الخميس، 25 أغسطس 2011

اصحوا يامصريين مسرحية كبيرة تمثل عليكم { مقال طارق الكرداوى }



بقلم : طارق الكرداوى
إذا كان 11 /فبراير علامة فارقة في تاريخ الثورة المصرية الراقية التي حظيت باحترام العالم وتقديره، فإن 3 أغسطس هو العلامة الفارقة الثانية في تاريخ تلك الثورة التي لاتزال تخط طريقها لتكون واحدة من أهم ثورات العالم، وأكثرها تحضرا.
فما يميز الثورة المصرية، ويعزز سحرها وتأثيرها الطاغي على بقية العالم، هو ما يميز مصر الحضارة نفسها، أي التحضر والتمسك بالموقف الأخلاقي الأعلى، إزاء أكثر النظم استبدادا وهمجية وزراية بالقانون، وأبشعها فسادا وخيانة للوطن في تاريخها الحديث. فلا يقل مشهد مبارك وراء القضبان أهمية عن مشهد إعلان نائبه عمر سليمان عن تخليه قسرا عن منصبه، وخلعه عنه يوم 11 /فبراير. يفصل بين المشهدين أكثر من خمسة أشهر وعدد كبير من المليونيات التي أكدت وعي الثورة بأهدافها، وبمؤامرات أعدائها ضدها معا، وإصرارها على تحقيق شعاراتها الثلاثة: الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
لأن هذا المشهد، يسجل أول ظهور علني لمبارك منذ خطابه العاطفي الركيك، عشية ما يعرف الآن بـ'معركة الجمل'، التي برهنت على بربرية نظامه وفساده معا، وعلى بدائيته التي تعتمد على الإبل وعلى راكبيها الذين لايقلون غباء وبدائية وتخلفا عن الإبل التي يمتطونها. وإذا كان مشهد خلع مبارك قد تميز بغيابه عنه، وإعلان نائبه، المعين قبل أسبوع، تنحيه عن منصبه بوجه جامد متجهم. 'لاتنس قارئي العزيز كم النكت التي تفجرت عن الراجل الواقف وراء عمر سليمان أثناء هذا الإعلان' فإن مشهد 'النوم في القفص' اتسم بحضوره، وهو حضور يعلن عن الغياب أكثر مما يعزز الوجود ويؤكده. إنه مشهد يليق بجدارة، بمن كانت آخر معاركة هي معركة الإبل الفاشلة. فإذا كان مصممو معركة الإبل يدركون أهمية الصورة وتأثيرها، فإن الصورة التي ظهر عليها مبارك المخلوع مسجى على سرير المرض؟ الغياب وراء القضبان، بينما يحاول ابناه اللذان احتميا بسلطته، وعاثا تحت سطوتها في الأرض فسادا، حمايته من الكاميرا، أتت هي الأخرى بأثر عكسي تماما كذلك الذي أحدثه الخطاب العاطفي الركيك، والمشفوع في الصباح التالي بهجوم الإبل.
قراءة مسرحية للمشهد:
لذلك سأقدم هنا قراءة لدلالات هذه الصورة العميقة، وللجانب المسرحي فيها، كي أكشف عن بعض محتوياتها المضمرة، وعن بعض الرسائل التي وجهتها، وقد تحولت الآن إلى أيقونة من أيقونات الثورة المصرية النبيلة. فبالرغم من نفي رئيس المحكمة الجنائية التي بدأت بمحاكمة حسني مبارك وعصابته، المستشار أحمد رفعت، وتأكيده 'نحن نجلس على كرسي القضاء وليس على منصة مسرح'، فإن ما جرى يستحق قراءة مسرحية، توظف أدوات قراءة العرض وفنون الفرجة، وألاعيب الصورة، في عصر أصبحت فيه الصورة أداة أساسية لا في نقل المعلومات فحسب، ولكن في تحديد معايير القوة، ورسم تراتبات السلطة أيضا. فمن يصنع الصورة، ويتحكم فيها، يستطيع أن يفرض رؤيته، وسلطته معا على متلقيها. وإذا كانت مفردات الصورة حاضرة، فإن صناعها غائبون عن المشهد، كغياب مبارك عن مشهد تنحيه أو بالأحرى خلعه.
ولم أكن أنا وحدى من اهتم بالجانب المسرحي من المشهد برغم نفي المستشار أحمد رفعت له، فقد وصفت صحيفة 'الغارديان' البريطانية ما جرى في اليوم التالي وهي تؤكد على أهميته لا لمصر وحدها، وإنما للعالم من ورائها، بأنها لحظة درامية أو تطهرية معا dramatic or cathartic بالمعنى الأرسطي للمصطلح، وأنها احدى أهم اللحظات التي أسفر عنها هذا العام في العالم. فالتطهر بالمفهوم الأرسطي هو الأثر الناجم عن الخوف والشفقة التي يولدها في نفس الجمهور سقوط البطل في المأساة، وتأمل المشاهدين لتقلبات مصيره، ولطبيعة الخطأ التراجيدي الذي أسقطه من حالق. لأننا أمام لحظة انقلاب درامي حقيقية، تسفر عن وضع حسني مبارك حرفيا في 'القفص' كرد على وضعه مصر كلها معنويا في قفص الهوان والتردي والتبعية للعدو الصهيوني البغيض. إنها لحظة انقلاب كامل أصبح فيها من كانوا يتصورون أنهم وضعوا الشعب المصري في قفص، وأن باستطاعتهم التحكم فيه بعد قهره، وتوريثه لأبنائهم، هم الذين يتحركون في القفص: محمد حسني السيد إبراهيم مبارك وولداه علاء، وجمال الذي توهم، بل تصرف لسنوات على أساس، أنه سيرث مصر عن أبيه، وسيواصل العبث بمقدراتها كما فعل أبوه من قبله.
والواقع أن الانقلاب الدرامي الذي تفضح فيه الصورة الخطاب هو من أهم مظاهر الصورة التي انتجها ربيع الثورات العربية. من صورة القذافي المجنون وهو يصرخ من فوق أطلال خرابته، رمزا للخرابة الليبية المعنوية الكبيرة التي دمرها طوال أربعين عاما، ويتوعد شعبه الذي يصفه بالجرذان بأنه سيطارده 'زنقة زنقة'، وقد أصبح هو الآن الجرذ المطارد في مجارير المياه 'زنقة زنقة'، إلى صورة بشار الأسد الذي ورث الحكم عن أبيه، وورث عنه لقب بطل ما يسمى بـ'المقاومة والممانعة'، فامتنع نظامه عن إطلاق رصاصة واحدة ضد العدو في الجولان لأكثر من أربعين عاما، ثم فتح كل نيران الجيش السوري الثقيلة، وحرك دباباته ضد المدن السورية التي تقول لا للاستبداد، وتطالب بالحرية! بشار المغيب عما يدور حوله، وهو يصعد المنبر كل مرة متعاميا عن الدم الذي ولغت فيه كل أقدام من حضروا للتصفيق لخطاباته المكرورة التي تفضحها صور المظاهرات، إلى صورة علي عبد الله صالح الذي صعقته الثورة، فاسود وجهه، واحترق جسده، وتكلست يداه، وكأنما ضربته صاعقة اللعنة الشعبية، وإن لم تجهز عليه بعد. كل هذه الصور التي ينقلب فيها السحر على الساحر، ويتعرى في ضوئها الخطاب الرسمي كعاهة، هي جزء من مفردات خطاب الحرية والكرامة الجديد الذي طرحته الثورة في الساحة العربية الواسعة، وكشفت عبره عن مدى بؤس الواقع العربي كله.
فما هي دلالات الصورة التي ظهر عليها مبارك المخلوع بنومه في القفص يوم 3 /أغسطس المشهود؟ لقد ظهر مبارك بشعرة المصبوغ وذقنه الحليق وساعته الغالية، وحركاته التي لا تنم عن أنها حركات مريض، وإنما حركات متمارض يمثل دور المريض. فتمثيلية التمارض جربها قبله مستبدون طغاة وعملاء للولايات المتحدة الأمريكية مثله، من عينة جزار تشيلي بينوشيه، وأفلتوا بسببها من المحاكمة في بريطانيا قبل سنوات. ولكن تمثيل مبارك كان رديئا، إخلاصا لتاريخ طويل من رداءة الأقوال والأفعال. فقد دفع محاموه بأنه غير قادر على الوقوف أمام المحكمة، فما كان منه إلا التمدد على سريره أمامها، يلعب بأصبعه في وجهه تارة، وفي وسخ أنفه أخرى. وقد توهم أن ظهوره على هذه الشاكلة الأفقية، قيل أنه رفض دخول القفص على مقعد متحرك، قد يستدر العطف عليه. ويشغل الشعب المصري عنه بمسلسل رديء يستحق تسمية 'النوم في القفص'. أما الولدان: علاء وجمال وقد ارتديا 'أوفرول' السجن الأبيض، برغم سواد أعمالهما، وحمل كل منهما لمرارة المفارقة نسخة من 'المصحف'، وكأنهما قد تابا وأنابا وعادا إلى طريق الحق بعد طول ضلال، أم أنه الكذب والنفاق حتى في حمل 'المصحف'؟ فقد رفضا، كما قيل، المقاعد ووقفا حائطا يسعى جاهدا لحماية أبيهم وحجبه عن كاميرات التصوير. فلا تعرف إن كان الولدان يخفيان أبيهما كعار/ عورة؟ أم يخفيان عنه عبء الموقف وذل هوانه؟ وهما اللذان استظلا بفيء سلطته، واختفيا وراء جبروتها المطلق ينهبون مصر حتى دمروها. لكن هذا الوضع الذي انقلبت فيه الأمور 'فبعد أن كان الابنان يختفيان وراء الأب، يتستران بسطوته، ها هما يبذلان جهدهما لإخفائه كعار، وهما من جلب له قسما كبيرا من العار الذي يرفل فيه الآن' يكشف عن انقلاب أكبر في علاقات القوة التي عاث الأب وابناه بها في مصر فسادا، ثم أصبحوا الآن جميعا في القفص، ملاحقين بما اقترفت أيديهم. يكاد بياض ملابسهم ينطق بسواد أفعالهم.
وما أن بدأ الكلام، ونادى القاضي على المتهم الأول، حتى جاء الصوت قويا منتبها مسيطرا على كل كلمة: 'أفندم! أنا موجود' ليس فقط بوضوح النبرة المتغطرسة المألوفة، ولكن أيضا بقوة مفرداتها العسكرية القديمة 'أفندم!' ثم جاءت الجملة التالية حاسمة لأي شك: 'كل هذه الاتهامات أنا أنكرها كاملة' لتكشف لنا أننا أمام ممثل رديء، وليس أمام مريض ضعضعه الوهن. وبدأ بعدها التناقض بين المظهر والمخبر في الإعلان عن نفسه، حتى أكملت بقية الفصول عمق التناقض. وحولت المسرحية إلى مهزلة.
فقد كانت القاعة تغص بالمحامين، في أروابهم المسرحية، وصراخهم المألوف. ولكن المؤسف والغريب أن فريق المحامين الذين يتولون الدفاع عن مبارك المخلوع وحفنة من أفراد عصابته، كان كبيرا ومن أشهر المحامين بمصر في أروابهم القشيبة، بينما كان فريق الادعاء عن الضحايا، وهم أكثر من ألف، من صغار المحامين وليس في طاقة أغلبهم اقتناء الأرواب الغالية. بل كان عددهم لمرارة المفارقة 'إذ يمثلون أكثر من ألف مدع، بمن فيهم المدعي الحق العام، أي حق المجتمع المصري بملايينه الثمانين' أقل من عدد محامي المتهم وعصابته، إذ بقي عدد كبير من محامي الإدعاء خارج قاعة المحكمة، غير قادرين على دخولها لأسباب قيل أنها أمنية، وكأن دولة الأمن لم تسقط بعد، ولم يمثل إمبراطورها 'حبيب العادلي' في القفص المجاور؟!. وسرعان ما حول تراكم التناقضات المأساة الرامية لإثارة الشفقة والتطهر إلى مزيج من الفارس، الذي يلجأ للهزل والمبالغات العبثية، والجروتيسك الذي يعتمد على التشويه المتعمد والسخرية وجماليات القبح الذي تكفل مبارك بتزويد الجمهور به وهو 'يلعب في مناخيره'. وأكمل المحامون مزيج الفارس والجروتيسك. فبعد أن طلب محامي المتهم الاستماع لأقوال أكثر من ألف شاهد، جلب أحد محاميي الضحايا معه 'ختّامة' مطالبا برفع بصمات مبارك المخلوع ونجليه، وهناك من صرخ طالبا تحليل الحمض النووي له ولابنيه، للتأكد من أنه مبارك، وليس شبيهه الذي يزعم أنه حل محله بعد موت الأصل عام 2004.
أسئلة المشهد/ الصورة المهمة:
لكنه إذا كان هدف المأساة هو إثارة الشفقة والخوف وصولا للتطهر، فإن هدف الفارس والجروتيسك هو التسلية والضحك. فهل كان تحول المحاكمة إلى مهزلة مسرحية يستهدف تسلية الجمهور وامتصاص غضبه المتزايد لعدم تنفيذ أهداف الثورة؟ أم أنها الخطوة الأولى في مسيرة متكاملة لإسقاط النظام وتحقيق أهداف الثورة في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية؟ هل ستفتح هذه المحاكمة بمبادرتها غير المسبوقة صفحة جديدة في علاقات القوى السياسية؛ يصبح فيها الشعب هو مصدر كل السلطات، ولا يعلو فيها رأس، حتى لو كان رأس الحاكم نفسه، على القانون؟ أم أنها ستكتفي بتسجيل مدى رقي الثورة المصرية وعدم لجوئها لأي إجراءات استثنائية، وإتاحتها الفرصة لأكبر المجرمين في حق الشعب المصري للدفاع عن نفسه؟ هل هي محاكمة رد الاعتبار لمصر التي مرغها المتهم في حضيض الهوان والتبعية؟ أم هي عملية تضحية برأس النظام حتى يتم الحفاظ على النظام دون تغيير؟ بعد أن اكتشف النظام أمام الضغط الشعبي والمليونيات المتكررة أنه لابد من محاكمة مبارك كي يستمر نظامه في الحكم. كل هذه الأسئلة وغيرها تطرحها الصورة، ولابد من التريث عندها!
ومن البداية أحب، وقبل أن أطرح شكوكي حول ما يدور، أن أبرز الجانب الإيجابي في الصورة. فمجرد ظهور مبارك في القفص، يحاكم أمام قاضيه الطبيعي كمصري، أرسل مجموعة من المؤشرات الإيجابية عن رقي الثورة المصرية وتحضرها. وهو بلاشك واحد من الإنجازات المهمة التي تحسب للثورة المصرية التي أذهل تحضرها العالم، ورد لمصر كرامتها، بعدما مرغتها سياسات مبارك الرديئة في الوحل لعقود. والواقع أني ألاحظ، من متابعتي لردود فعل هذه الثورة على المثقفين في بقاع مختلفة من العالم، وعلى النخبة الغربية خاصة، أن العالم يقدر الثورة المصرية أكثر من تقدير الذين يحكمون باسمها لها، سواء أكان المجلس العسكري أو الحكومة الانتقالية. وقد حان الوقت لكي يعي كل من يحكمون باسم هذه الثورة وينطلقون من شرعيتها، أن احترام شرعية هذه الثورة والعمل على تنفيذ أهدافها ليس مهما لمصر فحسب، لأنه استثمار مهم في مكانتها في العالم وفي رأسمالها الرمزي فيه، ولكن مهم أيضا لمن يحكمون في تلك المرحلة الانتقالية أمام التاريخ والمستقبل. ولو وعوا وانطلقوا من شرعية الثورة ومن أهدافها في كل توجهاتهم لما تأخرت محاكمة مبارك كل هذا التأخير من جهة، ولما أصبح ضروريا أن يعود الثوار بين الفينة والأخرى إلى ميدان التحرير في مليونيات تحث على تنفيذ مطالب الثورة وأهدافها من جهة أخرى.

ولنعد إلى الأسئلة التي طرحتها صورة 'النائم في القفص' وقد أحاط به ولداه، والتي تناقلتها وكالات أنباء العالم وإعلامه. فالصورة المقلوبة هي النتيجة الطبيعية لثورة تطيح بالوضع القديم كله، تقلبه رأسا على عقب، وتكشف كل سوءاته. فظهور مبارك المخلوع وابنيه بملابس السجن البيضاء، وقد حمل كل منهما نسخة من المصحف، ليست إلا جزءا من تلك الصورة المقلوبة التي لم تنطل مسرحيتها على أحد. ولا تدل فيها الملابس البيضاء على نصاعة الطرف، ولا حمل المصحف على الاستقامة والتقوى، لأن الشعب كله يعرف سواد أفعال الولدين، واعوجاج مسيرتيهما من أجل مراكمة الثروة والجاه بلا رادع من دين أو ضمير. وهي صورة لا تقتصر الدلالات التي تبثها، بما في ذلك الفزع في بعض النفوس، على مصر وحدها. إذ يمكن أن يكون هناك بدلا من علاء وجمال، والجسد المسجى على السرير الأبيض، بشار وماهر الأسد أمام جسد واره الموت في 'قرداحة' وما زال شبحه حاضرا، ولايزال ينتظر محاكمته على ما سفك من دماء سورية قبل رحيله، وما يسفك الولدان حتى اليوم من دم زكي بلا رادع من دين أو ضمير. ويمكن أن يكون مكانهما سيف الإسلام وخميس يستران جسد مجنون مصبوغ الشعر أيضا لمعمر القذافي، يختبئ كالجرذان في جحر جديد كل يوم، بعدما توعد شعبه بالويل والثبور ووصفه بالجرذان. ويمكن أن يكون لابني علي عبد الله صالح، أو لحفنة من أبناء عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أو غيره من الطغاة العرب الذين أرسلت الصورة بلاشك الرعب إلى قلوبهم، فازدادوا تخبطا وارتباكا.
صحيح أن انقلاب الصورة كتقلبات مصائر البطل في المآسي المسرحية تستدر الشفقة وتثير العطف، وتفضي عند أرسطو للتطهر. فقد تنفس الشعب المصري الصعداء بعد رؤية هذه الصورة. وانشغل بها، كما انشغل بها العالم كله، تعليقا وتحليلا، وزاد الشعب المصري بطبيعته المعهودة فوقهما بالتنكيت أيضا. ولكن لابد ألا يتحول التطهر إلى تنفيس يفثأ الزخم الثوري، ويصرف الثورة عن أهدافها الأساسية المعلنة. ولابد ألا يكون تقديم مبارك للمحاكمة، بأي حال من الأحوال، هو الثمن التافه الذي يدفعه نظام مبارك كي يواصل الاستمرار في الحكم، ولو برموز جديدة ووجوه مختلفة. فلم يكن هدف الثورة هو إسقاط رأس النظام فحسب، ولكن كانت إرادة الشعب هي إسقاط النظام كله، وبناء نظام مغاير يحقق للشعب المصري الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
والواقع أن الصورة التي تكشفت عنها المحاكمة قد بلورت سطوتها، وشغلت لا المعلقين العرب فحسب، بل المعلقين الغربيين كذلك. فهي صورة عامرة بالدلالات الواقعية منها والاستعارية. فمجرد ظهور رئيس عربي، طالما مارس الاستبداد والحكم المطلق، وفصّل الدستور على مقاس عائلته وعصابته، وتصرف في مصر وكأنها عزبة خاصة، وليست وطنا لشعب عريق له حقوقه فيها، واعتمد على آلة قمع أمنية جبارة لإرهاب الشعب وإخراس صوته؛ لابد وقد أرسلت أكثر من رسالة لأمثاله من الحكام المستبدين العرب، الذين لا يستمدون شرعيتهم من رضا شعبهم عنهم، والذين يعتمدون مثله على القمع الأمني. لذلك دافع أكثرهم عن المتهم، واستخدموا ذرائع هشة لطلب العفو عنه، وبذل بعضهم الرشاوى السخية لتحقيق ذلك، وسعى الكثيرون منهم لمنع هذا المشهد والإجهاز على الصورة قبل أن تتكون.
بين الرعب والعقد الاجتماعي السياسي الجديد:
وأولى الرسائل التي بعثت بها الصورة لهم ولغيرهم، هي أن عهد الاستبداد والحكم المطلق، واستمداد الشرعية من مزيج من القمع الأمني والتبعية للخارج قد انتهى إلى غير رجعة. لا في مصر وحدها، وإنما في المنطقة العربية كلها التي إذا ما اشتكى بلد منها تداعت له سائر البلدان بالسهر والحمى، وإذا ما نهض بلد فيها، تداعت له بقية البلدان باليقظة والثورة. إن وضع مبارك في القفص هو بداية محاكمة كاملة لحقبة عربية كانت الأسوأ في التاريخ العربي الحديث، تلك التي عرفت باسم 'الحقبة السعودية'، أو حقبة حكم العائلة بالمفهوم الصقلي للعائلة/ المافيا، والتي أصبحت فيها مصر مجرد أداة لتنفيذ المخططات الأمريكية/ النفطية/ الصهيونية في المنطقة على حساب مصالحها التاريخية والاستراتيجية في العالم العربي من ناحية، وفي بقية دوائر مصالحها الإقليمية في أفريقيا وغيرها من البلدان من ناحية أخرى.
فيوم 3 آب/أغسطس، من الناحية الرمزية، هو يوم رد الاعتبار لمصر والمصريين: فمن أرادها بسوء قصمه الله. وهو يوم تجسيد سلطة الشعب وسلطة القانون. هو يوم نهاية علاقة الإذعان، وبداية عهد المساءلة القانونية لكل من يتولى أي سلطة، حتى رأس السلطة نفسه! إن هذه المحاكمة هي أول تأسيس حقيقي لهيبة الدولة المصرية القائمة على سيادة القانون، والتي مرغها مبارك المخلوع في حضيض الفساد والتبعية والذل والهوان. وهو لهذا كله يوم تنفيذ الحكم المعنوي بالإعدام على مبارك وعصابته، ولا يبقى إلا جمع الأدلة القانونية، والفراغ من الإجراءات الضرورية لإعدامه فعليا. فأنا لا يهمني الإعدام الجسدي، قدر الإعدام الرمزي لكل ما مثله مبارك ونظامه من قيم فاسدة فجة وممارسات كريهة: قيم فساد نظام الحكم، والتبعية للمخطط الأمريكي النفطي الصهيوني في المنطقة، وتقزيم مصر والزراية بدورها ومكانتها. وهي رسالة لكل حاكم في مصر وفي غير مصر، بأن لا شيء يعلو على سلطة الشعب وسلطة القانون. فقد أصبحت هذه الصورة، شاء من شاء وأبى من أبى، بداية عهد جديد، وبداية عقد اجتماعي وسياسي جديد، ينهض على أن للشعب كل حقوقه في وطنه، وهو مصدر كل السلطات، وأن النظم التي لا تقوم على شرعية شعبية هي نظم بائدة، حتى وإن كانت لاتزال تمارس الحكم، أو تلفظ أنفاسها الأخيرة، أو تتشبث بالسلطة بالقهر والقتل والجنون.
وحتى لا تتحول المحاكمة إلى مسرحية هزلية يمتزج فيها الفارس بالجروتيسك، أو إلى مسلسل درامي طويل ينشغل به الشعب المصري عن ثورته الحقيقية، لابد أن تكون المحاكمة بداية لتغيير بنيوي في المجتمع المصري، وبداية لرسم مشروع جديد لنهضة مصر، وخريطة طريق واضحة لتنفيذ هذا المشروع. فإسقاط النظام الذي طالب به الشعب في ثورته يتطلب مشروعا وطنيا جديدا، وتغييرا جذريا وبنيويا في النظام الحاكم في مصر. حيث لا يمكن أن تعود لمصر الوطن، ولا للمصريين الشعب، كرامتهم المستلبة بدونه، ولا يمكن أن تتحقق العدالة الاجتماعية المبتغاة بغيره؛ مشروع لا يسمح باستمرار الوضع على ما هو عليه، ولا بترقيع النظام وتجميله برتوش مفضوحة، ولا بتركيز الثروة في يد حفنة من اللصوص الذين تجمعوا حول العصابة الحاكمة التي أسقطتها الثورة، وأصبح أكبر رموزها الآن في القفص. وإنما يوظف الزخم الثوري الجديد، والطاقة الجبارة التي فجرتها ثورة مصر في بنيها، والمكانة الجديدة التي حققتها مصر في المجتمع الدولي بسببها، لخير الأغلبية العظمى من الشعب المصري، وليس لإثراء حفنة من اللصوص المحترفين كما كان الحال مع نظام مبارك المخلوع.
لا بد إذن من صياغة مشروع نهضوي شامل، يعي ضرورة الإفلات من أنشوطة الرؤية الأمريكية الصهيونية لمصر، ولدورها التابع، ويضع خطوط سياسته الخارجية العريضة التي ترد عن مصر بعض العار الذي جلبته عليها سياسات نظام مبارك التابع والعميل للعدو، بصورة يعترف فيها العدو بأنه الذخر الاستراتيجي له. نظام يولي ادوات النهضة الأساسية من استثمار في التعليم والصحة والزراعة وتحرير الاقتصاد من أي تبعية أهمية قصوى. نظام ينهض على أسس اقتصادية جديدة تستعيد ما ضاع من مصر وما نهب منها. ولكن لابد ألا نكتفي بالتركيز على استعادة الأموال المنهوبة من الخارج، وأن نجعل هذا الأمر ستارا يحجب أهمية بل حتمية استعادة الأموال المنهوبة في الداخل. لابد من التركيز على الأموال المنهوبة في الداخل أولا، وفتح ملف كل العصابة: وتفعيل قانون: من أين لك هذا؟ وليس قانون الغدر وحده. لابد من فتح ملفات عملية نهب القطاع العام، وهو ملكية الشعب الخالصة، في غيبة هذا الشعب ودون أي تفويض منه، فيما سمي بالخصخصة، وفتح ملفات بيع ارض مصر، وعمولات الأسلحة، والمعونات الأجنبية والعربية.
فالتهم الثلاث الموجهة إلى محمد حسني السيد إبراهيم مبارك هي مجرد عناوين ثلاثة لمجالات أساسية في سياسة فاسدة أضرت بمصر وأدت لتدهور كل شيء فيها. ولابد أثناء المحاكمة السياسية للنظام، فليس بين التهم الموجهة له قانونيا تهمة الخيانة العظمى بعد، من إثارة جدل واسع حول هذه العناوين الثلاثة يعيد تثقيف الشعب المصري ويفتح عيونه على واقعه ومستقبله. فبيع الغاز للعدو الصهيوني هو عنوان على سياسات التبعية الكاملة لمخططه البغيض، ووضع مصلحة العدو قبل مصلحة الوطن، بل والتآمر معه على ضرب الأشقاء العرب في لبنان وغزة. لذلك كان طبيعيا أن تنصب صحف العدو الصهيوني مناحة على ما يدور، وأن تنادي بالعفو عنه بذرائع واهية، وهي التي لم تعف عن أي من المتورطين في الهولوكوست مهما كانت ذرائع كبر السن والمرض. لأن تجريم أي تعامل تفضيلي مع العدو الصهيوني، يرسل رسائله المزعجة لعدو كان يعتبره ذخره الاستراتيجي الأول في المنطقة. أما التربح من المنصب والفيلات فهو عنوان إساءة استخدام النفوذ والفساد الكامل الذي أصبح القاعدة وليس الاستثناء في عهد مبارك البغيض. حيث بنيت مؤسسة الفساد التي تعملقت في عهده فوق ركام مؤسسات مصرية عريقة دمرها نظامه كمؤسسة استقلال القضاء، ومؤسسة استقلال الجامعة وعلميتها، ومؤسسة استقلال الضمير الثقافي والشعبي الذي تكفل بتدميرها إدخال المثقفين للحظيرة والإعلام المشبوه. أما قتل المتظاهرين فهو عنوان بارز ودامٍ لقتل خير ما في مصر، وبطريقة منهجية مستمرة على مدى عقود؟
فلم يكن مبارك مجرد فرد أساء استغلال سلطاته، وسرق الأراضي والفيلات، ولكنه كان رأسا لنظام قمعي كامل، ولعصابة كاملة استفادت من هذا النظام بدرجات متفاوتة. لذلك يجب ألا تصبح المحاكمة تضحية برأس النظام، كي يتم الحفاظ على النظام نفسه، بمعنى لا يجب أن يحاكم مبارك من أجل أن يواصل نظامه الحكم، وإنما لابد من إسقاط النظام برمته ومحاكمته. كما لابد أن يرافق هذه المحاكمة تطهير شامل يجهز على شبكة النظام الأخطبوطية والمتغلغلة في شتى مناحي المجتمع. تحكم وتنهب وتفسد وتدمر الحرية والكرامة. فبدون هذا التطهير الشامل لن نستطيع تغيير النظام، وتأسيس بديل له يحقق العدالة الاجتماعية المفقودة، والتي كانت أحد شعارات الثورة المهمة.
مشروع النهضة البديل وهيئة العدالة والمصالحة
وما أتمناه هنا هو ألا نكتفي بدلالات هذه اللحظة التاريخية الكبيرة والتي أشرت إلى بعض جوانيها، وإنما أن تتحول هذه اللحظة التاريخية الفارقة في تاريخ مصر الحديث، إلى بداية لمسيرة طويلة تتغيا تحقيق أهداف الثورة وشعارها الأساسي 'الشعب يريد إسقاط النظام'. فالإرادة الشعبية التي فرضت خلع مبارك، ثم فرضت تقديمه للمحاكمة، تعي أن رأس النظام ليس هو كل النظام. وأن مشروعها الكبير في تحقيق الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية لا يمكن أن يتحقق إلا بإسقاط نظام مبارك الذي مرغ مصر في حضيض التردي والتبعية والهوان بالكامل. لذلك لابد ألا تلهينا الصورة عن دلالتها الحقيقية، وهي انقلاب الأوضاع كلية، مصر تحكم ممثلة في الادعاء والقاضي والنظام كله، كل النظام، لا رأسه الفاسد وحده. في القفص. لذلك من الضروري أن تكون هذه الصورة هي الخطوة الأولى في عملية شاملة ومعقدة تسير بمصر في طريق جديد.
وأقترح أن تبدأ هذه العملية بأن ترافق هذه المحاكمة القانونية لمبارك وعصابته، محاكمة سياسية وشعبية مفتوحة للنظام كله. أدعو حكومة شرف والمجلس العسكري لتفعليها وتأسيس 'هيئة العدالة والمصالحة' على غرار اللجنة التي شكلها نظام نيلسون مانديلا للخروج بجنوب أفريقيا من كابوس النظام العنصري البغيض. وتأسيس لجنة معها 'لجنة مشروع نهضة مصر' تحول لها الهيئة كل اكتشافاتها عن مواطن الخلل والفساد والتي ستسفر عنها محاكمات الهيئة المفتوحة، كي تستفيد منها في بناء مشروع للمستقبل لا سبيل فيه إلى تكرار أي من أخطاء الماضي ومسالبه. فقد كان نظام مبارك كابوسا طويلا لابد من اليقظة الكاملة، على صعيد الوعي والمعرفة منه. وهو أمر لا يتأتى إلا بمحاكمة سياسية وشعبية مفتوحة تقوم بها 'هيئة العدالة والمصالحة' ويساهم فيها كل المثقفين والناشطين الشرفاء الذين لم يتلوثوا بالعمل مع نظام مبارك، وتبلور للرأي العام مبررات إسقاط هذا النظام بشكل تفصيلي كامل. وتضع حقائق الممارسات الفاسدة في كل المجالات أمام الشعب بوضوح، كي يتعلم من دروسها، وكي يعي حقيقة ما دار وما يدور في بلده، وتحدد من خلال عملها معايير تنتهي بها عملية الخلط البشعة التي تتبدد بها جهود الثورة، وتبث الفرقة والتناحر في صفوفها، والتي يزعم فيها أعمدة نظام مبارك المخلوع أنهم من أنصار الثورة، بل يزعم بعضهم أنهم من الذين بشروا بها، بصورة يخلقون معها مناخا تطرد فيه العملة الرديئة التي يمثلونها العملة الجيدة الراغبة حقا في بلورة أجندة الثورة والسهر على أولوياتها.
و'هيئة العدالة والمصالحة' هيئة لإجراء محاكمات سياسية وليست قانونية، وهي هيئة سياسية وطنية لا يهمها الثأر أو القصاص، بقدر ما يهمها ترقية الوعي وتحقيق الإجماع الوطني حول مشروع مستقبلي واضح. لجنة تتناول بالتفصيل الشديد وعلى مرأى ومشهد من الشعب كله 'لذلك لابد أن تكون جلساتها متلفزة، تعوض عن جلسات محاكمة مبارك التي قرر القاضي انهاء بثها' توجهات هذا النظام السياسية التي أجهزت على مكانة مصر المرموقة وقزّمتها، لا في منطقتها العربية وحدها، وإنما في أفريقيا وآسيا وبقية بلدان العالم حيث كانت تحظى بمكانة قيادية مرموقة، لا المكانة السياسية وحدها، وإنما مكانتها العلمية والثقافية والإعلامية وغيرها، فبعد أن كانت مصر في طليعة دول تلك المناطق في تلك المجالات جميعها قبل حكم مبارك، ها هي في الحضيض في كل مجال من تلك المجالات المهمة. ليعرف الشعب بالحقائق وبالتفاصيل كيف حول مبارك مصر إلى تابع ذليل للسياسات الأمريكية والصهيونية في المنطقة، وإلى 'ذخر استراتيجي' للعدو الصهيوني البغيض.
ولابد أن تتناول هذه الهيئة/ المحكمة توجهات النظام الساقط الاقتصادية التي دمرت الاقتصاد المصري ونهبت أصوله، سواء في مجال الأراضي أو المؤسسات الإنتاجية المختلفة التي كان في طليعتها القطاع العام. فلابد من فتح كل تلك الملفات المهمة: ملف الأراضي، وملف بيع القطاع العام المملوك للشعب دون تفويض من هذا الشعب، وملف التسليح وعمولاته، وملف الديون والمعونات الأجنبية والعربية المختلفة 'فلابد ألا تمر مقولة مثل مقولة شخص تافه مثل معمر القذافي بأن مبارك كان يجيئه متسولا، يشحذ على الشعب المصري'. لأن عرض تفاصيل ما جرى في سياسات مبارك الاقتصادية التي قامت على النهب والفساد، هو الأساس الذي سيبلور أمام مصر ملامح مشروع نهضتها الجديدة، وطبيعة النظام الاقتصادي البديل الذي يجب عليها أن تؤسسه حتى تحقق عبره نهضتها الاقتصادية، ورخاءها القادر على ردم الفجوة الواسعة بين الأثرياء والفقراء. كما لابد لها أن تتناول سياساته الاجتماعية التي وسعت الفجوة بين الفقراء والأغنياء بشكل غير مسبوق، ولا حتى في العهد الملكي البائد، وزجت بما يقرب من نصف الشعب المصري تحت خط الفقر، وشوهت جغرافيا مصر بأن تركت فيها سرطان المدن العشوائية ينمو كالفطر، وتتكاثر فيه كل الأوبئة الاجتماعية والصحية الناجمة عن الفقر المدقع والمسكن غير الملائم. ولابد أيضا من فتح ملف الخدمات المختلفة التي بنتها أجيال من أبناء مصر بالجهد والعرق، من التعليم إلى الصحة، والثقافة وحتى الطرق والمواصلات. وكيف انهارت جميعها في ظل هذا النظام الفاسد المهين.
فليس الهدف من أي من الهيئة أو اللجنة هو القصاص، لأن ثورة برقي الثورة المصرية وتحضرها لا تستهدف القصاص، ولا يشغلها الانتقام، وإنما يهمها إزاحة كل مخلفات العهد القديم وقمامته جانبا، تماما كما كنس الثوار ميدان التحرير بعد الثورة، وأعادوه إلى أفضل مما كان عليه قبلها، والشروع في تحقيق أهداف الثورة وتأسيس شرعيتها. وإنما الهدف هو إجراء عملية تطهير فعلية وضميرية تقوم بعملية فرز تجهز على هذا الخلط الذي ساد في كل المجالات، ودفع العملة الرديئة لطرد العملة الجيدة من ساحة الثورة، وأدى إلى الانقسام والتشرذم والخلاف. لأنه بدون ذلك لا تتأسس أي ديموقراطية حقيقية ولا يتبلور أي وعي شعبي حقيقي بمشروع يتجمع حوله الشعب. وبهذا يصبح نوم مبارك في القفص، هو البداية الحقيقية لصحوة مصرية تحقق أهداف الثورة، وتصبح جديرة بنبلها ورقيها الحضاري.

زوار المصايف الرمضانية فى مطروح .. أغلبية مسيحية فى شواطئ خالية



كتب:طارق الكرداوى
يقرر ستة شباب من المنوفية أن يقضوا إجازتهم الصيفية فى مطروح، مستغلين الهدوء الذى تمتاز به المدينة فى رمضان، حيث ينشغل جل الشعب المصرى فى الطقوس الدينية الرمضانية. ويختار الشباب بيتا تابعا لكنيسة الشهيدين مار مرقس ومار جرجس والقديس نيقولاوس بالمدينة ليحجزوا فيه ويقضوا صيفهم فى المدينة من خلاله. الشباب الستة ذووا العمر الواحد والمتفاوتون فى حظوظهم من العمل أو عدمه والدراسة، يفضلون مطروح فى رمضان لطبيعة المدينة الأهدأ فى هذه الفترة كما يقول ماركو: «الأسعار أرخص فى فترة رمضان بسبب عدم وجود ضغط من المصيفين». هذا يتضح من خلال (بيت الكرمة) نفسه وهو اسم البيت التابع للكنيسة، حيث يصل الحد الأدنى للغرفة فى الليلة إلى خمسين جنيها.

فى السنوات القليلة الماضية تزامن مجىء رمضان مع فصل الصيف، وهو ما جعل مرسى مطروح محط اهتمام لشريحة من المسيحيين اختارت أن تخطط زيارتها فى رحلات فردية وأسرية ورحلات تنظمها الكنائس من مختلف محافظات مصر كما كان يحدث فى الأعوام الماضية. إذ يلجأ بعضهم إلى السكن فى بيوت تابعة للكنيسة بمطروح، أو بيوت كاملة (عمارات) يملكها مسيحيون بالمدينة، أو فى الفنادق التقليدية حيث ينصب اهتمامهم على فنادق مثل هانى مون والبوسيت، ولكن رواد الفنادق عموما يكونون أكثر قدرة مادية. ونظرا لوجود أكثر من كنيسة بالمدينة فإن ذلك يعطى اطمئنانا نفسيا وروحيا للمسيحيين أثناء اصطيافهم، حيث تمتلئ كنيسة الشهيدين أثناء قداس الأحد، إلى جانب كنيسة العذراء الموجودة بنفس الشارع والتى تقيم قداسا مبكرا أيضا، وتشاركهما فى ذلك أيضا كنيسة أخرى بعيدة عنهما وهى كنيسة الملاك ميخائيل. بالإضافة إلى حضورهم نهضة العذراء وهى الصلاة الليلية التى تتم طوال صوم العذراء الذى صادف أيضا وجاء أثناء رمضان لهذا العام. لكن ازدهار الموسم الذى كان يصنعه المسيحيون تراجع كثيرا هذا العام، حيث خفت كثافتهم بالمقارنة بالأعوام السابقة، وهى الشكوى التى يبثها كل من يعمل بالمدينة. الأب الراهب بيجيمى المشرف على بيت الكرمة التابع للكنيسة بمرسى مطروح يقول: «هناك أسباب متعددة أدت لتراجع وجود المسيحيين فى هذا العام، منها تخوف بعض الأسقفيات مثل أسقفية الجيزة من إرسال رحلات طويلة بسبب المشكلات الأمنية المفترضة، إلى جانب ظهور شائعات من وجود ليبيين يروعون الموجودين». ثم يضيف: «يمكنك أن تسير فى شوارع المدينة لتتأكد بسهولة أنه لا توجد مشكلات من أى نوع».

يتأكد كلام الأب بيجيمى عندما تتجول فى شوارع المدينة الهادئة تماما لساعات طويلة من الصباح، ولا يكدرها زحام محدود من المصطافين وأهل البلد يتحركون فى الشوارع ليلا. وأدى ضعف الإقبال على بيت الكرمة بالمقارنة بالسنوات الماضية إلى تقليل نسبة الإشغال إلى 50%، يقول الأب بيجيمى: «البيت يخضع لقانون العرض والطلب مثله مثل أى مكان عادى». ولكن البيت رغم تبعيته للكنيسة يقبل رواد مسلمين، يقول الأب بيجيمى: «ليست لدينا مشكلة من هذا الجانب، وكثيرا ما يكون المسلمون متفهمين لطبيعة المكان ويحترمونه بشكل أكثر». لا يضع الأب بيجيمى اختبارات أو شروطا لقبول أحد من الإقامة فى البيت، ولكنه يقول إن هناك قيودا تتمثل فى تشغيل قنوات بعينها للدش فى البيت، هذا غير منع الخمور والمخدرات. يقول: «من يريد أن يفعل شيئا خاطئا يعرف أن هذا ليس مكانه».


بيوت خاصة

مكرم نصيف الذى يعمل بالهيئة العربية للتصنيع اختار بيتا خاصا ليؤجر فيه شقة يقضى فيها إجازة الصيف هو وأسرته، يقول إن اختيار رمضان راجع لكون إجازته صادفت أيام الشهر الكريم، ولكنه يضيف: «رمضان يكون رائقا جدا فى مطروح هنا»، ولكن اختياره لبيت يشرف عليه سامى مرقس الذى أوقف بيته للمصيفين الآتين إلى مطروح سببه رغبته كما يقول فى أخذ راحته مع عائلته، يقول: «نتحرك بملابس الصيف ولا نريد أن نمثل استفزازا لأحد». ولكن على نفس النغمة يشكو سامى مرقس من قلة الإقبال على شققه هذا العالم فى مقابل الأعوام السابقة، يقول: «فى الأعوام الماضية كنا نسلم مفاتيح الشقق كلها من أجل فوج لكنيسة، أما اليوم فلا أؤجر سوى شقة واحدة». سامى الذى كان يعمل مقاولا وتفرغ حاليا لإدارة بيته يقول: «اعتمادى كله على مصاريف عائلتى معتمد على البيت، والبيت لم يأت بعائد هذا العام وهذا يسبب لى أزمة». يعيد سامى مرقس التخوفات من الانفلات الأمنى الذى قيل عنه بعد الثورة، غير الشائعات غير الحقيقية التى تتردد فى مطروح. يقول: «المسيحيون يميلون للخوف، خافوا على بناتهن بعدما ترددت شائعات عن وجود مظاهرات للسلفيين رغم أننا اكتشفنا أن هذه المظاهرات ليست موجهة ضدهم. هذا غير أنهم يخافون من أن يتركوا شققهم فى محافظاتهم المختلفة للتصييف هنا». ورغم شيوع صيت بيت سامى مرقس فى الأوساط المسيحية فى القاهرة وغيرها، حيث يسكن هنا مصطافون من كل أنحاء مصر، إلا أنه لا يوقف بيته على المسيحيين فقط. يقول: «البيت مفتوح عندى للمسيحيين والمسلمين، لا أضيق على أحد وليست لدى شروط سوى أن يدفع المستأجر ما عليه». ويضيف ضاحكا: «بالعكس، المسلمون يكونون مريحين بشكل أكثر، فالمسيحيون يعتمدون كثيرا على العشم من أجل تخفيض الأجرة».

على الشواطئ تجد مسيحيين وإن كانوا قلائل يستمتعون بالجو والشمس والبحر متحدين المخاوف من كل نوع. هانى إبراهيم الذى يعمل بمجال المفروشات، الذى يقضى الوقت مع زوجته وابنته على شاطئ الهنا يقول: «من الطبيعى أن تتخوف الكنيسة على أبنائها وتتحفظ على إرسال رحلات فى هذه الفترة، ولكننى أعتقد أن الأذى لن يحدث لى سوى بأمر الله، فلست متخوفا من شىء». شاطئ روميل تبدو الأمور فيه أكثر رواجا، العدد أكثر نسبيا من الشواطئ الأخرى. وتخرج بعض الرحلات بشكل منظم مثل أن يشرف عليها قائد مثل سمير عازر الذى يشرف على رحلة عائلة كبيرة (أكثر من أسرة) إلى مرسى مطروح، من الإسكندرية يقول هانى إبراهيم: «نحن نعتمد على الله، الوضع الأمنى مضطرب بالطبع بعد الثورة، ولكن الرحلة تمت بشكل آمن». سمير وعائلته لن يقضوا سوى يوم واحد فى مطروح يقضون صباحه على الشاطئ وليله فى التسوق، هاربين على حد قوله من الوضع المزرى الحالى لشواطئ الإسكندرية.


مدينة تبحث عن موسم سياحى

يصر عدد كبير من العاملين بمرسى مطروح وأهلها على أنها مدينة الثلاثة أشهر، والمقصود هنا أشهر الصيف الثلاثة الذى يتكثف العمل فيها بالمدينة، يتكسب فيها العمال قوتهم التى ربما يتعيشون عليه بقية العام. ولكن وضع الصيف هذا العام الذى تلمسه من الشواطئ محدودة الامتلاء قضى على آمال العديد من العاملين سواء من ساكنى المنطقة أو من خارجها فى قضاء صيف مثمر. فرج عبدالقادر الشاب المطروحى والذى يحمل رخصة بالعمل فى شاطئ روميل، هذا العمل الذى يتلخص فى تقديم الكراسى للمصيفين وتقديم الخدمات لهم يقول: «البطالة عالية جدا فى مرسى مطروح، الاعتماد بشكل أساسى يكون على السياحة فى فصل الصيف فحسب، والآن انتكس فصل الصيف ولا يعرف أحد ماذا يفعل».

يقول أمير ثابت مسئول الحجز فى فندق هانى مون إن إشغال فندقه فى رمضان هذا العام لا يتجاوز 35%، هذا الذى أدى لتخفيض فندقه من سعر الليلة، ويعيد أيضا سبب ركود هذا الموسم بالمقارنة بالمواسم السابقة للشائعات التى تروج عن المدينة، هذا غير توازى صوم رمضان مع صوم العذراء، ولكن يعود ويؤكد أن إهمال المسئولين بالمدينة مؤخرا جعل البلد غير جاذب للسياح. ذلك الأثر السلبى الذى تركه هذا الصيف لم يتوقف فقط عند حالة الشواطئ ورواج أنشطتها بل امتد حتى للفنادق ذات الاسم المعروف هناك، روجيه مطران مدير العلاقات العامة بفندق البوسيت يقول: «لا يمكن إنكار أن هناك حالة ركود هذا العام، هناك تخوفات وقلق من الناس من جهتى الأمن والطرق، ولكن كل من يتجاوز ذلك ويحضر إلى هنا لا يجد مبررا لهذا القلق».

الخوف من مظاهرات السلفيين التى أشيع أنها كانت ضد ملابس النساء فى الصيف، أو الخوف من الليبيين، أو الخوف من الانفلات الأمنى كلها أسباب لتراجع السياحة فى مطروح هذا العام، ويكمل فرج عبدالقادر أحد العاملين بشاطئ روميل: «فى رمضان الماضى كان الشهر أشبه بموسم صيفى عادى بسبب كثافة وجود المسيحيين، هذا غير المتحقق حاليا». ولكن المخاوف ليست هى الأسباب الوحيدة من وجهة نظر فرج، فيضيف: «هناك عدم اهتمام حاليا من المسئولين عن المدينة، لا يوجد منقذين فى الشواطئ ولا عمال نظيفة، هناك إهمال فى الشوارع وهناك زبالة». محمد على أحد عمال الشواطئ يضيف أيضا سببا آخر مشكلة وهى أخذ رسوم عن الفرد على بوابة الشاطئ هذا الذى ينفر الزوار، أما مشكلة الليبيين التى شاعت فيلخصها فى أن «بعضهم جاء من ليبيا فى إبريل الماضى وبدأ يمارس تصرفات مكروهة كشرب الخمر فى الشوارع ومعاكسة الفتيات والاعتداء عليهن، ولكن تمت مقاطعتهم حاليا ولا يوجد منهم سوى من لهم أهل فى مطروح». ولكنهما يتفقان على ضرورة وضع حلول بديلة لأبناء مطروح من جهة وضرورة استصلاح الأراضى وتشغيل أبناء المحافظة فى شركات البترول، لتعويضهم عن أى سقطة لفصل الصيف كما حدث هذا العام. أما الإحصائيات التى تقدمها إدارة السياحة بالمحافظة فتشير إلى حد ما إلى تراجع الإقبال هذا العام حيث لا يزيد عدد السياح المتوجهين للمحافظة ككل على 214 ألف زائر فى الأسبوع الأول من رمضان، ويقل هذا العدد إلى حوالى 171 ألف زائر فى الأسبوع الثانى. ولكن العميد محمد البشرى مدير إدارة السياحة بالمحافظة يرى أن الوضع أفضل من المتوقع وفقا للظروف الحالية، خاصة أن هناك حالة رواج حدثت فى الأسبوعين السابقين من رمضان، ويأمل مثله مثل العديد من أهل وعمال المدينة فى أن تستعيد مدينتهم هذا الرواج فى العيد وشهر سبتمبر.


ملامح خاصة

تبدو مدينة مرسى مطروح صغيرة، يمكنك التحرك داخلها وخلال شواطئها بسهولة إلا أن هذا الإحساس أقرب للكذب، فمحافظة مطروح تعتبر ثانى أكبر محافظة بمصر، بعد محافظة الوادى الجديد، ولا تمثل مدينة مطروح سوى هامش صغير من مساحتها التى تمتد إلى 212 ألف كم2 حيث تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

فرج عبدالقادر أحد أهل البلد والذى يعمل بشاطئ روميل يقول إن هناك مساحة كبيرة مطلة على البحر غير مستغلة بمطروح وأن طبيعة البلد ستتغير لو استغلت هذه المساحة وتحولت إلى شواطئ. إلى جانب مدينة مرسى مطروح الرئيسية التى هى محط أنظار عدد كبير من المصيفين فى مصر والتى تضم الشطآن الرئيسية أهمها شاطئ عجيبة، والأماكن الأثرية كحمام كليوباترا، هناك سبعة مراكز أخرى تضمها المحافظة، منها مركز العلمين، المدينة التى اشتهرت تاريخيا بسبب المعركة التى دارت بين قوات الحلفاء (البريطانيون تحديدا) وقوات المحور (الألمان والإيطاليون) فى الحرب العالمية الثانية عام 1942، وانتصرت فيها قوات الحلفاء لتقضى على أمل قوات المحور فى السيطرة على مصر وعلى قناة السويس، الحرب خلفت فى المدينة العديد من المقابر التى تخص الألمان والإيطاليين والقوات التى حاربت مع الجانب البريطانى والتى تضم جنسيات يونانية وأسترالية وهندية، وإلى جانب المقابر فهناك متحف العلمين الحربى الذى افتتح عام 1965 ويضم أسلحة وأزياء عسكرية من مخلفات المعركة. ومن مراكز المحافظة مركز السلوم الذى يقع على الحدود الليبية. ومنها أيضا مركز سيوة وهى الواحة التى تبعد حوالى 136 كيلو عن مرسى مطروح، وإن كانت تتوفر ميكروباصات بالمدينة إليها، وأشهر معالم الواحة معبد آمون الذى نال شهرته من زيارة الإسكندر الأكبر له. ويعيد عدد من أهالى المدينة تلك الطفرة التى حدثت فى مدينة مرسى مطروح إلى الفريق محمد عبدالحميد الشحات الذى كان محافظا من عام 2001 إلى 2008. بالإضافة إلى ذلك فهناك صفحتان على الفيس بوك تطالبان بعودة الشحات محافظا، وأرجعتا تراجع الخدمات بالمحافظة بعد تركه للخدمة.

البلطجية يحكمون قبضتهم على الشارع



كتب:طارق الكرداوى
فرض بلطجية ومسلحون سيطرتهم فى عدد من المحافظات، أمس، فى موجة جديدة من أعمال البلطجة وإرهاب المواطنين، حيث أحكموا قبضتهم على الشارع، وخلفوا وراءهم قتلى ومصابين، حيث شهدت محافظة دمياط معركة بين 6 من البلطجية مقيمين فى بولاق الدكرور، وبين عدد كبير من الأهالى فى منطقة سوق الحسبة، بعد اكتشافهم قيام البلطجية باختطاف أحمد السمان تاجر سجاد وموكيت من معرضه الكائن فى شارع أبوالوفا بدمياط، داخل سيارة ميكروباص تحمل رقم 5689 ر و، تحت تهديد الأسلحة النارية.

حيث قام الأهالى بمطاردة الميكروباص حتى منطقة سوق الحسبة، ونجحوا فى القبض على أربعة منهم بعد تحطيم الميكروباص، وفرار اثنان آخران، وتبين أن المتهمين هم «السيد أحمد محمد من محافظة سوهاج، وحمدى الرفاعى سمكرى سيارات ومقيم ببولاق الدكرور، ومحمد عبدالمطلب سائق، ومجدى زكى عامل».

وفى محافظة القليوبية شهدت منطقة أرض الحافى بشبرا الخيمة، معركة بالأسلحة الآلية بين عائلتى أولاد حلبى وعائلة المحزم المنتميتين لقرية العتامنة بمحافظة سوهاج،بسبب الخلاف على تسمية شارع يمتلك الطرفان فيه قطع أراضٍ وأبراجا سكنية، حيث وضع أولاد حلبى لافتة تحمل اسم العائلة على الشارع، وهو ما رفضته عائلة المحزم وقاموا بتبادل إطلاق النار العشوائى على المواطنين ليومين متتاليين، ما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة 4 جميعهم من المارة فى الشارع، وقام اصحاب المحال التجارية والمقاهى بإغلاق أبوابها، خوفا من وابل الرصاص المتطاير، كما قامت المساجد بالنداء فى الميكروفونات لوقف التناحر بين العائلتين، اللتين ترتبطان بعلاقات قرابة ومصاهرة، وتم إبلاغ قوات الجيش باشتداد المعارك فى المنطقة، وتكرار حدوث مثل هذه المشاجرات، إلا أنها لم تحضر، فى حين حضرت قوات من الشرطة بصحبة سيارات مصفحة بعد اتصالات مباشرة مع اللواء أحمد جمال الدين مساعد وزير الداخلية للأمن العام، وتم السيطرة على الموقف.

على جانب آخر، تكثف أجهزة الأمن بالقليوبية، جهودها لإعادة طفل 10 أعوام، لوالده تاجر خردة بشبرا الخيمة، بعد أن قام 4 ملثمين باختطافه فى وضح النهار، وأمام أعين الأهالى، الذين فشلوا فى ضبط المتهمين، لتهديدهم بالأسلحة الآلية وفروا هاربين.

تلقى اللواء أحمد الناغى مدير الأمن، إخطارا من المقدم محمد نصر رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة بالواقعة، وأكدت تحريات العميد أسامة عايش رئيس مباحث القليوبية، أن الطفل يدعى محمد أشرف، وأن المتهمين كانوا ملثمين ويستقلون سيارة نصف نقل، وقاموا بتتبع حركة الطفل أثناء توجهه لشراء بعض احتياجات المنزل من أحد المحال المجاورة لمنزله، ثم قاموا بدفعه داخل السيارة، وعندما حاول الأهالى القبض عليهم، قاموا بأشهار الأسلحة الآلية فى وجههم، وفروا هاربين.

كما أصيب نائب مأمور مركز قوص بمحافظة قنا، بجرح قطعى بالرأس، أثناء تدخله لفض مشاجرة، استخدم فيها الطوب والحجارة، بين عائلتى «العقودة والسلالين» بقرية عباسة بدائرة المركز، وذلك لخلافهم على إقامة مطب صناعى أمام منازلهم.

كان المقدم محمد رفعت إسماعيل، نائب مأمور مركز قوص، قد تلقى أخطارا بنشوب مشاجرة بين عائلتى العقودة والسلالين، وذلك لتضرر العائلة الأولى من إقامة مطب صناعى أمام منازلهم أنشأته العائلة الثانية، فوقعت بينهم مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة استخدمت فيها العصى والطوب والحجارة، وأثناء تدخل نائب مأمور المركز لفض المشاجرة، أصيب بحجر فى رأسه، تسبب فى جرح قطعى بالرأس وتم نقله للمستشفى المركز لتلقى العلاج.

كما تحولت أمس قرية المحروسة بقنا إلى ثكنة عسكرية، بعدما تجددت خصومة ثأرية بين قبيلتى «العرب والفلاحين»، تبادل خلالها الطرفان إطلاق الأعيرة النارية، وأسفرت عن إصابة عامل ومزارع بطلقات نارية، وتم نقلهم إلى المستشفى العام وذلك بعد تجدد خصومة ثأرية بين القبيلتين على خلفية قيام شاب بمعاكسة فتاة.

كان اللواء د. محمد حليمة، مدير أمن قنا، قد تلقى إخطارا بوقوع مشاجرة بالأسلحة النارية بين أفراد من القبيلتين استمرت لأكثر من 3 ساعات، حالت دون تدخل قوات الشرطة فى بداية الأمر لكثرة الطلقات النارية، ودلت معاينة النقيب مصطفى أبوالمجد، رئيس مباحث مركز قنا، عن إصابة كل من حازم فرج منصور أحمد 27 عاما، عامل، بطلق نارى بالرقبة وأبوبكر أحمد الحمدى وشهرته «هريدى» 57 عاما، مزارع، مطلوب فى قضية جنائية، بطلق نارى بالكتف، واثنين من قبيلة «الفلاحين».

وكشفت التحريات عن قيام كل من حسانى عيسى حسين مسجل خطر، وأشقائه حسين والطيب وجلال أحمد عمر وجميعهم من قبيلة «العرب»، بإطلاق الأعيرة النارية على المجنى عليهم، وذلك بعد مشاجرة بينهم لوجود خصومة ثأرية.

من ناحية أخرى، قامت قوة من مباحث الواسطى، بشن حملة أمنية على كوبرى الواسطى العلوى تحت الإنشاء، تم خلالها القبض على 4 من الخارجين على القانون وفرار 4 آخرين، بعد أن وردت معلومات تفيد بتردد مجموعة من البلطجية والخارجين على القانون على الكوبرى، وترويع المواطنين وسكان العمارات المحيطة، والاتجار فى المخدرات والأسلحة غير المرخصة، حيث قامت القوة بمداهمة الكوبرى، وضبط كل من صلاح محمد شعراوى 45 عاما عاطل، وعويس عويس وشهرته صابر 43 عاما سائق، وإبراهيم محمد إبراهيم وشهرته تامر 27 عاما، ومحمد عبدالتواب محمد وشهرته محمد جنزورة 25 عاما عاطل، وتمكنت الحملة من ضبط 65 طلقة عيار «7 ــ 62» و36 لفافة بانجو زنة 3 كجم بحوزة المتهمين.

كما قرر المستشار حمدى فاروق المحامى العام لنيابات بنى سويف، حبس أحمد حسين الشهير بـ«عصعوصة» 4 أيام على ذمة التحقيق، بعد إطلاقه النار على نقطة شرطة الجزيرة، ومقاومته الرائد مازن سعيد رئيس مباحث قسم بنى سويف السابق ومعاونيه وقوات الشرطة والأمن المركزى، وإطلاق الأعيرة النارية باتجاههم، مما أدى إلى إصابة أمين الشرطة محمد اللمبى، وذلك خلال حملة أمنية لضبط البلطجية والهاربين من أحكام والأسلحة التى فى حوزتهم.

وشهد مركز دار السلام بمحافظة سوهاج، معركة حامية بين عائلتين بسبب الاختلاف على وزن كيلو خيار، استخدمت فيها الأسلحة النارية والعصى والشوم والحجارة، واستمرت لأكثر من ثلاث ساعات، وأسفرت عن إصابة 2 بإصابات خطيرة، وتمكنت الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع القوات المسلحة، وأفراد من الشرطة العسكرية، من السيطرة على الموقف، وإعادة الهدوء للمدينة، ونقل المصابين للمستشفى، وعمل كردون أمنى بمداخل المدينة، خشية تجدد الاشتباكات بين أفراد العائلتين.

اعترافات سليمان للنيابة: خصصت أراضى وفيللات لزوجتى وأولادى وزملائى



كتب:طارق الكرداوى
قال محمد إبراهيم سليمان، وزير الإسكان الأسبق، فى أقواله أمام النيابة إنه خصص أراضى وفيللات لأولاده وزوجته وأقاربه وأصهاره وزملائه أثناء توليه وزارة الإسكان.

وأكد الوزير الأسبق أن تحديد المجتمعات العمرانية الجديدة يتم بقرار جمهورى، يحدد فيه اسم المدينة وموقعها ومساحتها والجهة المسئولة عن التعمير، وتقوم وزارة الإسكان بعمل جميع أعمال الوزارات الأخرى من نقل وشق طرق وكهرباء وماء وتعليم وصحة وتموين، وبعد الانتهاء من إنشاء المدينة بالكامل يتم تسليمها للوزارة المختصة بتشغيلها.

وأكد سليمان أن إسناد الأعمال ذات القيمة المالية الكبرى يتم بأمر إسناد من رئيس الوزراء شخصيا، ولا يجوز طبقا للقانون أن تسند إلى شركات خاصة، وإنما يتم الاسناد إلى شركات حكومية فقط، مشيرا إلى أن اللوائح والقوانين المنظمة لتنفيذ الأعمال الإنشائية داخل المجتمعات العمرانية الجديدة، ووضع القواعد الخاصة بحجز وتخصيص الأراضى والوحدات السكنية المختلفة يتم بمعرفة جهاز المدينة المختصة، عبر مجلس الإدارة الذى يضم وزراء النقل والكهرباء والتأمينات الاجتماعية والإدارة المحلية والبيئة، واثنين من رجال الأعمال «ذوى الخبرة»، ونائب رئيس الهيئة للشئون الفنية، ونائب رئيس الهيئة للشئون المالية، ومن الممكن أن يفوض مجلس الإدارة رئيسه باتخاذ قرارات من اختصاصات مجلس إدارة الهيئة.

وأوضح الوزير الأسبق أنه لا يشترط العرض الذى اتخذه المفوض على مجلس الإدارة، إلا فى حالة استكمال أعمال أخرى، وتتم «إحاطة» مجلس الإدارة، ورئيس الوزراء لـ«العلم فقط» وليس لاعتمادها، مشيرا إلى أن اللوائح المنظمة لطرح أراضى المجتمعات العمرانية نصت على تخصيص الأراضى بالنسبة لأراضى الإسكان والخدمات، أما بالنسبة للأراضى التجارية فقد حددت اللوائح 4 طرق للبيع منها المزاد العلنى، والتخصيص، وفقا للأسعار المحددة.

وأضاف سليمان أن اللوائح والقوانين التى كان معمولا بها حتى عام 2000 كانت تمنع تخصيص أكثر من قطعة أرض للمواطن الواحد، هو وزوجته وأولاده القصر، قبل أن يتم تعديلها فى عام 2000 ونصت على السماح للمواطن بتملك أكثر من قطعة أرض، بتعديلات من مجلس إدارة هيئة المجتمعات العمرانية وافق عليها مجلس الوزراء.

واعترف بتخصيص أراضٍ لزوجته منى صلاح الدين المنيرى بلغت مساحتها 2100 متر مربع بمدينة العبور بعد أن قدمت طلبا لمكتب «زوجها» الوزير، وأولاده جودى ودينا وشريف، وكذلك تخصيصه فيللات بمارينا لأولاده الثلاثة، وأن زوجته قدمت طلبا للتنازل عن قطعة الأرض بعد تركه الوزارة، إلا أن الطلب تم رفضه.

وخصص لسليمان القطعة رقم 189 بمنطقة العمارات بالتجمع الخامس، بعد أن تقدمت بطلب لمكتب الوزير الذى أشر عليه بالموافقة، وكذلك تخصيص القطعة رقم 35 بمنطقة الجولف والفيللا 12 بمارينا لنجلته جودى إبراهيم سليمان.

وكشف عن ضم شارع كان مخططا له أن يكون طريقا خلف فيللا نجلته دينا إلى قطعة الأرض المخصصة لها، بحجة أن الشارع منسوبه أعلى من منسوب الأرض وهو ما لا يسمح بشق طريق، وهو ما رفع مساحة الأرض المخصصة لنجلته من 1340 مترا، إلى 2242 مترا، فيما اعترف بتخصيص قطعة أرض مساحتها 4680 مترا بمنطقة الجولف بالتجمع الخامس لنجله شريف وتخصيص الفيللا رقم 56 بمارينا.

واعترف سليمان بتخصيص القطعة رقم 123 بامتداد غرب الجولف باسم ماجدة صلاح الدين المنيرى، شقيقة زوجته، وابنها عمرو إيهاب حسنى، وتخصيص الفيللا رقم 1 بالمنطقة 24 بمارينا التى تقع على البحيرة، كما خصص قطعة أرض بشمال المشتل وفيللا بمارينا لأسامة عيسى أحمد مصطفى، نائب رئيس البورصة، وزوج نادية المنيرى، شقيقة زوجته، بعد أن قدم طلبا لسليمان الذى أشر على الطلب وأحاله إلى جهاز مدينة القاهرة الجديدة، فيما خصص أراضى لشقيق زوجته ضياء الدين المنيرى، ونجلته علا ضياء المنيرى، وقطعة أرض لأولاد صديقه عبدالله أبوزيد، أحد الممتحنين لنجلته فى مناقشة رسالتها للماجستير.

واعترف سليمان بوجود علاقة تجارية قديمة بينه وبين وجدى كرارة عندما عمل سليمان كاستشارى هندسى لشركة كرارة مقابل حصوله على وحدة سكنية فى كل مشروع يقوم ببنائه كرارة، وبعد تولى سليمان الوزارة اشترت دينا وجودى نجلتا سليمان شقتين من كرارة بشارع عمر بن الخطاب بمصر الجديدة، مقابل أن يشترى كرارة قطعتى أرض بناحية الشيراتون من زوجة سليمان.

وكشف سليمان أنه خصص قطعة أرض مساحتها 50 ألف متر لكرارة مقابل 24 جنيها للمتر الواحد، على الطريق الدائرى بجوار المشتل، كما وافقت اللجنة العقارية الرئاسية على بيع مبنى البولينج بقرية مارينا السياحية لشركة مكسيم لإدارة المنشآت السياحية المملوكة لإبراهيم وجدى كرارة بمبلغ 2.5 مليون جنيه، بناء على تأشيرة سليمان.

بعد إخلاء سبيله بالكسب غير المشروع.. "القط" سدد 900 ألفاً للأخبار

كتب:طارق الكرداوى

تقدم ممتاز القط رئيس تحرير أخبار اليوم السابق بما يفيد سداده 900 ألف جنيه لخزينة مؤسسة الأخبار إلي جهاز الكسب غير المشروع.
وكان المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشئون جهاز الكسب غير المشروع قد أخلي سبيل ممتاز القط الأحد الماضي بعد أن تعهد برد مبلغ 900 ألف جنيه كان قد حصل عليها بدون وجه حق من مؤسسة الأخبار قيمة لخصومات عقارية سددت لحساب "أخبار اليوم".
وتبين من تحريات الأجهزة الرقابية حصول ممتاز القط عليها وبما يعتبر كسباً غير مشروع.
وطلب ممتاز القط من المستشار عاصم الجوهري إثبات إيصال تحصيل مؤسسة أخبار اليوم للمبلغ المذكور ضمن الأوراق والمستندات الخاصة بالتحقيقات التي يقوم بها جهاز الكسب غير المشروع بناء علي البلاغات المقدمة ضده من الأجهزة ا لرقابية.

كارت أصفر لوزير التعليم 10 سبتمبر..مليونية المدرسين لإقالة "جمال الدين"


كتب:طارق الكرداوى
دعا معلمو وزارة التربية والتعليم إلي مسيرة مليونية يوم السبت 10 سبتمبر القادم للمطالبة بإقالة الوزير د. أحمد جمال الدين وتطهير الوزارة من فلول النظام السابق.
جدد المعلمون خلال وقفتهم الاحتجاجية أمام مجلس الوزراء تهديدهم بالتصعيد وعمل إضراب عام خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي يستمر لأكثر من يوم لحين تنفيذ مطالبهم.
وأعلنت نقابة المعلمين المستقلة أنهم بصدد إقامة دعوي قضائية ضد الإعلامي أحمد شوبير بسبب تصريحاته المسيئة للمعلمين وأشارت إلي أنها تقدمت بشكوي للمجلس العسكري لتنفيذ قانون الغدر ضده باعتباره من فلول الحزب الوطني المنحل.
طالب المحتجون بإقالة وزير التربية والتعليم د. أحمد جمال الدين موسي بعد ما رفض مطالبهم المتمثلة في المساواة المالية بين ما يحصل عليه العاملون بالوزارة مع معلمي المدارس ووضع حد أدني واقعي للأجور يتناسب مع المؤسسات والوزارات الأخري.
كما طالبوا بإنشاء هيئة مستقلة للإشراف علي التعليم ما قبل الجامعي وتطهير الوزارة من الفاسدين والحصول علي حافز الـ 200% كاملا مع عدم المساس بمكافأة الامتحانات والكادر.
أصر المعلمون بإقالة مستشاري الوزير الذين يحصلون علي مبالغ طائلة دون العمل وحددوا بعض اسمائهم من بينها د. رضا أبو سريع مستشار الوزير رافعين شعار "عام دراسي بلا معلمين".
قال أيمن البيلي نقيب المعلمين "المستقلة" إن النقابة دعت جميع المعلمين علي مستوي اتحاد الجمهورية لمسيرة مليونية السبت 10 سبتمبر المقبل أمام مقر مجلس الوزراء تهدف للاطاحة ببقايا فلول النظام السابق في وزارة التربية والتعليم وعلي رأسهم د. أحمد جمال الدين موسي والذي لم ينفذ وعوده "الزائفة" والتي يصدرها كل وقت وكأنها مسكنات للمعلمين.
أضاف أن مليونية السبت ستؤكد للحكومة أن المدرسين ليسوا ضعفاء وأنهم قادرون علي التأثير علي الرأي العام وان المعلم له كرامته التي يجب أن تصان لأنهم بناة المستقبل.
أوضح أن نقابة المعلمين المستقلة ستقاضي أحمد شوبير المذيع في احدي القنوات التليفزيونية بتصريحاته التي قلل فيها من شأن المعلمين مشيراً إلي أنه تم تقديم شكوي ضده في المجلس العسكري ووزارة العدل لتطبيق قانون الغدر عليه لانه من اتباع النظام الفاسد وانه استفاد من تزوير الانتخابات في 2005 عندما كان نائبا لمجلس الشعب عن دائرة طنطا.
تساءل أحمد فؤاد "مدرس" من ميت غمر أين وزير التربية والتعليم الذي وعدهم بالاجتماع بهم من أجل تنفيذ مطالبهم إلا أنهم فوجئوا بسفره إلي أمريكا ورفض مستشاروه الرد عليهم مؤكدا أن أي مسئول في العالم عندما يحدث أي مظاهرة بحجة عمله يقطع الزيارة فوراً لبحث مشاكلهم وهو ما لم يفعله جمال الدين.
طالب خالد عبده عضو نقابة المعلمين المستقلة وزير التربية والتعليم بوضع حد أدني للأجور من أجل استقرار المعلم ذهنياً ومهنيا وتطهير الوزارة من الفاسدين ومستشاريه الذين يحصلون علي مبالغ مالية طائلة.
قالت ريهام مطر "بنها" أن مرتبها بعد 13 سنة خدمة وصل إلي 903 جنيهات وانها لا تستطيع ان تعيش بهذا المبلغ في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وغلاء المعيشة.
أوضح محمد عبدالعزيز "الخصوص": ان المعلمين اتفقوا علي اقامة مسيرة واعتصام مفتوح أمام مجلس الوزراء يوم السبت 10 سبتمبر وانهم سيحضرون من المحافظات التي ينتمون إليها ببطاطين وخيام من أجل الدخول في اعتصام مفتوح أمام المجلس وفي ميدان التحرير للضغط علي الحكومة لتحقيق مطالبهم.
طالب المعلمون خلال الوقفة الاحتجاجية أمام مجلس الوزراء الليلة الماضية د. عصام شرف والمجلس العسكري بطرد السفير الإسرائيلي.
علي الجانب الآخر أعلنت نقابة المعلمين المستقلة من تدشين موقع لاذاعة راديو المعلمين علي الإنترنت تحت مسمي "راديو حركة المعلمين الاحرار" من أجل خدمة المعلمين ورصد كل الاخبار والافكار التي تنادي بها ثورة المعلمين وابلاغهم بمواعيد الاعتصامات خلال الفترة المقبلة.

بالمستندات.. ضابط يؤكد تورط ''تنظيم'' العادلي في قتل ''السندريلا''




كتب:طارق الكرداوى
كشف المقدم محمود عبد النبى عضو ائتلاف ضباط ولكن شرفاء، عن مستند يؤكد اعتقال تنظيم تابع لوزارة الداخلية يسمى ''التنظيم السياسي السري''، للكاتب الصحفي رضا هلال، ويحمل المستند تاريخ 12/8/2003.

وينص المستند الذي قدمه عبد النبى وادعى صحته، خلال حلوله ضيفا مساء الأربعاء، ببرنامج'' يا مصر قومي'' ، والذي يقدمه الإعلامي محمود سعد والذي تبثه فضائية التحرير، والمرفوع لوزير الداخلية:'' بخصوص التكليف رقم 118 بتاريخ 10/8/2003، تم تنفيذ التالي: تم الاتصال بالمدعو رضا هلال الساعة 1520، وإبلاغه أن الضيف الذي ينتظره المدعو خالد الشريف صدمته سيارة بجوار محل سكنه، وبناء عليه نزل المدعو مسرعا، وقبل أن يصل أول الشارع محل سكنه تم التصدي له بمعرفة رجال التنظيم وإفقاده الوعي ونقله إلى مقر التحفظ بجابر بن حيان سعة 1535، وتم تقييده وتغميته وتكميمه لحين ورود تعليمات أخرى''.

وكشف عبد النبي عن مستند آخر لنفس التنظيم يتعلق بتصفية الفنانة سعاد حسني حيث نص المستند الذي حمل رقم 5/خ/8/8/2001، وعنون بـ'' بخصوص تصفية المدعوة سعاد حسني خارج البلاد'':'' بمراجعة التحريات المبدئية حول شخص المستهدفة، تبين أنها تعاني من أمراض مستعصية واضطرابات نفسية، بسبب طول فترة علاجها بالخارج، وبناء عليه نرى أن يتم تصفيتها عن طريق إلقائها من البلكونة محل سكنها بلندن''.

وقال المقدم محمود عبد النبى خلال الحلقة إن الداخلية والنظام السابق استخدموا البلطجية والغلابة معاً للفوز بالانتخابات كما أنهم استخدموهم عند احتياجاتهم للعنف لكى لا يقال أن الداخلية استخدمت العنف لتزوير الانتخابات، وإن بعض البلطجية صنعتهم الداخلية لمساعدتهم فى الحشد وقمع الناس وهم أضعف بكثير عن ظاهرهم، وقبل الثورة كانوا يستمدون قوتهم من الداخلية.

وقال المقدم محمود عبد النبي عضو ائتلاف ضباط لكن شرفاء، إنه تمت إحالته إلى النيابة بعدها تم فصله من العمل بوزارة الداخلية على خلفية تصريحات إعلامية قال فيها إنه يوجد تنظيم سري في وزارة الداخلية يقوده وزير الداخلية السابق حبيب العادلي و الوزير الحالي منصور العيسوي.

وأضاف المقدم محمود عبد النبي، إنه يمتلك أوراق تدين أحد مساعدي حبيب العادلي والمتهم بقتل ثوار خلال مظاهرات يناير، والمؤجلة قضيته إلى جلسة 5 سبتمبر القادم، حيث تم ضم القضية المتهم فيها العدلي وستة من مساعديه بقتل ثوار؛ إلى قضية الرئيس السابق مبارك والموجه له نفس التهم.

نقل أول قطارات الخط الثالث للمترو تمهيدا للتشغيل التجريبي


كتب:طارق الكرداوى
أعلن المهندس عطا الشربينى رئيس مجلس ادارة الهيئة القومية لمترو الانفاق أنه تم صباح اليوم الخميس نقل أول قطارات المرحلة الاولى من الخط الثالث لمترو الانفاق وذلك تمهيدا لبدء التشغيل التجريبى فى منتصف سبتمبر المقبل.

وأكد الشربينى فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم الخميس انه يتم نقل القطار من ورشة شبرا الخيمة بالخط الثانى للمترو الى ورشة العباسية بالخط الثالث مشيرا الى ان القطار من القطارات المكيفة التى سيتم العمل بها فى محطات الخط الثالث. وأوضح انه سيتم نقل القطار على جزئين ،حيث تم اليوم نقل الجزء الاول منه على أن يتم نقل الجزء الاخر خلال 24 ساعة.

وأضاف رئيس الهيئة انه يتم حاليا الانتهاء من التشطيبات ووضع اللمسات النهائية لأعمال المرحلة الاولى للخط الثالث ،حيث تم الانتهاء من توريد انظمة الاشارات والاتصالات والتحكم المركزي والاعمال الانشائية وتركيب المعدات الكهروميكانيكية ،كما تم الانتهاء من تركيب السكه بطول المحطات والورش وايضا قضيب التغذية الكهربية، مشيرا الى وصول ماكينات التذاكر المنتظر تركيبها قرب بدء التشغيل الفعلى للمحطات.

يذكر أن المرحلة الاولى من الخط الثالث لمترو الانفاق تشمل خمس محطات هي: العباسية وعبده باشا والجيش وباب الشعرية والعتبة، ويبلغ طولها 3ر4 كم، وجميع محطاتها نفقية، فيما وصلت تكلفة تنفيذها الى 4ر3 مليار جنيه.

الثوار الليبيون يعلنون محاصرة القذافي وعدد من أبنائه قرب باب العزيزية


كتب:طارق الكرداوى
أعلن الثوار الليبيون أنهم يحاصرون العقيد معمر القذافى وعدد من أبنائه فى مبنى قرب منطقة باب العزيزية الواقعة فى العاصمة طرابلس.

جاء ذلك فى نبأ عاجل لقناة الجزيرة دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وكان الثوار الليبيون أعلنوا، فى وقت سابق الخميس أنهم يحاصرون حى أبو سليم في طرابلس وأنهم يمهلون أتباع العقيد الليبى معمر القذافى للاستسلام.

ويحاصر الثوار أعداد كبيرة من كتائب القذافي المتحصنة في حي ابو سليم المكتظ بالسكان.

وشهد وسط طرابلس تبادلا كثيفا لإطلاق النار، فيما سادت حالة من الهدوء باقي احيار العاصمة.

خبراء الكبد: 9.2 مليون حالة إصابة بفيروس "سي" في منطقة الشرق الأوسط



خبراء الكبد: 9.2 مليون حالة إصابة بفيروس "سي" في منطقة الشرق الأوسط

كتب:طارق الكرداوى



أعلن عدد من كبار خبراء الكبد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بيان مشترك لهم عن أهم التحديات المرتبطة بالإلتهاب الكبد الفيروسي المزمن "سي" بالمنطقة، داعين السلطات المعنية ومقدمي الخدمات الصحية على كافة المستويات بدول المنطقة للتعاون المتواصل لمواجهة تلك المشكلة الصحية والإجتماعية الخطيرة.

ويعد الإلتهاب الكبدي الفيروسي المزمن "سي" من أكثر الأمراض الوبائية انتشاراً بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يبلغ عدد الحالات المصابة بالمرض في دول المنطقة حوالي 9.2 مليون حالة.

وأوضحت الدراسة العلمية التي أجرتها الوكالة العلمية الدولية "PharmARC" عام 2010 في عدد من دول المنطقة، بدعم من شركة "إم إس دي" للرعاية الصحية، والتي تضمنت الدراسة عدداً من المقالات العلمية التي كان الغرض منها قياس آراء مجموعة مختارة من كبار خبراء الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما فيها مصر.

ويتلخص الهدف الرئيسي للدراسة في التعرف على أهم التحديات التي يفرضها المرض على تلك الدول، وفي ضوء النتائج التي خرج بها هذا البحث، التقى خبراء الكبد في المنطقة وقاموا بتكوين شبكة موسعة للرعاية الإكلينيكية لمرضى فيروس "سي" المزمن والخروج بعدد من التوصيات المرتبطة بإدارة الحالات إكلينيكياً على المستوى الإقليمي، بالإضافة لوضع عدد من التوصيات لمنع الإصابة بالفيروس.

وفي نفس الوقت، قامت شبكة الأطباء بإقتراح مجموعة من الأبحاث المصممة خصيصاً لكل دولة، مع التوصية بوضع مبادرات علمية لحشد جهود مواجهة الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن "سي" وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة حول المرض في مصر:

- قدّر خبرء الكبد أن 75% من المرضى ينتمون للفئة العمرية من 15 إلى 50 عاماً، وقد كانت أغلب الإصابات من الذكور.

- يوجد حوالي 10% من المرضى مصابون بفيروسي الإلتهاب الكبدي الفيروسي "سي" و"بي" وفيروس مرض نقص المناعة المكتسبة "إيدز" معاً، ومع ذلك تعد الإصابات المتعددة بتلك الفيروسات من الأمور نادرة الحدوث.

- لا يعد تناول المشروبات الكحولية من المشكلات ذات الإعتبار في مصر.

- أكثر من 90% من حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" تنتمي للطراز الجيني الرابع " genotype4"، بينما يأتي الطراز الجيني الأول في المركز الثاني من حيث معدلات الانتشار.

- قدّر خبراء الكبد أن حوالي 65% من المرضى ينتمون لطبقات اجتماعية- اقتصادية منخفضة، بينما تبلغ نسبة المرضى المنتمين للطبقة المتوسطة حوالي 30%.

- وفيما يتعلق بطرق انتقال العدوى، أشارت الدراسة أن 75% من إجمالي الحالات أصيبت بالمرض نتيجة استخدام أدوات ومعدات طبية ملوثة بالفيروس أو نتيجة نقص عمليات التعقيم.

كما حددت الدراسة أن خُمس حالات الإصابة تمت نتيجة بعض الممارسات الإجتماعية غير السليمة، طبقا لموروثات أو عادات شائعة، بينما يعد تعاطي المخدرات عن طريق الحقن من بين طرق الانتقال نادرة الحدوث.

وتعليقاً على تلك الدراسة الهامة، صرح البروفيسور ديفيد جولدبيرج استشاري الصحة العامة والأمراض الوبائية بمؤسسة حماية الصحة في اسكتلندا، والأستاذ الفخري في الصحة العامة بجامعة جلاسكو قائلاً: "إن النتائج التي توصلنا إليها قامت بتسليط المزيد من الضوء على خطورة الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما أوضحت الاهتمام غير الكافي بمعالجة تلك المشكلة الصحية المزمنة في أكثر مناطق العالم إصابة بهذا الفيروس في العالم. لذلك فإن هناك حالة من الإتفاق على النتائج والتوصيات التي توصلنا إليها، بما يدعم البيان المشترك لمجموعة من كبار خبراء الكبد حول الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" في المنطقة.

ووفقاً للتقرير الذي أعدته الدراسة حول الأعباء الاجتماعية والاقتصادية للالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن "سي"، إن السبب الرئيسي للإصابة بالفيروس في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ذات الناتج المحلي المنخفض يتمثل في استخدام المعدات غير المعقمة في أماكن الرعاية الصحية، وقد حث خبراء الكبد على ضرورة اتخاذ تدابير صحية صارمة للتحكم في العدوى وفقاً لأفضل الممارسات الطبية المتعارف عليها.

وفي نفس الوقت، يزداد عدد الأشخاص الذين يصابون بفيروس "سي" عن طريق تعاطي المخدرات بالحقن ودق الوشم في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولهذا السبب، يجب أن تدرك دول المنطقة كل التهديدات الناشئة عن ممارسة تلك السلوكيات التي تتسبب في نقل فيروس الالتهاب الكبدي "سي" والتعامل معها بحزم.

ودعا خبراء الكبد إلى وضع منهج علمي منظم لجمع كافة المعلومات ذات الصلة بالالتهاب الكبدي الفيروسي "سي"، وذلك للتعرف على فئات المجتمع الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة، وكذلك عدد الحالات المصابة فعلياً، وعدد الحالات التي تم تشخيصها وتلك التي تم علاجها، مع معرفة نسبة الأفراد المصابين بأمراض متقدمة في الكبد.

بالإضافة لذلك، يجب رفع الوعي لدى المرضى بحجم المخاطر التي يتضمنها الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" وكذا بدائل العلاج المتاحة أمامهم.

ومن جانبه، أكد الدكتور إبراهيم مصطفى أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة القاهرة، "يجب أن تقوم الجهات المعنية في مصر بوضع وتنفيذ مبادرات توعية متكاملة عن فيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي"، بحيث تستهدف المواطنين عامة، أطفال المدارس، والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.



وفي نفس الوقت، يجب مراجعة معايير التحكم في انتشار المرض وتطويرها باستمرار، لضمان عدم تعرض المواطنين لخطر الإصابة بالفيروس، خاصةً في مؤسسات الرعاية الصحية المتنوعة. من المهم أيضاً أن نضمن قيام المواطنين بعمل التحاليل والاختبارات التي تكشف عن المرض، بما يساعد في الكشف المبكر عن الفيروس بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة به"

ولأن الكثير من الموضوعات المتعلقة بالالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" شائعة في جميع دول المنطقة، لذا يجب أن تقوم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدعم بعضها البعض، عن طريق تبادل أفضل الممارسات والنصائح الفنية والترويج لها، مع وضع مجموعة من المبادئ الإسترشادية واستخدامها على المستوى الإقليمي.


يحيى الجمل: مبارك خبيث والقذافي مختل عقلياَ ومصر لا تحتاج لمظاهرات وتهريج !!





كتب:طارق الكرداوى




وصف الدكتور يحيى الجمل الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بإنه يمتاز بالخبث وعناد الأطفال وإنه كان يحمل عشرات الأقنعة، ويفتخر بأنه يمتلك دكتوراه في العند.



وأوضح الجمل، في حلقة أمس من برنامج "الشعب يريد" مع طوني خليفة على فضائية "القاهرة والناس" ، ان مبارك وللأسف حكم مصر 30 عاما بالدسائس والرشاوي والتزوير وتغييب إرادة الناس والقهر وبحبيب العادلي وامثاله.

واضاف ان السنوات الست الاولى من حكم مبارك كانت توحي ببوادر طيبة ولكن إجتمعت العديد من العوامل لإفساده منها زوجته ومن حوله من المنافقين والفاسدين بالإضافة إلي فكر صناعة الفرعون في مصر.



ويرى ان هناك ثورة مضادة يغذيها الحزب الوطني السابق الذي كان له مصالح كبيرة في البلد ومازالت موجودة وتكافح من اجل البقاء نافيا الإتهامات التي وجهت له سابقا بإنه من كانت يقف امام تيار الثورة قبل تقديم استقالته من مجلس الوزراء.



واضاف ان مصر اليوم لا تحتاج للمظاهرات او التهريج، ولكنها تحتاج للأمن والانتاج والتنمية الصناعية والعلم والتعليم وعودة السياحة مؤكدا ان مصر تحتاج لكل فرد من ابنائها وعدم الاعتماد على القوات المسلحة او مجلس الوزراء في الفترة القادمة.



وعن تقديم استقالته من مجلس الوزراء، اوضح الجمل ان عصام شرف قبل إستقالته بعد ضغط كبير ومتواصل منه مضيفا ان الشارع المصري الحقيقي الذي يمثل نبض الـ 85 مليون مصري يحبه ويتمسك به.



وأكد انه مع إكتمال الثورة المصرية الحقيقية وان دم الشهداء اغلى الدماء في مصر.



ومن ناحية اخرى، أكد الجمل على ما قيل بشأن صرف الولايات المتحدة 40 مليون دولار من اجل التخريب في مصر بدليل تصريحات الامريكان انفسهم ومنهم مارجريت سكوبي.



[معمر القذافى وحسنى مبارك ]
معمر القذافى وحسنى مبارك
ورفض الجمل الإتهامات الموجهة إليه بالاستفادة من أموال معمر القذافي والعمل معه بشكل غير مباشر من خلال إستثمارات ليبية في مصر، متحديا أي شخص يثبت ذلك، وقال انه يعتبر القذافي مختل عقليا ونفسيا لما يفعله مع شعبه.



وأضاف أن الإتهامات الموجهة إليه هي حملة ظالمة الهدف منها هدم رمز نظيف وسيظل نظيفا ولن يستطيع أحد هدمه.



كما إنتقد الجمل، شخصية عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط واصفا اياه بإنه يعطي لنفسه أكثر من حقه ويتحدث عن الدستور وكأنه فقيه فيه رغم إنه لا يعرف عنه شيئا، وتعجب أيضا من ضم المحامي صبحي صالح للجنة الثانية للتعديلات الدستورية التي طلب تشكيلها المجلس العسكري.



وفي النهاية، يرى الدكتور يحيى الجمل ان رئيس مصر القادم لم يظهر حتى الان وسيظهر في اللحظات الاخيرة مؤكدا ان الرئيس لن يكون شخصية عسكرية لرفض المجلس الاعلى للقوات المسلحة ترشيح شخصية عسكرية للخوض في الانتخابات الرئاسية القادمة.

العادلي وتنظيمه السري وراء تفجير كنيسة القديسين وتصفية سعاد حسني


العادلي وتنظيمه السري وراء تفجير كنيسة القديسين وتصفية سعاد حسني

كتب:طارق الكرداوى

القاهرة: في إطار المحاولات المستمرة للكشف عن فضائح وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي، خاصة بعد اتهامه بالتورط في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية مطلع العام الحالي، وتصفية الصحفي رضا هلال مدير تحرير الأهرام بالإضافة إلي مقتل الفنانة سعاد حسني في لندن.

ففي حلقة برنامج "يا مصر قومي" الذي يقدمه الإعلامي محمود سعد على قناة "التحرير، كشف العضو السابق في ائتلاف "ضباط لكن شرفاء" المقدم محمود عبد النبي عن تشكيل العادلي لتنظيم سياسي مع بعض رجاله المقربين عام 2000 للقضاء علي المعارضين لفكرة توريث جمال مبارك حكم مصر.

وأعلن المقدم محمود عبد النبي عن وجود وثائق ومستندات تثبت ما قاله، مؤكدا حصوله عليها عن طريق موظف مدنى بجهاز مباحث أمن الدولة.

وتابع عبد النبي كلامه بالإشارة إلي تحويله من قبل وزير الداخلية منصور العيسوى إلي النيابة العامة للتحقيق معه بعد تصريحات حول هذا التنظيم.

ووفق الوثائق التي كشف عنها المقدم فإن هذا التنظيم وراء تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، وكذلك مقتل الصحفى رضا هلال مدير تحرير الأهرام.

وأشار عبد النبي إلي وجود وثائق تثبت تورط العادلي وتنظيمه في إلقاء الفنانة سعاد حسنى من شرفة منزلها بلندن بعد إفقادها الوعى ليسهل دفعها من الشرفة بحيث يكون الرأس للأسفل والقدم لأعلى حتى تصبح الوفاة مؤكدة.

وحول قضية الصحفى رضا هلال نائب رئيس تحرير الأهرام، أكد العضو السابق في ائتلاف "ضباط لكن شرفاء" أن التنظيم قام بالاتصال بهلال وإخباره بتعرض صديقه لحادث وهو في طريقه إليه لدفعه إلي الخروج من المنزل ثم قام باختطافه في شارع مجاور واصطحابه لمقر أمن الدولة بجابر بن حيان حيث تمت تصفيته بعد ذلك.

وواصل عبد النبي الكشف عن فضائح العادلي حتي وصل إلي حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية فى يناير/ كانون الثاني الماضى والتي نفذها تنظيم يعرف باسم "جند الله" بهدف إعطاء درس للبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وأكمل المقدم قوله بأن وفق مخطط رجال العادلي كان من المفترض القضاء علي الجناة فى العملية نفسها حفاظا على سريتها لكن عناصر "جند الله " تمكنوا من الهروب خارج حدود مصر بعد تنفيذها.
واستبعد عبد النبي وجود هذا التنظيم في مصر حتي الآن بعد الثورة، كاشفا عن احتفاظه بنسخة من الوثائق لدي صديق له في الخارج لحماية نفسه.

وفي النهاية، أكد المقدم محمود عبد النبي امتلاكه لمستندات تدين أحد مساعدي حبيب العادلي المتهم في قضية قتل ثوار 25 يناير، مشيرا إلي وجود علاقة قوية بين البلطجية ووزارة الداخلية في عهده.

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

الثورات العربية الراهنة..ألغاز مشفرة تحتاج إلى فك رموزها








الثورات العربية الراهنة..ألغاز مشفرة تحتاج إلى فك رموزها



بقلم ـ طارق الكرداوى




ثورتا مصر وتونس
يغرق المحلل السياسي في بحر من الحيرة والغموض حين يحاول تفسير الثورات التي تجري حاليا في أجزاء من الوطن العربي وما ستؤول إليه، والتي بات المجتمع الدولي- بكل اتجاهاته السياسية- يصفها بـ "الربيع العربي" . فهل هذا الوصف لرياح التغيير التي تهب على المنطقة العربية يصدق بالإطلاق، أم أنه مجرد سحابة صيف سرعان ما تذهب لحالها ؟.



ليس من شك أن هناك عناصر مشتركة بين هذه الثورات، تبرر وصفها بـ "ظاهرة" تعم المنطقة العربية بكاملها . ودون التعمق في البحث عن مدى دقة تصنيف تلك العناصر، نقول: إن أهميتها تكمن في إعطائها الشرعية لشعار "سلمية الثورة" التي رفعها الثوار في بداية ثوراتهم. وهذا ينطبق حتى على ليبيا التي تحول الصدام فيها بين الثوار والنظام، إلى صراع مسلح، ما يعني أن شعار "سلمية .. سلمية" لا يصلح العمل به إلا وفق ظروف معينة سيأتي الحديث عنها في فقرة لاحقة.



أما الخاصة الثانية والمؤكدة، فهي أن سبب هذه الثورات لا يرجع- بالدرجة الأولى- إلى انتشار الفقر بين نسبة لا يستهان بها من سكان البلاد التي تشهد تلك الثورات، وإنما لسبب آخر قد تجذَّر في سلوك المؤسسات الأمنية في النظام الرسمي العربي ، ونعني به استخدامه للعنف المغلظ في التعامل مع المواطن.



فقد تعرض الإنسان العربي لإذلال مهين، وديست كرامته بنعال رجال الأمن، ووجهت له إهانات لم تعد مقبولة حتى لدى العبيد واللصوص وقطاع الطرق وشذاذ الآفاق في أكثر الدول تخلفاً وافتقاراً لأصول حضارية أو قيمٍ دينيةٍ .. يحدث كل ذلك بدعوى الحفاظ على أمن الدولة والوطن والمواطن، بينما يعامل المواطن في بلده كمجرد رقم يقوم على خدمة الحاكم وأتباعه.



والدليل على ذلك أن الأحوال الاقتصادية في البلدان التي نجحت فيها هذه الثورات مثل مصر وتونس، تراجعت (إلى حد ما) عما كانت عليه. ومع ذلك لم نجد ذلك الغضب الذي كان يتأجج في النفوس على الأنظمة السابقة في هذين البلدين لسبب واحدٍ ، وهو أن شعور المواطن بكرامته كإنسان وحريته في التعبير عن آرائه ، هو- في حساباته- أقوم وأفضل بكثير من أن يأكل فاخر الطعام وطيب الشراب ثمنا لكرامته وشرفه.



ومع تسليمنا بهذه البديهيات ، نرى أن ثمة سؤالاً مركباً ومخيفاً يتردد على السنة الكثيرين حول ما ستؤول إليه الأمور في دول المنطقة، سواء الدول التي هبت عليها رياح التغيير أو تلك التي أحست بقرب قدومها، أو تلك التي ما زالت تعتقد بأن وفرة المال هو السد المنيع الذي يستطيع منع تلك الرياح من الوصول إليها وإبطال مفعولها ،،،



،،، هذا السؤال هو: هل يصدق توصيف ما يحدث الآن في بلدان المنطقة بـ"الربيع العربي"؟ .. وهل سيمتد هذا الربيع ليصل إلى باقي بلدان المنطقة التي ترزح جميعها (دون استثناء) تحت حكم أنظمة استبدادية فاسدة ومفسدة ؟؟ . وما المقومات والشروط التي ينبغي أن تتوافر حتى تنجح تلك الرياح في بلوغ غاياتها .. وهي كما نعلم القضاء على الأنظمة الاستبدالية وتوابعها من الفساد وعناصر الإفساد؟. وهل شعار "السلمية" التي تسود التظاهرات الصاخبة يمكن أن تحقق أهداف المتظاهرين، أم لا بد أن يلازمه- إذا ما اقتضى الأمر- عمل ميداني (من أي نوع)، يكون قادراً على مواجهة بطش الأنظمة المستبدة التي تحاول استخدام القوة المفرطة في قمع المظاهرات؟.



قبل محاولة الإجابة، على الإنسان العربي أن يدرك أمرين:





أولهما- أن شعوب البلدان التي هبت عليها رياح التغيير تجمع بينها خاصة مشتركة، وهي أن المواطن فيها قد تعرض لكل أنواع الإذلال والمهانة والاعتداء على كرامته وماله وعرضه. فقد كان المواطن فيها أرخص المخلوقات والموجودات ، وكانت ملاحقة المعارضين لأنظمة الحكم فيها واعتقالهم وتعذيبهم والاعتداء على خصوصياتهم أمراً سائداً ومباحاً.



الثاني: يتمثل في أن التظاهرات الاحتجاجية جاءت بمثابة رد فعل طبيعي لدى تلك الشعوب، أوجبه شعور المواطن بعجزه الكامل عن الحياة في ظل تلك الأنظمة، وأنه لم يعد يرى أدنى مبرر للسكوت على حاله البائس، حتى لو اقتضى الأمر أن يقضي نحبه من أجل الخلاص منه.



ومع قناعة هذه الشعوب- شأنها شأن عرب المنطقة- بأن صلاح الأنظمة الحالية الحاكمة يكاد يكون مستحيلاً، غير أنها غلفت تظاهراتها برفع شعار "سلمية سلمية"، وأظهرت أن أقصى ما تطالب به هو إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية تعين المواطن العادي على العيش الآمن والكريم في وطنه، برغم إدراكها أن هذه الأنظمة لن تستجيب لمطالبها، وأن الخيار الأمني سيكون الوسيلة الغالبة لقمع المظاهرات وتشتيتها، وبرغم إدراكها (أي الشعوب) أن أقصى ما تتمناه تلك الأنظمة أن يستخدم المتظاهرون السلاح بدلا من رفع شعار السلمية، حتى تجد المبرر الكافي لاستخدام أقصى درجات العنف ضد المتظاهرين وقمعهم وتقتيلهم.



غير أن تلك الأنظمة لم تعد ترى في شعوبها أكثر من "قطعان من البقر" تستطيع حلبها وذبحها متى شاءت، مع أن المُسَلَّم به أن هذه القطعان تستطيع أن تقضي على من يقودها إذا ما أحست بخروجه عن القواعد الصحيحة في التعامل معها. فإذا ما "هاج" القطيع فإنه ينطلق بقوة هرباً من هذا الخروج على المألوف، ليسحق تحت أقدامه كل من يواجهه حتى لو كانوا رعاته.



فإذا كان هذا هو حال الدواب حين تستشعر خطراً محققاً يداهمها، فكيف يكون حال البشر إذا ما أمعن الحكام الاستبداديين في ظلمهم واعتدوا على كرامتهم واستباحوا أموالهم وأملاكهم وانتهكوا أعراضهم؟!!.



والدليل على ظلم هؤلاء الحكام لأنفسهم قبل شعوبهم، أنهم كانوا دوماً على خلاف فيما بينهم، حول كل الأمور التي من شأنها- إذا ما تحققت- أن تعلي مكانة العرب بين سائر الأمم، وتضيق الهوة السحيقة التي تفصل بينهم وبين شعوبهم. أما بالنسبة للتعاون فيما بينهم في مجال وضع الخطط وتحديد الأساليب وتعيين الأدوات التي تعينهم في السيطرة على شعوبهم وكبت حريات مواطنيهم والتعامل معهم وكأنهم أرقام .. فكان الاتفاق حليفهم.



وأظهر دليل على ذلك، أن كل الاجتماعات التي عقدت تحت مظلة الجامعة العربية، فشلت في جمع كلمة العرب حول أي من القضايا التي تصب في صالح الشعوب العربية، عدا اجتماعات وزراء الداخلية العرب الذين كانوا دوما يخرجون بتوصيات موحدة، تستهدف جميعها البحث في أنجع السبل لاستخدام الخيار الأمني في القضاء على أية معارضة تواجهها بلادهم، إضافة لتبادل الخبرات فيما بينهم في هذا المجال!!!.



وعودة لمحاولة الإجابة مباشرة على ذلك السؤال المركب نقول:





أولا- بغض النظر عن تسمية رياح التغيير التي تهب على المنطقة العربية بـ "بالربيع العربي" والتي قد يكون الغرب قد أطلقها على غرار تسميته للثورة التي قام بها زعيم تشيكوسلوفاكيا في النصف الثاني من القرن الماضي "دوبتشيك" على الاتحاد السوفييتي، بربيع "براغ"، أملاً في أن تأتي هذه الرياح بالتغيير الذي يشتهيه الغرب ،،،



،،، فأحسب أن هذه الدول وبخاصة أمريكا وبريطانيا وفرنسا، لن تكون راضية إذا ما نجحت تلك الثورات في ترجمة مضمون هذه التسمية (الربيع العربي)، على النحو الذي يحقق التخلص من الأنظمة المستبدة، والقضاء بحق على الفساد والمفسدين فيها، وأن تنتهي بتولي الشعوب العربية زمام أمرها كما تريد هي، وليس كما يخطط لها الغرب المستعمر بشكليه القديم والحديث.



ونحسب أيضا أن هبوب رياح التغيير على باقي البلدان العربية التي لم تطلها حتى الآن هو أمر حتمي، ذلك أن المقومات والشروط التي يتطلب توافرها في كل البلدان العربية- الغنية منها والفقيرة على حد سواء- تتشابه مع تلك التي دفعت شعوب تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا للثورة على حكامها.



وليس من شك أن أهم تلك المقومات، يتمثل في إهدار الأنظمة الحاكمة لكرامة المواطنين وإذلالهم والتعدي على حرياتهم وحرماتهم، وهذا واقع يعيشه المواطن العربي منذ عقود ولا يحتاج لأدلة تثبت صحته.



وإذا كان هناك من يعتقد بأن الحالة الاقتصادية، هي العامل الرئيس في دفع شعوب تلك البلدان للثورة على حكامها فهو على خطأ بيِّن. والدليل على ذلك أن ثمة مؤشرات بدأت تظهر على مواقف شباب الدول العربية الغنية نحو أنظمتهم وحكامهم ، تشير- في مجملها- إلى قلق هذه الشريحة الهامة من المجتمع على مستقبلها، بسبب تفشي البطالة بين الشباب، والحجر على حرياتهم، وعدم إشراكهم في اتخاذ القرارات الخاصة بهم، وانعدام العدالة في توزيع الثروات بين مختلف شرائح شعوبهم، وتفشي الفساد بين النافذين في الأنظمة التي تحكمهم.



ثانيا- هناك من يحاول التشكيك في جدوى هذه الثورات، بدعوى أنها تسببت في تباطؤ النمو الاقتصادي وانتشار الفوضى وغياب الأمن وما إلى ذلك من أقوال لا تتمتع بقدر مقنع من المصداقية.



وبرغم تحفظنا الشديد على هذه التوصيفات المحبطة للثورات العربية الراهنة، غير أن هذا التباطؤ أمر طبيعي يحدث حتى في حالة الانقلابات العسكرية التي عادة ما يكون لها قادة خططوا لما سيقومون به مسبقاً. فإعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلدان التي تشهد انقلابات عسكرية على الأوضاع فيها، عادة ما يستنفذ ما لا يقل عن خمس سنوات حتى يعود الاستقرار للبلاد.



فإذا كان هذا هو حال ما يحدث بسبب الانقلابات، فكيف يكون ابالنسبة للثورات العربية التي انفجرت من أجل استعادة كرامة المواطن وإنسانيته وضمان حريتة (مثلما حدث في مصر وتونس والمتوقع أن يحدث في ليبيا واليمن وسوريا). فقد انفجرت هذه الثورات دون أن يكون لديها قادة ومخططات مسبقة تسترشد بها في القضاء على الأنظمة التي تحكمها.



صحيح أن الشباب هم من أشعلوا فتيل هذه الثورات، لكن الصحيح أيضاً أن الشعوب- بكل أطيافها السياسية والمجتمعية وفئاتها العمرية- هي التي قامت بهذه الثورات، والصحيح أيضاً أن هؤلاء جميعهم يفتقدون للقادة والخبرة التي تعينهم على اختصار الوقت لتحقيق الهدف الذي سعوا من أجل تحقيقه، وهو إسقاط النظام وتحطيم رموزه.





زد على ذلك أن شعار "سلمية الثورات" الذي يقضي بعدم استخدام السلاح ضد الأنظمة الحاكمة، أعطى الفرصة لتلك الأنظمة كي تستخدم كل ما لديها من أسلحة لقمع التظاهرات وقتل المتظاهرين وتعذيبهم. ومع ذلك نجح هذا الشعار بالنسبة لمصر وتونس في تحقيق ذلك الهدف، برغم الخسائر التي مني بها، والتي لا يمكن قياسها بما يحدث الآن في ليبيا وبدرجة أقل في سوريا.



غير أن هذا الشعار ثبت أنه لا يصلح التعامل به في جميع الأنظمة في المنطقة. فثمة وجود عوامل جغرافية مختلفة وتركيبٍ اجتماعي متباين وحتى تفاوت في ثقافة الولاء بين الأنظمة العربية، لا بد أن تتدخل في تحديد الوسيلة التي يلجأ إليها النظام في التصدي لتلك الثورات ومحاولة قمعها.



وهذا ما حدث بالفعل بالنسبة للثورة الليبية، حيث اضطر الثوار فيها لحمل السلاح حين تيقنوا أن نظام القذافي لن يتورع عن استخدام كل ما في ترسانته الحربية في القضاء عليهم (والتي تكلفت نحو خمسين مليار دولاراً خلال سنوات حكمة التي ناهزت الأربعين عاماً).



ولعل واقعة تدخل الطيران الفرنسي لمنع كتائب القذافي من إعمال مذبحة مؤكدة في مدينة طرابلس معقل الثوار، لدليل على عجز هذا الشعار "سلمية .. سلمية" لمنع الأنظمة من استخدام العنف المغلط ضد المتظاهرين، واختصار الوقت لبلوغ الهدف المرسوم، وهو إسقاط تلك الأنظمة بأقل الخسائر.



وهكذا يبدو واضحاً أن طبيعة التركيب المجتمعي للبلد الذي يشهد ثورة على حكامه، هي التي تحدد ما إذا كان على الثوار أن يتصدوا للأنظمة الاستبدادية الحاكمة بالسلاح أم لا.



ومهما يكن من أمر، فإن النهاية الحتمية للأنظمة المستبدة هي الزوال لا محالة طال الزمان أم قصر. ذلك أن الأسباب والدوافع المادية والمعنوية التي تقف وراء اندلاع الثورات في كل البلدان العربية هي واحده. كما تنطوي (أيضاً) على معنى واحد، وهو أنه لم يعد لدى الإنسان العربي (أينما وجد) ما يخسره بعد أن نُكِّل به وعًذِّب واستُحلت دياره، ونهبت أمواله، وهُتكت أعراضه، حيث أصبح الموت بالنسبة له أرحم من طلب الحياة.



والسؤال التالي الذي يحتاج لمناقشة موضوعية وجادة هو: إلى أي مدى يمكن لهذه الثورات أن تتصدى لمحاولات الغرب- وبخاصة أمريكا وفرنسا وبريطانيا- احتواءها وتجييرها لصالحه؟. هذا ما سنحاول التعرض له في مقال قادم إن شاء الله.


بعد فضيحة الاستفتاء حظوظ سليمان وموسى تتراجع والمجلس العسكري في مرمى الاتهامات




بعد فضيحة الاستفتاء حظوظ سليمان وموسى تتراجع والمجلس العسكري في مرمى الاتهامات

تحليل ـ طارق الكرداوى



قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة حذف الاستفتاء الذي أطلقه على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فيما يتعلق بالمرشحين لرئاسة الجمهورية وذلك بعد اكتشاف شراء أصوات لصالح اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق.

وكانت تقارير إعلامية قد كشفت أسرار الارتفاع المفاجئ لنسب استطلاع المجلس العسكري حول المرشحين المحتملين للرئاسة، والتي ارتبطت بقفز التصويت لمصلحة نائب الرئيس السابق عمر سليمان من الترتيب السابع ليتصدر المرشحين المفترضين.

ميلشيات إليكترونية

ذكرت انباء صحفية ، أن هناك ميليشيات إلكترونية أسهمت في تغيير نتيجة التصويت، ورصدت لذلك البريد الإلكتروني للمصوتين، والذين وصفتهم بمزورين استخدموا بريداً إلكترونياً مزوراً، وإنشاء حسابات وهمية على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" للتصويت لمصلحة سليمان.

كما نشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني تصويراً فوتوغرافياً للمصوتين وهم يستخدمون أحد المقاهي المزورة تقودهم سيدة أعمال في الأربعينات من عمرها، قالت الصحيفة إنها مقربة من عمر سليمان، وتدير عملية التصويت من شقة بالمهندسين. وأضافت أن السيدة كانت تدفع جنيها واحداً مقابل كل صوت لمدير المخابرات السابق الذي تولى منصبه كنائب للرئيس السابق أثناء ثورة 25 يناير، وأنها كانت تسدد 100 جنيه لكل 100 حساب إلكتروني مزيف.

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أطلق في 19 يونيو/ حزيران الماضي استفتاءً تضمن عددًا من الشخصيات العامة التي أعلنت ترشحها أو الشخصيات التي تم ترشيحها من قبل الشعب المصري والإعلام على أن ينتهي الاستطلاع يوم 19 يوليو/ تموز بصفة مبدئية، غير أن الاستطلاع استمر بعد هذا التاريخ دون أن يعلن المجلس مده لأجل معين.
ضمت القائمة 15 اسمًا من بينهم محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأحمد شفيق رئيس الوزراء السابق، وأيمن نور مؤسس حزب الغد، والمستشار هشام البسطويسي، والإعلامية بثينة كامل، والمفكر الإسلامي محمد سليم العوا، وعمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية.

وخلال الآونة الأخيرة لوحظ أن التصويت الإلكتروني لمصلحة عمر سليمان قفز من المركز السابع إلى الأول في 45 يوماً فقط، وأن الفارق تقلص بينه وبين البرادعي من 60 ألفاً إلى 32 صوتاً فقط.



ويرى مراقبون أن قوى الثورة المضادة هي من حاولت تكوين مليشيات الكترونية، بهدف ترجيح كفة عمر سليمان، الذي يعتبر أكثر الوجوه المرشحة للرئاسة تقرباً للنظام السابق. ويضيف المراقبون بأن فضيحة استفتاء المجلس العسكري كشفت عن وجود تغير نوعي في خطة فلول النظام السابق للقضاء على مكتسبات الثورة، حيث اتسعت محاولات قوى الثورة المضادة من مجرد تعمد نشر الفوضى والترويع في البلاد إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتيه، للتأثير على الرأي العام في مصر، خاصة فئة الشباب الذين يشكلون أكثريه من يستخدمون الشبكة العنكبوتية.

حذف الاستفتاء

أقدم المجلس العسكري على حذف الاستفتاء الذي أطلقه على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي لينفي أي محاولة تربط بينه وبين نتائج الاستفتاء، خاصة بعد ما ترددت شائعات عن دعم القيادة العسكرية لوزير المخابرات السابق، وأثيرت في أكثر من مناسبة تساؤلات حول مدى تأثير عمر سليمان، على المجلس العسكري الذي يحكم البلاد حاليا.

الكاتب الصحفي الأميركي توماس مونتاين يرى أن حظوظ سليمان في انتخابات الرئاسة القادمة باتت ضعيفة، مشيراً إلى أن ماضيه ساهم كثيرا في ذلك. وأكد الصحفي الأميركي خلال مقالة له بصحيفة "جارديان" الارترية أن سليمان كان رجل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عندما تريد القيام بعمل قذر في الشرق الأوسط فضلا عن كونه حلقة الوصل مع إسرائيل، وأنه على اتصال مع الموساد بشكل يومي.

وأوضح "مونتاين" أن سليمان سيء السمعة بسبب فرض الحصار على قطاع غزة، وأشار إلى عمر سليمان كان بمثابة مساعد رئيس المافيا والمنفذ لتعليمات مبارك، ووصلت سمعته إلى اختراع طرق لكيفية التعذيب في عمليات الاستجواب الخاصة بالمخابرات.

ولفت الكاتب الأميركي إلى أن كل عضو من أعضاء المجلس العسكري الذي أطاح بمبارك، قد وصلوا إلى المجلس العسكري بختم منصب سليمان الجديد. في حين أنهم ربما يكرهوا "الوزير السري" إلا انه يمكن أن نتوقع أن قادة المجلس العسكري يعرفون أنه إذا كانوا يريدون تجنب إنهاء حياتهم المهنية واقفين في قفص الاتهام فى محكمة مصرية "فعليهم الوقوف معا وإلا سيعلقون معا كل على حدة".

تلميع عمرو موسي

المثير في الأمر أن حملة الخداع الإلكتروني التي استخدمتها قوى الثورة المضادة لتلميع المرشح عمر سليمان جاءت متزامنة مع حملة تلميع إعلامية لمرشح آخر محسوب على نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وهو الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمر موسى، واستخدم مؤيدو موسى هذه المرة الآلة الإعلامية لتلميع صورته أمام الرأي العام بعد انتقادات شديدة تتهمه بمحاباة نظام مبارك على مدار أكثر من عشرين عاماً عمل خلالها موسي مع النظام المخلوع.

[عمرو موسى]
عمرو موسى
أما الأكثر إثارة فهي مساهمة بعض صحف الدولة في تلميع صورة موسى، حيث جاءت صحيفة الجمهورية في صدارة أكثر الصحف اهتماما بأخبار وتنقلات الأمين العام السابق للجامعة العربية، ولم يقتصر الأمر على مجرد متابعة تحركات موسي الانتخابية، بل تعداه ليشمل حملة تلميع في الصحيفة ذاتها عن طريق تجييش عدد من الصحفيين والكتاب لصالح لموسي، حتى أن الصحيفة نشرت ـ ولا تزال تنشر ـ سلسلة مقالات تحت عنوان "دفاع عن الحقيقة. وليس عن عمرو موسي" ويكتبها الكاتب الصحفي السيد هاني في عموده الصحفي " ألف باء".

وبحسب وكالة رويترز يواجه الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية تحديا كبيرا أمام المتشككين ليثبت أنه ليس جزءا من النظام القديم الذي انتفض المصريون ضده، فبينما يصر مؤيدو موسى على أن مصر تدخل عهدا جديدا وأنه لابد من منح وزير الخارجية السابق الفرصة خاصة أنه يمتلك خبرة سياسية كبيرة، تتجمع أصوات أكثر تشككا بأنه كان من النظام القديم وأن البلد في احتياج لشخص جديد.

الأمين العام السابق للجامعة العربية يرد من جهته قائلا: "إن أفعالي بجامعة الدول العربية تظهر أنني أفكر بشكل مختلف عن الأنظمة العربية، هذا بينما يشير محللون إلى أن موسى يواجه تحديا آخر لكسب هؤلاء المؤيدين لحركات الشباب الليبرالي الثوري الذين يدعون إلى تطهير النظام كاملا والإسلاميين الذين يتوقع أن يدعموا مرشحا إسلاميا.
ويقول محللون إن موسى يسعى لاجتذاب دعم العائلات الكبيرة القادرة على التأثير في آراء الناخبين بمناطقهم، وهو نفس التكتيك الذي اتبعه الحزب الوطني قديما. وأضافوا أن حصوله على دعم مؤيدي الحزب السابقين يساعده على تحقيق أرقام كبيرة.

ووفقا لاستطلاع رأى أجراه معهد جالوب في يونيه الماضي، فإن 10% ممن شملهم الاستطلاع قالوا أنهم سيصوتون لأعضاء الحزب الوطني الديمقراطي المنحل فيما حصل الإخوان على 15% فقط من الأصوات.

طارق الكرداوى يكتب .. انا ومبارك وصدام




طارق الكرداوى يكتب ..

صدام ..مبارك .. مشاهد متنافرة

يغص عالمنا العربى بصنوف شتى من الفساد المقترن بالحكم , مبرهنا على أن السمكة لا تفسد الا من رأسها / رئيسها الذى إذا كان بالدف ضاربا فشيمة اهل "البيت" بلا شك الرقص والطرب.
وثمة مشهدان اثنان قد يبدوان للوهلة الاولى متقاربين تماما وسرعان ما يكتشف الرائى انهما متنافران , بل ويقف كل مشهد منهما فى اقصى جهة من المشهد الاخر.
وللحقيقة أن التقارب المخادع الذى يبدو للوهلة الاولى ليس إلا فى مشهد واحد هو ان الذى يحاكم هو أعلى رتبة فى البلاد إلا ان المشهد برمته يبدو بعد ذلك مختلفا , من حيث السبب والنتيجة .
ومن حيث الضحايا هل هم اعداء البلاد ام هم الوطنيون فيها ومن حيث الظرف الذى قاد الى تشكيل هذا المشهد او ذاك , هل كان ثورة شعبية وطنية أم احتلالا اجنبيا ؟ فضلا عن انه لا يستوى خلقا خائن ومقاوم , صادق وكاذب , وادلة ملفقة واخرى قاطعة يجرى تمزيقها.
المشهد الاول حدث عام 2007 ويخص الرئيس العراقى صدام حسين والمشهد الثانى فى 2011 ويخص الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك.
ففى المشهد الاول نرى رئيسا سقط أسيرا أثناء مقاومته عدوان 33 دولة غربية كبرى على بلاده , فى مؤامرة وقف فيها بطل المشهد الثانى موقف المتأمر والشامت بل والمشارك .

بينما فى المشهد الثانى نرى ثورة شعبية غير مسبوقة تاريخيا فى دولة مثل مصر يميل شعبها الى السكينة والسلام والتسامح ضد رئيس البلاد واركان نظام حكمه الذين ساموا شعبهم سوء العذاب طيلة 30 عاما حكمها مبارك .
دمر خلالها الحرث والنسل , وبيعت اراضى الوطن للأجانب ولعلية القوم واعتلى اللصوص قمة المشهد السياسى , وسيطر نظام الاقطاع .
واستمرأ الناس الفساد والعمالة والخيانة وكل قيم الانحطاط , بل والادهى ان ذلك صار صكا للراغب فى العيش عيشة رغدة.
حوكم بطل المشهد الاول بأدلة ملفقة وتهم تم دحضها من الغريب قبل القريب , وكانت جريمته فى كل المشهد انه دافع عن استقلال بلاده طيلة فترة حكمه.
ولم يدخل الى الحظيرة الامريكية / الاسرائيلية التى هرول اليها معظم الحكام العرب وعلى رأسهم عراب اسرائيل بطل المشهد الثانى.
وفى المشهد الثانى حوكم الرجل بتهم تخجل منها الوطنية وتعافها الفطرة الانسانية وتنفيها قيم الشهامة والرجولة , فهو لم يترك موبقة قانونية واحيانا اخلاقية الا وارتكبها .
عمالة ليس لاعداء بلاده فحسب بل لاعداء دينه واعداء بنى جنسه التاريخيين منذ ان خلق الله الخلق , وكذا السرقة و النهب والاحتيال والتعذيب والكذب والتحريض على قتل واصابة الاف المتظاهرين السلميين من خيرة شباب بلده المثقف وممن هم فى سن ابنائه واحفاده .
والعمل على نشر الفساد والخوف فى الارض التى اوصى الله لها بالأمن والأمان والرخاء والنصر , كل ذلك نظير ان يبقى فى الكرسى حتى يورث نجله الحكم.
فى المشهد الاول نرى قاضيا اصدر حكمه قبل ان يعتلى المنصة ومتهما وقف شامخا ابيا بل وانيقا رغم ان حراس المحكمة برمتها هم أعداء البلاد كلها والخصوم الشخصيون له.
وفى الثانى نرى قاضيا مشهودا له بالنزاهة ولكنه لا يحكم الا بناء على مستندات وبراهين حال المتهم وعصابته دون توافرها لاسباب متعددة منها ان المتهم مشهود له بارتكاب جرائمه بدقة كبيرة كما ان كل الادلة لا تخرج الا من بين يديه.
ونرى مبارك راقدا على سرير فى محاولة رخيصة لاستدرار عطف شعب تم ثقب ذاكرته وتغييبه سياسيا وفكريا ,رغم ان العديد ممن حضروا المحاكمة شاهدوا مبارك يهبط ماشيا من الطائرة ومنهم شيخ المقاومين حافظ سلامة.
ولا يفوتنى هنا أن اذكر ما تردد عن أن تقريرا لمنظمة اليونسكو حول وعى الشعوب العربية السياسى أكد أن 94.6% من المصريين يعانون أمية سياسية.!!
فى المشهد العراقى تمت محاكمة الرجل محاكمة صورية وسط مظاهرات غضب واستنكار تجوب العالم , ووقفت الامبريالية العالمية حامية لها ومصرة عليها .
وفى المشهد المصرى كانت المحاكمة فى حد ذاتها مطلبا شعبيا وعالميا , وجاءت فى اطار تخفيف ضغط الرأى العام , فيما استنكرتها كل قوى الرجعية والامبريالية العالمية وأزلام مبارك وفلوله.
الاختلاف أيضا وصل الى أشخاص الدفاع ففى المشهد العراقى كان القتل يطارد دفاع صدام حسين بل ويمتد ليطال أهلهم وذويهم أيضا , فيما ازدحمت القاعة بشهود الزور .
بينما فى المشهد الثانى تم الدفع بسخاء لدفاع مبارك – مع كثرتهم وطول خبرتهم ولاعلاقة لنا هنا بضمائرهم فمنهم من يدافع عن جواسيس اسرائيليين متمترسا خلف مفاهيم المهنية – ولكن اكتظت القاعة بأسر الضحايا المكلومين ودفاعهم المتطوعين الذين لا يملك كثير منهم دخلا منتظما.
ونرى ايضا جمال وعلاء مبارك يحاولان الظهور بمظهر أصحاب الحق والثقة بالبراءة بل والضحايا رغم أن الجميع يعلم أنهما ليسا إلا مهندسين فى مؤسسة الفساد التى ضربت بأطنابها كل مصر .
أما عدى وقصى صدام حسين فعلى النقيض فقد استشهدا اثناء مقاومتهما - مع الطفل مصطفى- للاحتلال الامريكى لبلادهما.
وحتى من ناحية المحاكمة الشعبية لكلا الطرفين , نجد أن الشعب العربى فى اغلبه يشهد لصدام حسين بالوطنية والشهامة والشجاعة وعدم ايثار النفس على الغير , فهو لم يتردد ابدا فى ان يودع كل لص أو منتهك للقانون السجن حتى لو كان ابنه قصى او حتى زوج ابنته .
بل انه صنع من العراق البلد النامى بلدا يقف فى مصاف الدول المتطورة , فهو الاكثر تقدما تقنيا وعلميا وتعليميا وطبيا ليس فى العالم العربى فحسب بل وفى العالم الثالث كله .
أما بطل المشهد الثانى فقد هوى بالبلاد الى الحضيض وباع مصانعها وغرب تعليمها , وخرب زراعتها وصحة شعبها , ورهن نفطها , وباع ارضها , واستأآثر لنفسه ولابنيه ولحزمة من ضعاف النفوس بكل مقدرات البلاد ولم يترك للشعب حتى الفتات .
فأ تخمت كروش وبنيت قصور , وفسدت ذمم وضمائر , وتبلدت مشاعر , بينما سكن الشعب القبور واكلوا الجيف ولحوم الحمير ,وافشت السرقة والرذيلة .
وساد منطق عصابات القرون الوسطى , وتفشت الشللية فى كل شىء , وقتل الشرفاء والمفكرون جوعا فى منازلهم , وقهرا بين عزوتهم , وذلا رغم عزتهم.
نعم كلا المشهدين متشابه فى الظاهر لكن اختلاف الجوهر بينهما شاسع , كالاختلاف بين اعدام المجاهد عمر المختار ومقتل الخائن أمين عثمان , واثق ان اعدام صدام الذى لم يدنه قط بل زاد من عبقرية هذا الرجل واعلى من قيمته العالية أصلا فى التاريخ .
اثق انه لو طبق على مبارك فلن يدعم ابدا موقفه , ولن يرفع من شأنه المتخم بالفساد .. واثق ان الناس سيقولون انتصرت العدالة ويتأكدون من ان الله – حقا -
يمهل ولا يهمل.