الخميس، 24 يناير 2013

مخاوف من العنف بذكرى ثورة يناير بمصر
عشرات المعتصمين ما زالوا بميدان التحرير مطالبين بإكمال أهداف الثورة (الفرنسية-أرشيف)
وسط مخاوف وتحذيرات من العنف, تشهد أرجاء متفرقة من مصر غدا الجمعة، فعاليات متعددة في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأجبرته على ترك الحكم بعد نحو ثلاثة عقود من إدارة شؤون البلاد.
في هذا السياق, دعت جبهة الانقاذ الوطني التي تتكون من 16 حزباً, المصريين للاحتشاد بمختلف الميادين في الذكرى الثانية للثورة تحت شعار "استمرار الثورة والتصدي لأخونة الدولة" معتبرة أنه بعد عامين من الثورة المجيدة "تراكمت أخطاء النظام الإخواني وقصوره وعجزه ما أدى إلى تدهور الاقتصاد ومضاعفة معاناة الملايين، وانفلات الأمن الداخلي والقومي، وتراجع الحريات العامة والخاصة، وهو ما يدفع البلاد إلى هوة الدولة الفاشلة".
وقال القيادي البارز بالجبهة جورج إسحق ليونايتد برس إنترناشونال إن غدا الجمعة يوم فارق في تاريخ مصر، وذكر أن "كل المواطنين يتحفزون لاستعادة ثورتهم والتأكيد على استمراريتها حتى تحقيق مطالبها المتضمنة في شعار (عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية) وإسقاط الدستور غير التوافقي الذي قسَم البلاد".
ورفض إسحق الحديث المتكرِّر بأن المشاركين في إحياء مناسبة الثورة سيعمدون إلى العنف، مؤكداً أن المواطنين الذين شهد العالم لهم بسلمية ثورتهم سيخرجون إلى الميادين للمطالبة باستكمالها وتحقيق مطالبها.
وطبقا ليونايتد برس, يرى مراقبون أن ما يمكن اعتباره سخطاً عاماً وغضباً شعبياً يأتي من جانب مواطنين لا يعنيهم في المقام الأول خطر أخونة الدولة بقدر ما يمثِّل سوء الأوضاع الاقتصادية وعدم تحسن أوضاعهم المعيشية مبعث همهم الأول.
موقف الإخوان
وفي هذا السياق بدت جماعة الإخوان المسلمين رافضة لفكرة إحياء ذكرى الثورة من خلال التظاهر، مفضلة أن تكون الذكرى مناسبة لبناء إنجازات تضاف إلى الوطن والمواطن من خلال حملة تشمل غالبية المحافظات تهدف إلى معاونة الدولة لإعادة تهيئة المدارس وتجديدها، وتوفير جزء من مستلزمات المستشفيات، إلى جانب تخفيف العبء عن كاهل المواطن بصور مختلفة.
جبهة الإنقاذ شددت على سلمية التظاهر(الجزيرة-أرشيف)
وتساءل الأمين المساعد للجنة القاهرة بحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان خالد حنفي عن جدوى التظاهر، مشيراً إلى أن الحزب يحتفل بذكرى الثورة بشكل بناء يفيد الوطن والمواطن. وأكد حنفي أن من ينبغي أن يسألوا عن سبب التظاهر بذكرى الثورة هم الداعون للتظاهر وليس أحد غيرهم.
من جهته قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان الدكتور جهاد عودة إن مظاهرات ذكرى الثورة لن تكون مجرد نزهة يعود بعدها المتظاهرون إلى منازلهم بل سيكون يوم التظاهر "يوم غضب شعبي".
في مقابل ذلك, وجه القيادي البارز بجماعة الإخوان د. محمد البلتاجي رسالة إلى الرئيس محمد مرسي طالبه فيها بضرورة إعلان خارطة طريق للمرحلة المقبلة.
وقال البلتاجي مخاطبا مرسي "نحن لا نطالبك بحلول سحرية فورية لكل المشكلات، التي هي محصلة فساد وخراب دام أكثر من ثلاثين سنة، ولكن بعد ستة أشهر من تسلمك الأمانة فالصورة الآن صارت واضحة جلية أمام عينيك ومن حقنا أن نعرف حقائق الأوضاع".
مخاوف
ويحذر مراقبون من أن الأوضاع القائمة تشي باحتمال انحراف المظاهرات عن سلميتها، معتبرين أن تلك الأوضاع باتت أسوأ مما كانت عليه حينما سقط قتلى ومصابون في مظاهرات شهدتها مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على طرح مشروع الدستور الجديد للاستفتاء.
من ناحية أخرى طالبت منظمة العفو القاهرة بضمان إجراء تحقيقات مستقلة وفاعلة في مقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير، مشيرة في الوقت نفسه إلى مقتل 12 متظاهرا منذ تولي مرسي السلطة في 30 يونيو/حزيران 2012.
وقالت المنظمة الدولية في بيان بمناسبة  الذكرى الثانية لاندلاع الثورة إنه لم يتم حتى الآن إدانة أي مسؤول بارز أو ضابط كبير بقتل وإصابة المتظاهرين, مشيرة إلى تواصل أحكام البراءة للمسؤولين الأمنيين السابقين.
كما أشارت المنظمة إلى أن محكمة النقض قبلت طعن مبارك ووزير داخليته (خلال الثورة) حبيب العادلي، مما فتح الباب أمام إعادة المحاكمة.

ليست هناك تعليقات: