السبت، 30 أبريل 2011

مبارك ينهار ويبعث برسالة إلي الشيخ محمدحسان: حاكموني بشرع الله .. واتركوا عائلتي تغادر مصر.. سر الرجل المسن الذي لقن مبارك الشهادتين


كتب:طارق الكرداوى
سبحان المعز المذل، سبحان الحي القيوم الذي يغير ولا يتغير، سبحان الواحد الأحد الذي له الدوام، فكم من فراعنة سقطوا بعد أن عاثوا في الأرض فسادا، وكم من جبار انهزم وذهب كما تذهب الريح، وكتب الله عز وجل علي المتكبرين بنهاية الضعف والهوان، ويوما بعد يوم نري آيات من السماء في كل حاكم جائر أعمت الدنيا قلبه عن الآخرة، وها هو مبارك الحاكم بأمره خلال 30 عاما، يسقط، فقد انهار مبارك وسقطت إمبراطوريته، كان بالأمس يملك الدنيا ويحكم ويأمر في شئونها، كان أولاده يملكون البلاد من غربها إلي شرقها، لقد انهار مبارك وأصبح في كل يوم يتمني الموت، فقد أصبحت عائلته كلها تحمل العار بسببه وبسبب غرور السلطة التي جعلت زوجته سوزان تتحكم في مصر وفي موارد الدولة وفي شئون الوزراء والمحافظين، لقد امتلكوا أكبر دولة في الشرق الأوسط، ولم يتصوروا في يوم من الأيام أن الحياة الدنيا متاع الغرور وأن الله سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل، فماذا تفعل لهم القصور التي ملكوها والثروات التي نهبوها؟!.. لقد ساءت حالة مبارك وتدهورت بشكل كبير، وفي الأسبوع الماضي كانت كل دقيقة تمر أصعب من غيرها علي الرئيس المخلوع، فقد تعرض لنوبات إغماء متتالية وفقد القدرة علي التحكم في أطرافه، وشهدت زيارة الوفد الطبي الذي تم تكليفه بكتابة تقرير نهائي عن حالته الصحية الكثير من المفاجآت حيث فوجئ الجميع برجل مسن يرتل القرآن بصوت مرتفع وهو يطلب من أفراد الأمن أن يدخل علي الرئيس المخلوع لمدة دقائق يلقنه الشهادة، وتعجب الجميع من إصرار هذا الرجل الذي جلس مع أحد أفراد الفريق الطبي وطلب منه أن يسمح له بالدخول إلي غرفة مبارك، وبعد إلحاح وإصرار دخل الرجل الغرفة ليجد مبارك منهارا صحيا، فاقترب منه ووضع فمه في أذنه وراح يطلب منه بصوت مسموع أن يستغفر ويتوب إلي الله، وأن يكتب رسالة إلي الشيخ محمد حسان وإلي مشايخ وفقهاء المسلمين، وأن يطلب منهم محاكمته بشرع الله في ميدان التحرير وأن يحضر المحاكمة جميع أفراد الشعب المصري، وأن يقتص منه المصريون وفق ما يحكم به الشرع سواء بالإعدام أو الرجم، مقابل الإعفاء عن أولاده وأفراد عائلته بشرط عدم حمل أي متاع أو أموال أثناء خروجهم، وقال الرجل إن المسلم الحقيقي هو من يعترف بأخطائه وأن العائلة أصبحت منكوبة بسبب الغرور والسلطة التي أعمت القلوب، وخرج الرجل وهو يردد قوله تعالي ":"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَيَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ".
لقد كان مبارك علي القمة، لقد كان يحكم دون رقيب أو مسئول، وكانت أمور البلاد رهن إشارته وامتلك القصور والثروات والجاه والسلطان، لكنه وفي أيام معدودة فقد كل شيء وأصبح يتمني الموت كي لا تتواصل الفضائح والكوارث التي لحقت به وبعائلته، إن الله سبحانه وتعالي لا يفعل كل ذلك بعبد صالح، ولقد كتب علي نفسه الرحمة، وقال في محكم التنزيل: "ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون".
وقال: "ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون" صدق الله العظيم.
إنها نهاية الظلم والجبروت والتكبر، نهاية الكذب علي شعب بلغ أكثر من 88 مليونا، ففي كل يوم يكتشف الناس حجم الثروات والمليارات التي تمت سرقتها عبر 30 سنة، لقد تم توزيع مصر علي الأهل والمعارف والأقارب والوزراء المقربين، وأصبحت السرقة هي شعار الدولة، فكل وزير نهب قطعة من عرق الشعب ومن موارد البلد، ولم يحصد الشعب سوي الأمراض والجوع والفقر.. فحسبنا الله ونعم الوكيل، ولقد شهد الأسبوع الماضي أسوأ الدقائق واللحظات علي الرئيس المخلوع خاصة مع تجديد حبسه 15 يوما ومع وصول الدكتور أحمد السباعي، كبير الأطباء الشرعيين، إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي.. برفقة فريق طبي للكشف علي الرئيس السابق حسني مبارك تمهيدا لنقلة لسجن طرة.
وكانت مصادر طبية قد أكدت أن الحالة الصحية لمبارك غير مستقرة وأنه من المتوقع أن تصدر اللجنة تقريراً بهذا الشأن، في ضوء حالة مبارك الصحية، وإمكانية استكمال أي استعدادات من أجهزة وغيرها إلي المستشفي إذا ما كان غير مجهز، ليكون علي قدر من الصلاحية لتتوافر به الرعاية الصحية المطلوبة لتنفيذ أمر الحبس الاحتياطي بالمستشفي، وقبل ذلك بساعات كان مبارك يتلقي حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة برفع اسمه واسم وزوجته، من "علي الممتلكات العامة بجميع المحافظات"، حسم القضاء المصري، أمر وضع اسميهما علي آلاف الممتلكات العامة، من مدارس ومساجد، وحدائق، وشوارع وميادين، وذلك بناء علي الدعوي التي حركها المحامي سمير صبري ضد رئيس مجلس الوزراء.. ودلل صبري في دعواه "أن شرعية الدستور انتهت، وبدأت شرعية الثورة التي تنادي بمحاسبة الفاسدين والقضاء علي الرشوة والمحسوبية، بعد أن اتضح أن الفساد الذي يتم الكشف عنه كل يوم أصبح فوق الخيال، وتلك هي نهاية الفساد والغرور والتكبر، وقد قال الله تعالي: "سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق".. وقال سبحانه: "كذلك يطبع الله علي كل قلب متكبر جبار".. وقال تعالي: "إنه لا يحب المستكبرين".. وقال تعالي: "إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين".
وقال المصطفي صلي الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر".
وحتي هذه اللحظات مازال الموقف غير واضح حول الإبقاء علي مبارك في مستشفي منتجع شرم الشيخ أو نقله إلي القاهرة. وقال المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة: "إن النائب العام طلب من كبير الأطباء الشرعيين بحث إمكانية نقله إلي سجن مزرعة طرة أو إلي المستشفي الموجود داخل هذا السجن، إذا كانت حالته الصحية تسمح بذلك.. وكشف وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي أنه هو الذي "اعترض علي نقل مبارك إلي سجن طرة، لأنه غير مؤهل لاستقبال مثل حالة الرئيس المخلوع".. وهو ما يدرسه حاليا كبير الأطباء الشرعيين، فهل يأتي عزرائيل لينهي إمبراطورية مبارك في شرم الشيخ؟!.. أو أن يمتد العمر ليشهد ما هو أكثر عذابا وإهانة ويجد نفسه جالسا علي البرش بعد أن عاش حياة الملوك والقياصرة؟!.. سبحان الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، سبحان من يغير ولا يتغير

ليست هناك تعليقات: