 1974 وبعد عودته سالماً بقواته كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات رئيس الجمهورية في مجلس الشعب ومنحه نجمة الشرف العسكرية وفي 25 يونيه 1978عُين اللواء أحمد بدوي رئيساً لهيئة تدريب القوات المسلحة. ثم عُين رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة في 4 أكتوبر 1978وصار تبعاً لذلك وطبقاً لنظام الجامعة العربية أميناً عاماً مساعداً للشئون العسكرية في جامعة الدول العربية. ورقي لرتبة (الفريق) في 26 مايو 1979. عُين وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة في 14 مايو 1980 وفي 2 مارس سنة 1981لقي الفريق أحمد بدوي هو وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة مصرعهم عندما سقطت بهم طائرة عمودية في منطقة سيوة بالمنطقة العسكرية الغربية بمحافظة مطروح. وفي نفس اليوم 2 مارس 1981أصدر الرئيس أنور السادات قراراً بترقية الفريق أحمد بدوي إلي رتبة المشير وترقية رفاقه الذين استشهدوا معه إلي الرتب الأعلي.





الجمسي عبقرية التفاوض



محمد عبدالغني الجمسي من مواليد 9 سبتمبر 1921 البتانون المنوفية وخرج من منصبه كوزير للدفاع عام 1978،لم يكن قد أكمل السابعة عشرة حين التحق بالكلية الحربية مع عدد من أبناء جيله وطبقته الاجتماعية الذين اختارهم القدر لتغيير تاريخ مصر حيث كان من جيله جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وصلاح وجمال سالم وخالد محيي الدين وغيرهم من الضباط الأحرار وتخرج فيها عام 1939 في سلاح المدرعات ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية ألقت به الأقدار في صحراء مصر الغربية حيث دارت أعنف معارك المدرعات بين قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري والمحور بقيادة روميل وكانت تجربة مهمة ودرسا مفيدا استوعبه الجمسي واختزنه لأكثر من ثلاثين عاما حين أتيح له الاستفادة منه في حرب رمضان وبعد هزيمة يونيه 1967 أوكل إليه جمال عبدالناصر مهام الإشراف علي تدريب الجيش المصري مع عدد من القيادات المشهود لها بالاستقامة والخبرة العسكرية استعدادا للثأر من الهزيمة النكراء وكان الجمسي من أكثر قيادات الجيش دراية بالعدو فساعده ذلك علي الصعود بقوة فتولي هيئة التدريب بالجيش ثم رئاسة هيئة العمليات ورئاسة المخابرات الحربية وهو الموقع الذي شغله عام 1972ولم يتركه إلا أثناء الحرب لشغل منصب رئيس الأركان والجمسي هو الذي اختار توقيت حرب أكتوبر بعناية بالغة حيث يكون في تمام الساعة الثانية ظهراً ووافق عليه السادات والمشير أحمد إسماعيل علي وبعد الخلاف بين الرئيس السادات ورئيس أركانه وقتها الفريق سعد الدين الشاذلي الذي تمت إقالته علي إثرها تولي الجمسي رئاسة الأركان فأعد علي الفور خطة لتصفية الثغرة وأسماها "شامل" إلا أن السادات أجهضها بموافقته علي فض الاشتباك الأول عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر للقاهرة! واختار الرئيس السادات الفريق الجمسي ليتولي مسئولية التفاوض مع الإسرائيليين فيما عرف بمفاوضات الكيلو 101 وتطورت الأحداث بما أدي لخروج الجمسي من وزارة الحربية عام 1978 بسبب رفض الجمسي نزول الجيش إلي شوارع مصر لقمع مظاهرات 18 و19 يناير 1977 الشهيرة وتغير اسم وزارة الحربية إلي وزارة الدفاع ورقي الجمسي عام 1979 إلي رتبة المشير.. وقد أطلقت عليه جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل إبان حرب أكتوبر حين وصفته بـ"الجنرال النحيف المخيف".





أبوغزالة.. رجل التكتيك العسكري



ولد محمد عبدالحليم أبوغزالة في 15 يناير عام 1930 بمحافظة البحيرة والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها في فبراير 1949 كان أبوغزالة ضمن الضباط الأحرار في العريش حيث انضم إلي الخلايا السرية لتنظيم الضباط الأحرار في أواخر عام 1951 وبعد قيام الثورة عين أبوغزالة سكرتيراً خاصاً لــ كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة ولكنه رفض العمل المدني لرغبته في العمل العسكري وبالفعل عاد إلي الجيش وسافر في بعثة دراسية إلي موسكو في الفترة من1957 وحتي عام 1961 لدارسة علوم المدفعية وتكتيكاتها وعقب عودته من روسيا عمل في فرع التعليم بمعهد المدفعية قبل أن يتولي رئاسة هذا الفرع خلال حرب يونيو 1967وحصل أبوغزالة علي بكالوريوس التجارة - جامعة القاهرة وماجستير إدارة الأعمال وفي 27 يونيو 1976 اختير أبوغزالة مديرا للمخابرات الحربية ثم اختير في نفس العام ملحقا عسكريا في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل أبوغزالة علي دبلوم الشرف من كلية الحرب الأمريكية ويعتبر أول شخص غير أمريكي يحصل علي هذا الدبلوم والتحق أيضا بكلية كارلايل العسكرية الأمريكية وفي حرب أكتوبر 1973 عين قائد مدفعية الجيش الثاني ثم عين بعد الحرب رئيسا لأركان المدفعية وعين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في 15 مايو 1980 ورقي إلي رتبة فريق وفي 15 أكتوبر 1981 عين أبوغزالة وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي في الوزارة المصرية التي تشكلت برئاسة حسني مبارك وفي أول أبريل 1982 أصدر حسني مبارك قرارا بترقيه الفريق أبوغزالة إلي رتبة مشير ليصبح خامس من يحمل هذه الرتبة بعد عامر وأحمد إسماعيل والجمسي وأحمد بدوي وفي 5 سبتمبر 1985 أصبح نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للدفاع حتي أقاله مبارك في 1989.

لا مشير.. ولا غفير.. مصر راجعة علي التحرير



لا مشير.. ولا غفير.. مصر راجعة علي التحرير
كتب:طارق الكرداوى
لقد كانت جمعة الثورة أولا هي بداية انطلاق الثورة المصرية الثانية، ولقد كانت هذه الجمعة مختلفة تماما عن كل ما سبقها من مظاهرات أو مطالبات بمحاكمات عاجلة لرموز الفساد، ولقد أكد شباب مصر في كل المحافظات أن هناك من يحاول سرقة دماء الشهداء وأن هناك التفافاً واضحاً علي مكاسب الثورة المصرية، وخلال ستة أشهر أعقبت الثورة المصرية التي انطلقت في 25 يناير شهدت مصر محاولات واضحة وعلنية لإعادة الأمور إلي ما كانت عليه قبل سقوط نظام مبارك، ونجح القادة الذين يديرون البلاد في أن يجعلوا مصر أسوأ مما كانت عليه، فعادت الشرطة تمارس دورها في التنكيل بالمتظاهرين وعادت نفس الأساليب القديمة التي انتهجها نظام مبارك في تشويه سمعة المتظاهرين ووصفهم بالعملاء، ولقد ظنت القيادة التي تحكم البلاد أن الشعب المصري يمكن أن يرضخ ويستسلم من جديد، ولقد كانت فترة الشهور الستة الماضية تكفي لكي تجعل الشعب المصري بكل طوائفه يستشعر الخطر القادم، وظهرت الصورة كاملة أمام جموع الشعب المصري، فالمكاسب التي حققتها الثورة أصبحت مجرد صعود تيار ديني أو إعطاء تصاريح لبعض الفضائيات وبعض الصحف.

فلم يحصل الشعب المصري علي أية مكاسب سوي هذه المكاسب، لذلك فقد هب شباب مصر في كل الميادين لكي يطالب بالتطهير الحقيقي وبتنظيف البلد من بقايا عهد الفساد، فقد سقط مبارك لكن بقي نظام مبارك كما هو في كل المؤسسات والهيئات ووسائل الإعلام الخاص والعام.

لقد أصبح المصريون في أسوأ حال، ولقد شاهدنا خلال الشهور التي أعقبت ثورة يناير كل أشكال وألوان الانفلات الأمني والتخريب والتدمير، ولقد شاهدنا نيران الفتنة الطائفية تشتعل في كل مكان، وتراجع الاقتصاد تراجعا رهيبا وتوقفت السياحة وأصبحت مصر تعيش حالة اختناق اقتصادي واجتماعي غير مسبوق وسط صراعات علي المناصب ومعارك علي الدستور والانتخابات البرلمانية.

إن كل شيء في مصر كان يؤكد أن الثورة المصرية سوف تعود من جديد وأن كل فئات الشعب لا يشعرون بأي تحسن في مستوي معيشتهم، واقتصرت مكاسب الثورة علي أصحاب الشو السياسي وعلي غيرهم من بقايا عهد مبارك.

ولقد كانت الأحداث التي سبقت 8 يوليو في ميدان التحرير بأيام تؤكد أن شباب مصر سيعود ليستعيد كرامته ويحافظ علي ثورته فقد شاهدنا جميعا أحداثا أعادتنا إلي ما قبل الثورة وإلي عصر يتحكم فيه رجال الشرطة ويمارسون القتل في الشوارع دون رادع من خوف أو من ضمير، ولقد أكدت أكثر من مرة في هذا المكان وكتبت حول أن دماء المصريين أغلي من أي شيء، وأن الثورة التي أحيت داخل كل مصري روح الشرف والكرامة لن تسمح بتوجيه الرصاص إلي صدورهم، لقد أطلق رجال الشرطة الطلقات المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع وعادت مصر إلي عهد مبارك وحبيب العادلي.. فلقد انتهي عصر الترهيب والخوف ولن نسمح له بالعودة مرة أخري.

وأعتقد أن الوضع الحالي وراء كل ما يحدث، وأن هذا الوضع الانتقالي أصبح يحتاج إلي قيادة تدير أمور البلاد بشكل رسمي وتتحكم في مؤسسات الدولة وتعيد الانضباط إلي الشارع المصري.

لقد شعر الشعب المصري أن التباطؤ في محاكمة الفاسدين مقصود لكي يعيد هؤلاء الفاسدون ترتيب أوراقهم وتتم تبرئة الكثير منهم، ولقد شعر المصريون أيضا أن الفاسدين ينتشرون في كل مكان وأن البلطجية الذين ملأوا الشوارع هم مافيا رجال الأعمال الكبار الذين ينتقمون من المصريين الشرفاء، ولقد تركت الداخلية بقيادة منصور العيسوي كل هؤلاء البلطجية في الشوارع في الوقت الذي طاردت فيه الثوار والمتظاهرين وأسر الشهداء!!

إن الفاسدين ورموز عهد مبارك مازالوا يتحكمون في مصير البلاد، لأنهم خلال تواجدهم في السجون كانت شركاتهم تمارس عملها وكانت أموالهم تتضخم من جديد.

لقد فعلها شباب مصر واستيقظ لكي يعلن للجميع أن يوم 8 يوليو هو اليوم التاسع عشر في عمر الثورة التي استمرت 18 يوما، فعلها الشباب ليعلن للجميع أنه ليس شعباً ساذجاً أو يمكن الضحك عليه ببعض الصلاحيات الشكلية، لقد استيقظ شباب مصر ليقول للداخلية ورجالها إنه قادر علي حماية نفسه وكرامته وأنه يستطيع أن يحمي الميدان من البلطجية وغيرهم من أصحاب المؤامرات، ولم تشهد ميادين مصر التي خرج إليها الآلاف الأحداث المؤسفة التي كانت تحدث في وجود رجال الشرطة، وهو الأمر الذي يؤكد أن بعض هؤلاء من رجال الشرطة ممن مازالوا مرتبطين بالعهد السابق يتربصون بالشعب المصري ويحاولون الانتقام منه بعد أن فضح نظامهم وكشف أساليب التعذيب البشعة في السجون والمعتقلات وأقسام الشرطة في عهد حبيب العادلي.

أما عن المجلس العسكري الذي كان الدرع الأول في حماية الثورة فقد ترك للداخلية تكوين دولة داخل الدولة وشاهدنا كيف أن الشرطة تتخذ قراراتها بالانسحاب من أي مكان في مصر دون أن توجد هناك قوة حاسمة تضبط هذا الانفلات وتحافظ للمصريين علي أمنهم وأمانهم.

ولقد خاطبت المشير طنطاوي العدد الماضي مطالبا له وللمجلس العسكري باتخاذ قرارات سيادية واضحة تنقل مصر من حالة الفوضي إلي الاستقرار والأمان حتي تعود إلي اقتصادها القوي.

ولا أعتقد أن كل ما يحدث خلال الشهور الماضية كان يرضي عنه المشير طنطاوي، ولا أعتقد أن الشرفاء من قيادات مصر يرضون عما يشعر به المواطن المصري الذي خرج في يناير ليثور علي سنوات القهر والذل والفقر والبطالة والتدمير المادي والمعنوي، ولقد اقترحت علي المشير طنطاوي والمجلس العسكري حلولا لتلك الحالة التي نعيشها من الفوضي وكان أول تلك الحلول أن يقرر المجلس العسكري إدارة أمور البلاد بشكل رسمي وأن يتم تنصيب المشير طنطاوي حاكما عسكريا للبلاد لفترة محددة ووفق اتفاق واضح بينه وبين القيادات السياسية علي أن يتم في تلك الفترة ترتيب الأوراق وإعادة الهدوء إلي البلد استعدادا لمرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية، أما الحل الثاني فهو أن يرحل المجلس العسكري ويعود رجال قواتنا المسلحة لحماية حدودنا وأن يتم انتخاب مجلس رئاسي، إنني أطالب السيد المشير طنطاوي مجددا وللمرة الثانية أن يفعل واحدا من أمرين إما أن يعلن نفسه حاكما ويحدد الفترة التي يحكم فيها البلاد وإما أن يرحل ويعود فورا إلي ثكناته ويترك الأمور لمن يرون في أنفسهم القدرة علي الحكم، لا نريد تلك الفوضي وهذا الفراغ السياسي، ولن نتحمل كل هذه الضغوط في الوقت الذي نسعي فيه إلي بناء وطن جديد، علي المجلس العسكري أن يتوقف عن تقديم الأعذار والمبررات وأن يحكم ويتحمل مسئولية ما يحدث، ويضمن للمصريين حياة آمنة ومستقرة، أما بقاء الحال علي ما هو عليه وإلقاء التهم يسارا ويمينا وترك حالة الفوضي تسيطر علي الشارع فهذا غير مقبول.

ادلة الثبوت تكشف : الشريف العقل المدبر لـ "موقعة الجمل" بمساعدة مرتضى منصور






كتب:طارق الكرداوى

ادلة الثبوت تكشف : الشريف العقل المدبر لـ "موقعة الجمل" بمساعدة مرتضى منصور

[ ]

القاهرة: كشفت قائمة أدلة الثبوت وأقوال الشهود ،التي أعدتها هيئة التحقيق القضائية التابعة لوزارة العدل للتحقيق في "موقعة الجمل" ،عن ان صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق وراء تنظيم مخطط محكم للاعتداء على المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير يوم 2 فبراير/شباط الماضي ،بمساعدة كلا من المحامي مرتضى منصور ونواب الوطني.

وتفيد الادلة بأن الشريف تواصل هاتفيا مع أعضاء مجلسي الشعب والشورى من أعضاء الحزب الوطني والموالين له لتحريضهم على فض التظاهرات المناوئة لمبارك بالقوة والعنف بميدان التحرير واضطروا إلى قتل المتظاهرين وتصفيتهم.

وتبين لهيئة التحقيق برئاسة المستشار محمود السبروت والمستشار حامد راشد، أن تلك الاتصالات انطوت على تكليفات واضحة ومباشرة من الشريف لقيادات وكوادر الحزب الوطني، بحشد التظاهرات المضادة للمتواجدين بالتحرير، والاعتداء عليهم، على أن يتم تنظيم الصفوف والتوجه إلى هناك من خلال ميداني مصطفى محمود وعبد المنعم رياض ومنطقة ماسبيرو.

وبدأت هناك الحشود التي يقودها أعضاء البرلمان من الحزب الوطني والموالين له في التوافد على الميدان، بل أن بعضهم اعتلى بنفسه الجمال والجياد والعربات التي تجرها الخيول ،وقام بحض التجمعات المتأهبة للهجوم على المتظاهرين.

وتضمنت قائمة أدلة الثبوت الواقعة في 55 صفحة، أقوال 87 شاهد إثبات ما بين صحفيين ومحامين وأطباء ورجال أعمال وموظفين وأعضاء بالحزب الوطني وخيالة بمنطقة نزلة السمان، وجاء بها أن تجمعات البلطجية والخارجين عن القانون التي قامت بالاعتداء على المتظاهرين، تم حشدها بصورة ممنهجة في ضوء تكليفات مباشرة من قيادات الحزب الوطني لجميع كوادر الحزب في كافة الجهات وباقي قطاعات الدولة.

وأضاف الشهود أن الخطة حملت تكليفا محددا بضرورة إخلاء ميدان التحرير بأي سبيل ممكن تحت ستار أن المتواجدين بالتحرير يضرون بمصلحة مصر العليا ويريدون الخراب للبلاد وانهم ،المتظاهرون بالتحرير، يتلقون تعليمات من جهات خارجية بغية تنفيذ مخطط خارجي للإضرار بمصلحة مصر، وهو ما ترتب عليه الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة النارية الآلية والبيضاء وكسر الرخام وزجاجات المولوتوف الحارق والسيوف والسياط والجنازير ضد المتظاهرين بالتحرير.

وأكد الشهود أنهم تمكنوا من رؤية القيادي البارز بالحزب الوطني الدكتور إبراهيم كامل وسط تجمعات "تبدو عليها الشراسة والعنف" وهو يحرضهم ضد المتظاهرين بالتحرير.

[ ]

وأضاف الشهود أن بعضهم تلقى اتصالات هاتفية من معارف لهم بالحزب الوطني تخبرهم بوجود عملية حشد ضخمة تجري على قدم وساق بغية اقتحام ميدان التحرير على نحو يثير الصدمة والترويع والذعر بين المتظاهرين، مشيرين إلى أنه عقب تلك المكالمات الهاتفية بساعة واحدة بدأ الهجوم ضد المتظاهرين السلميين.

وأكد الشهود أن "قناصة" اعتلوا أسطح البنايات السكنية المطلة على ميدان التحرير وكوبري 6 أكتوبر وأخذوا يطلقون الأعيرة النارية صوب المتظاهرين، في الوقت الذي كان راكبو الجمال والخيول والعربات والبلطجية يقتحمون الميدان آخذين في الاعتداء على المتظاهرين بكل عنف وشراسة.

وقال الشهود إنهم لدى مقاومتهم صفوف البلطجية المندفعة نحوهم، تمكنوا من إلقاء القبض على بعض منهم، حيث تبين بفحص هويتهم انهم من أفراد الشرطة والبلطجية بالدوائر الانتخابية لأعضاء الحزب الوطني ممن يستعان بهم خلال فترة الانتخابات البرلمانية.

وتبين من مناقشة المقبوض عليهم انهم تم استئجارهم بمعرفة الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ورجل الأعمال محمد أبو العينين وعبد الناصر الجابري ورجب هلال حميدة وطلعت القواس ومحمد عوده وأحمد شيحه وعلي رضوان الأعضاء السابقين بمجلس الشعب.

[ ]

وأشار الشهود إلى أن المقبوض عليهم من البلطجية الذين تم استئجارهم بمعرفة فتحي سرور، أكدوا لهم جميعا لدى مناقشتهم عن سبب قيامهم بتلك الاعتداءات، أنهم حصلوا على مقابل مادي متفاوت ما بين 50 إلى 500 جنيه لكل منهم ووجبات غداء وشرائط لعقار ترامادول المخدر، مع وعود بتوفير فرص عمل لهم ومبالغ مالية بقيمة 5 الاف جنيه حال نجاحهم في فض الاعتصام بميدان التحرير وطرد المتظاهرين.

فيما قال آخرون من المقبوض عليهم أنهم جاءوا بمعرفة عبد الناصر الجابري ويوسف خطاب وأحمد شيحه لذات الهدف نظير مبلغ 300 جنيه للفرد الواحد، فيما قام محمد عوده بتسليحهم بالعصي وكسر الرخام والسياط والسيوف وقنابل المولوتوف.

وأشار الشهود ،ومن بينهم أعضاء بالحزب الوطني، إلى أن كلا من رجلي الأعمال إبراهيم كامل ومحمد أبو العينين قاموا بتمويل عمليات الاعتداء بحق المتظاهرين بتعليمات من صفوت الشريف، حيث تضمن ذلك سداد قيمة الخيول والجمال القادمة من نزلة السمان لأصحابها نقدا خشية فقدانها أثناء الاعتداءات.

وقال شاهدان من الخيالة بمنطقة نزلة السمان، إنه صباح يوم 2 فبراير الماضي بدأت التجمعات من أصحاب الخيول والجمال أمام منزل عبد الناصر الجابري، الذي استقل "الكارته" الخاصة به وطلب منهم أن يتبعوه إلى ميدان مصطفى محمود، حيث تقابلوا مع يوسف خطاب الذي كان "يمتطي جملا" واقتادهم المتهمان الجابري وخطاب حتى ماسبيرو ثم إلى المتحف المصري ومكنوهم من الدخول إلى التحرير للاعتداء على المتظاهرين.

وأشارا الشاهدان إلى انهما انسحبا من الميدان لدى رؤيتهما حجم الاشتباكات مع المتظاهرين ومدى عنفها، وقالا إن الجابري وخطاب اتصلا بهما لاحقا طالبين إليهما الشهادة لصالحهما إذا ما تم إلقاء القبض عليهما.

وقال الشهود إن تجمعات وحشود غفيرة اتجهت من شارع الجلاء إلى ميدان التحرير حاملين لافتات مكتوب عليها انهم يتبعون اتحاد عمال مصر، بالإضافة إلى شعارات مؤيدة للرئيس السابق حسني مبارك.. وأن تلك التجمعات والحشود قادتها بنفسها عائشة عبد الهادي وزير القوى العاملة السابقة وحسين مجاور رئيس اتحاد عمال مصر السابق ،وانها مرت من أمام مؤسسة الأهرام الصحفية، حيث حمل المشاركون في تلك التجمعات عصي وهروات وزجاجات.

وقالت إحدى الشاهدات وتعمل صحفية بجريدة "الأهرام" المصرية إنها لدى سؤالها المتهمة عائشة عبد الهادي عما إذا كانت توافق أن يقوم عمال مصر بالاعتداء بالضرب على شباب المتظاهرين، فأجابتها الوزيرة (السابقة) بأنهم "يستحقون ذلك.. بل ويستحقون القتل أيضا".

فيما تدخل في الحوار حسين مجاور مؤيدا لحديث الوزيرة عبد الهادي ومعقبا على الحديث "ان مصر بدون مبارك ولا حاجة".

[ ]

وكشف أحد الشهود ويعمل محررا برلمانيا بجريدة "الشروق" انه لدى حضوره اجتماع بالمحررين البرلمانيين مع فتحي سرور صباح يوم 2 فبراير، أخبرهم الأخير أن التظاهرات المؤيدة للرئيس حسني مبارك ستخرج من كل المحافظات..وانه في أعقاب ذلك سمع هتافات خارج مجلس الشعب مؤيدة للرئيس السابق، في الوقت الذي حضر فيه مدير مكتب سرور وأبلغه بأن "متظاهري السيدة زينب قد وصلوا أمام المجلس".

وأشار الشاهد انه تمكن من رؤية المتظاهرين المؤيدين لمبارك خارج المجلس وتبدو عليهم علامات الشراسة والعنف، ويرددون السباب للمتظاهرين السلميين بالتحرير ويصفونهم بالخونة والعملاء المأجورين من جهات أجنبية، وانهم حضورا لطردهم من ميدان التحرير.

وقال شهود إنهم تمكنوا من رؤية عضوي مجلس الشعب رجب هلال حميدة وحسن تونسي وهو يسلم مجموعات من البلطجية الأموال ويدفعهم إلى ميدان التحرير للاعتداء على المتظاهرين.

فيما قال آخرون إن شاهدوا عضو الشعب سعيد عبد الخالق محمولا أكتاف زميله بالمجلس إيهاب العمده، ويتلف حولهما بلطجية ويحرضون ضد المتظاهرين بالتحرير داعين إلى الاعتداء عليهم.

وأكدوا أنهم شاهدوا المحامي مرتضى منصور ونجله أحمد وابن شقيقته وحيد صلاح وهم يحرضون على قتل المتظاهرين بالتحرير ويمنحون الأموال للبلطجية، وأن مرتضى كان يعطي بنفسه التعليمات لتلك التجمعات التي كانت تجيبه "تمام يا سيادة المستشار".

وأخذ مرتضى يسب في الدكتور محمد البرداعي والدكتور أيمن نور وأمير قطر وآخرين وفي المتظاهرين السلميين بميدان التحرير، واصفا إياهم بالخونة والعملاء والمرتزقة .

وأكد الشاهد الخبير الفني بالإذاعة والتلفزيون الذي كلف من جانب هيئة التحقيق بفحص مقاطع الفيديو المصورة، ان كافة اللقطات المصورة لمرتضى منصور وإبراهيم كامل ومحمد عوده وهم يحرضون ضد المتظاهرين بالتحرير، سليمة ولم تدخل عليها أية تعديلات أو ثمة تلاعب.

وكشف الفحص عن أن الاسطوانات المدمجة التي قدمها مرتضى منصور نفسه في التحقيقات وحملت لقطات ومقاطع مصورة جاء بها انه لا يدعو إلى الذهاب إلى التحرير، وعدم الاعتداء أو المساس بالمعتصمين، إنما جاءت مفتعلة من جانبه وغير صحيحة.

وأشار عدد من الشهود إلى أنهم شاهدوا ضابطي الشرطة المتهمين في القضية حسام حنفي رئيس مباحث قسم السلام ثان، وهاني عبد الرؤوف رئيس مباحث المرج، وهم يحشدون المسجلين خطر والبلطجية للتوجه إلى ميدان التحرير، وأصدرا تعليماتهما لهم بالاعتداء على المتظاهرين، وقد أصيب الضابطان المذكوران نفسيهما في تلك الاعتداءات.

كذّب أقوال عمر سليمان مرتين.. أبرز المفاجآت من نص التحقيقات مع مبارك







كتب:طارق الكرداوى

كذّب أقوال عمر سليمان مرتين.. أبرز المفاجآت من نص التحقيقات مع مبارك



فجر الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عدة مفاجآت أثناء التحقيق معه أبرزها نفيه القاطع صداقته بحسين سالم وتكذيبه لأقوال اللواء عمر سليمان بشأن تلك الصداقة.

ونشرت صحف مصرية صادرة، اليوم الخميس، نص التحقيق مع مبارك الذي أكد أنه لم يأمر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وأنه لم يكن يعرف مطالبهم إلا أثناء المظاهرات، وأن المعلومات التي كان ترده مصدرها وزارة الداخلية والمخابرات العامة.

شدد مبارك على أن وزير الداخلية أبلغه أن يوم 25 يناير سيشهد احتجاجات من عدد من الناس - حسب قوله - مضيفاًَ أنه طلب من الوزير التعامل مع المتظاهرين بدون عنف، وعدم استخدام أسلحة أو ذخائر في مواجهتهم، أو حمل الأسلحة أثناء وجود المظاهرات.

وأشار أن العادلي أخبره أن المتظاهرين "هيبدأوا يمشوا الساعة 12 ليلاً، وبأنهم إن لم يمتثلوا فسوف يفقرهم بالمياه"، لافتاً إلى أن المظاهرات فرقت بالفعل ولم يبلغه أحد في هذا اليوم بحدوث إصابات أو وفيات.

ويكمل مبارك حديثه عن المظاهرات، موضحاً أن يومي 26 و 27 يناير وقعت مظاهرات في عدة محافظات، ولم يخطره أحداً بحدوث وفيات أو إصابات خلالها، وفي يوم 28 يناير (جمعة الغضب) أُبلغ أن الأمن المركزي "بينضرب ومعهوش سلاح، فجريوا"، وهنا أمر بتكليف القوات المسلحة بمساعدة وزير الداخلية في حفظ الأمن والنظام في الشارع دون استخدام للقوة أو العنف أو الأسلحة.

[موقعة الجمل]
موقعة الجمل
وعن «موقعة الجمل»، قال مبارك: "في 2 فبراير شفت الصبح في التليفزيون مظاهرات وفيه جمل في وسطهم بيجري، فاندهشت، وعرفت بعد كده إن الناس بيسموها موقعة الجمل".

وأضاف: "بعد ذلك هدأ الحال، ولكن زادت مطالب المتظاهرين، وفقدت السيطرة الأمنية، فألقيت خطابين أوضح للشعب التفاصيل، وطلبت من القوات المسلحة أن تتدخل لضبط الشارع وتقوم بدور الأمن بصورة كبيرة.

وتابع: "لكنهم بحكم طبيعة وظيفتهم ماكانوش يقدروا عليها، فلم يقوموا بها على النحو المطلوب، ولما وجدت المهمة ثقيلة على القوات المسلحة ولم تمكن من أدائها كاملة باعتبارها غير مؤهلة لهذا، فقررت التخلي عن الحكم وتركه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وحضرت لشرم الشيخ للإقامة فيها".

وعن أسباب الاحتجاجات، قال الرئيس المخلوع: " كانت متعلقة بتعديل بعض مواد الدستور وزيادة نسبة الفساد، وعلى ما أذكر فكرة التوريث التي لم يكن لها أي أساس في الواقع".

وأشار إلى أنه عقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية، لمناقشة المظاهرات قبل انطلاقها، مضيفاً أنه أصدر تعليمات بمحاولة تنفيذ مطالب المتظاهرين ونبه على ضرورة التعامل السلمي معهم.

وأوضح أن الجهات التي تلقى منها التقارير عن المظاهرات تتمثل في وزارة الداخلية والمخابرات العامة التي كانت تخطر الداخلية بما لديها من معلومات في هذا الشأن، لافتاً إلى أنه كان يحصل على المعلومات بصورة «شفهية».

[مبارك والعادلي]
مبارك والعادلي
وعن سؤال مبارك عن التوقيت الذي علم فيه استخدام القوة ضد المتظاهرين، قال: "أنا علمت من كلام وزير الداخلية بأن الأمن المركزي بينضرب، وجريو لأن معهمش سلاح، ولم أخطر بوجود إصابات أو قتلى أثناء المظاهرات".

وأضاف: "المظاهرات كانت بأعداد بسيطة"، مشيراً إلى أن حبيب العادلي هو من يستطيع تقييم حجمها الفعلي، ومطالبها باعتباره مسؤولاً عن الأمن.

وبسؤاله عن تفسيره لوقوع إصابات ومصابين في المظاهرات، رد مبارك قائلاً: "ما أقدرش أقول بالضبط، لكن الشعب بتاعنا كده والأمن كده"، مضيفاً أن "المسألة كانت فوضى، والطرفان بيضربوا في بعض وماحدش كان حيسأل في تبادل ولا في قرارات"، مبرراً بذلك عدم قدرته على استخدام صلاحياته لوقف العنف ضد المتظاهرين.

مكتبة الإسكندرية

وحول حساب مكتبة الإسكندرية البنكي، أوضح حسني مبارك أنه في عام 1989 ظهرت أصوات تطالب بإعادة بناء مكتبة الإسكندرية القديمة، وهو الأمر الذي دفعه إلى جمع تبرعات لها، فدعى مجموعة من الشخصيات الدولية على رأسهم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، والشيخ زايد، وصدام حسين، السلطان قابوس، لذلك الأمر، وبلغت التبرعات حينها 70 مليون دولار.

وأضاف أنه قام بفتح حساب بنكي باسم مكتبة الإسكندرية بالمبلغ، موضحاً أن الحساب لا يتم التصرف فيه رسمياً بالسحب أو الإيداع إلا من رئيس الجمهورية، وأنه لم يحرر توكيلاً لأحد يصرف منه سحباً أو إيداعاً، لافتاً إلى أن الحساب كان في البنك الأهلي فرع مصر الجديدة.



وأكد مبارك أن حساب بنك الإسكندرية لم يتم السحب منه سوى مرتين أو ثلاثة تقريباً بناء على طلب المكتبة ذاتها.

وهنا سأله المحقق عن أسباب اختصاصه بالتصرف في حساب المكتبة بالبنك الأهلي ولم يترك ذلك للمسؤول عن المكتبة آنذاك، فرد قائلاً: "في وقت فتح الحساب لم تكن المكتبة موجودة وتم جمع هذه التبرعات من أجل إعادة إنشائها مرة أخرى".

وأضاف أنه لم يترك التوقيع على السحب لوزارة التعليم العالي باعتبارها الجهة التي تتبع لها الهيئة العامة لمكتبة الإسكندرية، حتى لا يستخدم وزير التعليم العالي الحساب في جهات أخرى، ولضمان أن أموال التبرعات لن تندمج في ميزانية الدولة.

وهنا واجهه المحقق بسؤال آخر عن أسباب عدم تحويل التبرعات للحسابات الخاصة لمكتبة الإسكندرية التي أنشئت وفقاً للقانون رقم 1 لسنة 2001.

وكان رد مبارك: "أنا ماكنتش أعرف هذا الموضوع لأن القانونيين لم يقولوا لي، وكان غرضي المحافظة عليها من الاستخدام في أوجه أخرى"، مضيفاً أنه لم يخطر مدير مكتبة الإسكندرية بأمر فتح الحساب، قائلاً: "أنا لم أخطره لأنه لو كان عرف كان هيطلب ياخدها".

تصدير الغاز لإسرائيل

وعن تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل، أكد الرئيس المخلوع أن إسرائيل كانت لها الحق في شراء البترول المصري من خلال الدخول في مناقصة، وفقاً لبند في اتفاقية كامب ديفيد، وبالفعل صدرت مصر البترول لإسرائيل لفترة محددة.

[حسين سالم ]
حسين سالم
وأضاف أن الدولة كانت في حاجة إلى البترول المصدر إلى إسرائيل، فاتفق مع الحكومة الإسرائيلية على وقف تصدير البترول إليها وتعويضها بالغاز، وكلف الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق، بإدارة ملف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لتحديد سعر الغاز وكيفية تصديره.

وأشار إلى أن السعر الذي أتفق عليه كان دولاراً للوحدة الحرارية، ولكن بعد ارتفعت أسعار الغاز، وأعيد التفاوض مرة أخرى ليرتفع السعر إلى ثلاثة دولارات مع مراجعة الأسعار كل ثلاث سنوات.

وأوضح أن شركة «شرق البحر المتوسط» وقع الاختيار عليها لتصدير الغاز لإسرائيل لأن المخابرات العامة المصرية تساهم بنسبة كبيرة فيها، كما أن بها مساهمون آخرون من بينهم الهيئة العامة للبترول ورجل الأعمال حسين سالم.

ونفى مبارك نفياً قاطعاً صداقته بحسين سالم التي أكدها في التحقيقات اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة السابق، قائلاً: "هو رجل أعمال مثله مثل رجال الأعمال الآخرين، قابلته مرة واحدة في أمريكا أيام تولي منصب نائب رئيس الجمهورية واستعنت به مع مجموعة من رجال الأعمال فيما بعد للتنمية في سيناء".

[اللواء عمر سليمان]
اللواء عمر سليمان
كما نفى وجود أية علاقة تجارية أو شراكة اقتصادية في الداخل أو في الخارج مع حسين سالم، لافتاً إلى أنه تعامل مع سالم تجارياً لمرة واحدة فقط، عندما اشترى هو وعائلته 5 فيللات منه في التسعينات.

وكذّب مبارك للمرة الثانية أقوال عمر سليمان حول تكليفه لحسين سالم بتأسيس شركة «شرق البحر المتوسط»، قائلاً: "هذا الكلام غير صحيح ولم أكلفه بتأسيس شركة واللي كلفه الدكتور عاطف عبيد".

وشدد على أن أسعار تصدير الغاز لإسرائيل قامت بتحديدها الهيئة العامة للبترول ولجنة ترأسها وزير التجارة والصناعة الأسبق رشيد محمد رشيد، مضيفاً أن تلك الجهات هي المسؤولة عن وجود شبهة إهدار المال العام في ذلك الشأن.

وفي سياق آخر، نفى الرئيس المخلوع حسني مبارك تلقيه سبيكة ذهبية من شركة «حمش مصر» لمناجم الذهب على سبيل الهدية، مردفاً بالقول: "لم أهدى بأي سبائك ذهب من أي حتة". وأضاف: "الكلام ده غير صحيح ويمكن حد أخذها وبيدعي إن أنا اللي أخدتها".