السبت، 30 أبريل 2011

قصة الهانم والمستشار..حكاية فيلا وزير الصحة الأسبق التي اشتراها عدلي حسين بـ33 مليونا لسوزان مبارك! المستشار يقرر إنشاء مدرسة تحمل اسمها في دولة أذربي


كتب:طارق الكرداوى
كانت عقدة السيطرة تتحكم في سوزان مبارك، فلم تكن مجرد زوجة لرئيس الجمهورية السابق، ولكنها كانت تتحكم في كل شيء وتعتبر نفسها الحاكم والآمر والناهي، ووصلت سيطرتها إلي الوزراء ورجال الأعمال والمحافظين، وخلال العشرين عاما الأخيرة أصبح لسوزان مبارك جناح قوي في الدولة وصنعت لنفسها حصانة خاصة بعدد من الوزراء والمحافظين الذين قربتهم إليها، وكان وزير الثقافة فاروق حسني يحتل مكانة بين الوزراء وظل محافظا علي مكانته لدي الهانم حتي اللحظات الأخيرة وقبل أن تطيح الثورة بحكم مبارك، أما في المحافظين فلم يكن هناك أحد ينافس المستشار عدلي حسين الذي خصته الهانم برعايتها الخاصة واعتبرته أهم محافظ في تاريخ مصر، ولقد كان عدلي حسين يتميز بكثير من المواصفات التي جعلت سوزان مبارك تقرر حمايته والدفاع عنه، فهو رجل دمث الأخلاق ولم يتلوث يوما بشائعات تسيء إلي سمعته، كما كان يجيد فنون البروتوكول ويمتلك ثقافة إيطالية وإنجليزية واسعة، ولم يكن هناك ما يسيء إلي حماية الهانم لرجل تراه أكثر احتراما وعطاءً من آخرين، لكن تلك الحماية جاءت علي حساب المصريين وتحولت إلي إهدار للمال العام، فقد كان المستشار عدلي حسين يرد «جمايل» سوزان مبارك بطريقة مستفزة وتعد نهبا صريحا للمال العام، حيث قرر المستشار أن ينشئ المدارس والمجمعات الثقافية كي يضع عليها اسم سوزان مبارك، ووصل إهدار المال العام إلي قمته حين قرر عدلي حسين إنشاء مدرسة في أذربيجان تحمل اسم سوزان مبارك، وتم إنشاء المدرسة بالتعاون بين محافظة القليوبية ودولة أذربيجان، وهذا يعد قمة الإهدار للمال العام بل والتبجح في إنشاء مدارس بدولة يجهل المصريون مكانها علي الخريطة وكل ذلك كي يضع المستشار اسم الهانم علي المدرسة وأن يدرس أبناء أذربيجان في مدرسة تحمل اسم سيادتها!!
لقد تكلفت المدرسة ما يقارب الـ5 ملايين دولار، وكانت تكفي لإنشاء مائة مدرسة في القري المصرية أو تساهم في تطويرعشرات من المدارس المنهارة!!
إن طبيعة سوزان مبارك كانت تحكم تصرفاتها، فكانت إذا وثقت بشخص جعلته فوق الجميع مهما كان هذا الشخص، وعلاقتها بالمستشار عدلي حسين تجاوزت علاقة المحافظ بزوجة رئيس البلاد ووصلت إلي درجة المحاباة والتشجيع علي الفساد، فقد كان المستشار يحاول رد «جمايل» الهانم بتلك الطريقة في إهدار أموال المصريين، بل ووصل الأمر إلي حد تحويل فيلا كان يملكها الدكتور "حامد محمود" وزير الصحة الأسبق إلي مركز ثقافي يحمل اسم الهانم، فقد قام رجل الأعمال "محمد العابد" بشراء تلك الفيلا، ثم قام ببيعها للمحافظة بعد تحمله التكاليف الإجمالية لعملية الترميم والتجديد والتي تكلفت 3 ملايين جنية ليتحول المبني بعد ذلك إلي مبني "المركز الثقافي لسوزان مبارك" وبتكلفة إجمالية بلغت 33 مليون جنيه!!
إن تلك هي وجوه الفساد الكبير، وتلك هي حقيقة تحكم الهانم في وزراء ومحافظي مصر، فقد كان المستشار يحاول أن يرد الجميل لسيدته التي ساندته كثيرا في معركته مع كمال الشاذلي، وكان الشاذلي في قمة مجده وجبروته ولم يكن أحد يجرؤ علي الوقوف أمامه، حتي داخل مجلس الشعب كانت قيادات المعارضة تصفه بالبعبع، وكانت الحكومة تطلق الشاذلي علي خصو حسين محافظا للمنوفية رغم أنف الشاذلي!!.. بل وظل الشاذلي بالنسبة للهانم عدواً لا تحتمل وجوده، ولذلك طلبت من ابنها جمال أن يبحث عن طريقة يتم بها التخلص من كمال الشاذلي ومن نفوذه داخل الحزب، وتحققت لها الأمنية فقد قرر جمال إبعاد اثنين من الحزب هما كمال الشاذلي ويوسف والي ولم يكن أحد يصدق أن يبتعد أحدهما عن الحزب يوما.
وتعرض عدلي حسين أيضا لحملة هجوم ضارية من الكاتب سمير رجب، الذي ركز في هجومه علي تكراراختفاء المحافظ ساعات في أحد الشاليهات الخاصة، فاشتكي عدلي حسين إلي الهانم قائلا إنه يسعي إلي تشويه سمعته، وأنه - أي عدلي حسين - لا تهمه سمعته ولكن تهمه سمعة سيدة مصر الأولي لأن هذا الكلام يقال علي رجل يجلس في حضرة السيدة الأولي ولا يليق أن يتم التلميح إليه بهذا الشكل!!.. وكان عدلي حسين ذكيا إلي أبعد الحدود وهو يتحدث بتلك الطريقة التي جعلت الهانم تتدخل لتوقف الحملة ضده بل وتهدد سمير رجب بشكل غير مباشر بعدم الاقتراب من عدلي حسين.
ولقد كان المستشار عدلي حسين يمتلك الكثير من المقومات المحترمة والتي تؤهله لمنصبه كمحافظ تنقل من المنوفية إلي القليوبية، وتشهد له الكثير من المواقف علي النزاهة فقد قام بتحويل شركة المقاولون العرب للرقابة الإدارية بسبب بعض الأخطاء في تنفيذ أحد المشروعات بمحافظة القليوبية، ولكن هذا لا يمنع التحفظ الكامل علي رعاية الهانم له، فقد شجعه ذلك علي التصرف في أموال الدولة وفق معايير المجاملات وليس وفق مصالح البلاد، فماذا يعرف المصريون عن دولة أذربيجان التي قام بإنشاء مدرسة فيها بالتعاون مع المحافظة كي يضع عليها اسم سوزان مبارك؟!.. وكيف يجرؤ علي شراء فيلا من أموال المحافظة كي يؤسس مركزا يحمل اسم الهانم؟!
لقد تعاملت سوزان مبارك مع الوزراء والمحافظين باعتبارهم عبيدا في قصورها وقصور زوجها، وقربت إليها من تستريح له وأبعدت من لا تستريح له، وكانت هي الحاكم بأمره بصرف النظر عن المصلحة العامة أو عن مصلحة الشعب المصري.
وكان عدلي حسين عضوا أساسيا في مجموعة وزراء اختارتهم الهانم ليكونوا هم الأقرب إليها حيث تستشيرهم في أدق الأمور، ومن هؤلاء وزير الثقافة فاروق حسني الذي كانت تثق في علاقاته ببيوت الأزياء الإيطالية وكان يتولي في كثير من الأحيان مهمة اختيار فساتين السهرات للهانم ولسيدات العائلة!!.. ومنهم أيضا وزير الإعلام أنس الفقي الذي طلب تعيينه وزيراً للشباب في مطلع الألفية الحالية بعد أن تعرفت عليه من خلال عمله في مجال تسويق الموسوعات الأجنبية وتوطدت علاقتهما بعد أن تبرع بمبلغ 250 ألف جنيه لأحد الأعمال الخيرية التي تبنتها سوزان مبارك،وكان هذا التبرع فاتحة خير علي الفقي الذي تم تعيينه رئيساً للهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2002 ثم صار وزيراً للشباب عام 2004 ووزيراً للإعلام منذ عام 2005

ليست هناك تعليقات: