الأحد، 8 مايو 2011

دمياط تحاصرها الهموم





دمياط تحاصرها الهموم
العشوائيات احتلت الشوارع و القمامة علي الطرقات ، فوضي الأسواق العشوائية تجتاح شوارع
دمياط كتب / عبده خليل



أوضاع عجيبة يشهدها أهالي منطقة عشش الإيواء برأس البر و التي تعتبر احدي المناطق العشوائية التي تعوق الكثير من الأسر المشردة دون أي منزل يأويهم فقد دفعهم الفقر و قلة الحيلة إلي العيش بتلك العشش علي أمل الحصول علي شقة من المحافظة في يوم من الأيام وهذا بالتأكيد أمل بعيد في ظل الوعود الكاذبة لهم من وقت لأخر و مماطلة المحافظة في إعطاء هؤلاء الأسر شققا سكنية بإسكان المحافظة رغم أحقيتهم أكثر من غيرهم في الحصول علي هذه الشقق فالعشش التي يسكنون فيها لا يمكن بأي حال من الأحوال لن نطلق عليها سكننا فهذه المنطقة سقطت كليا و بفعل فاعل من حسابات رئيس مدينة رأس البر السيد خشبة حيث امتدت إليها يد الإهمال بصورة غريبة و محيرة فجميع الخدمات و المرافق الحيوية بها معدومة من كهرباء و مياه و صرف صحي و مطافي و إسعاف و رصف الطرق و دورات المياه فهي منطقة غير أدمية بالمرة ولا تصلح مطلقا للعيش فيها فهي لا تتوافر فيها شروط البيئة الصحية التي يمكن أن ينشأ بها أي إنسان فيكفي الحشرات المتوافرة بكثرة و الفئران التي تلتهم الأسر و الأطفال الصغار هناك كل يوم و يمرحون بداخل العشش كأنهم أشخاص في منظر أكثر من بشع و مفزع للجميع و الروائح الكريهة الموجودة في تلك المنطقة في ظل عدم وجود صرف صحي أو أي دور لمجلس مدينة رأس البر.البداية يقول إبراهيم الخميسي عضو لجنة حقوق الإنسان بدمياط عن أهالي العشش : هناك أسر كثيرة يعيشون بها علي درجة عالية من التعليم و الثقافة و لم يدفعهم للعيش هناك سوي الفقر و هناك أطفال و شباب في مختلف المراحل العمرية و منهم في مراحل التعليم المختلفة و غيرهم ممن لم تسنح لهم الفرصة للتعليم لضيق ذات اليد و هم كثيرون جدا داخل هذه المنطقة العشوائية فكيف تكون هذه هي البيئة المناسبة التي ينشأ فيها هؤلاء الأطفال و الشباب و نطلب منهم بعد ذلك أن يكونوا أشخاصا صالحين في المجتمع فبالتأكيد للبيئة التي عاشوا فيها تأثير سلبي كبير في نفوسهم و علي سلوكهم في المستقبل وسبب من أهم الأسباب التي تدفع الشباب للانحراف و سلك طريق الجريمة و المخدرات و ينذر ذلك بشريحة خطيرة جدا علي المجتمع من المجرمين و البلطجية وتاجري و متعاطي المخدرات مما يزعزع من استقرار المدينة و ينشر الذعر بين أهالي رأس البر و محافظة دمياط ككل و يهدد باستقرار الحياة فيما بعد و يعد مؤشرا خطيرا يهدد أخلاق و قيم و عادات المجتمع بأكمله في ظل غياب الوعي و الدور الإيجابي للمسئولين بمجلس مدينة رأس البر في التعامل مع تلك المنطقة العشوائية مع عدم القدرة علي الحد من انتشار الجرائم و البلطجة . يقول محمد أحمد سمير : هناك أكثر من 100 أسرة تعيش في عشش من الخوص لأنهم لا يستطيعون تدبير مقدم شقة من شقق المحافظة و نحن سكان عشش الكيب بمنطقة 107 ومنطقة 63 خلف الصالة المغطاة وشارع 101 خلف سنترال رأس البر نعيش مأساة بكل المقاييس حيث تشاركنا الحيوانات و الطيور و الفئران فمثلا جانب من الأسرة ينام علي السرير و الباقي علي الحصير علي الأرض ويتسبب ذلك في إصابة لأطفال بالأمراض الجلدية و الصدرية و أيضا يوجد بعض حالات مصابة بأنفلونزا الخنازير أما المأساة الكبرى فهي استخدام صفائح لقضاء الحاجة داخل الحجرات التي يتم الاستحمام فيها و من الأشياء التي تدمي القلوب أن هؤلاء البسطاء معبأ ون داخل هذه العشش المعرضة لاندلاع الحريق بها في أي لحظة كما حدث في الأسبوع قبل الماضي و قد دمر الحريق كل شيء يملكونه في عشة أمل محمد جاد ،ويضيف محمد عبد الفتاح 75 عاما رغم الشكاوي العديدة التي تقدمنا بها للعديد من الجهات و المسئولين و أخرها إلي لجنة حقوق الإنسان التي جاء وفد منها إلي تلك المنطقة و تحدثوا مع الأهالي و طالبوا منهم تقديم الشكاوي و الأوراق التي تثبت أوضاعهم الرديئة و بالفعل فعلوا كل ما طلب منهم لأنهم بصدد أي أمل يتعلقون به وفي انتظار أي شيء حقيقي ينفذ ليزيل عنهم المأساة التي يعيشونها وحتي الآن لا جديد و الأمور تسيء يوما بعد يوم و يقوم الوفد بجولة داخل هذه العشش رصدا خلالها واقع و معاناة السكان وسكان عشش الكيب . فتؤكد أمل محمد جاد ربة منزل 43 عاما ليس لي أي سكن و أقيم في عشش الجربي منذ سنوات طويلة و قد تعرضنا أكثر من مرة لخطر الحريق و تشريد أسرنا و فقدنا ما نملك و المسئولين ودن من طين وأخري من عجين فنحن في مأساة بكل المقاييس فجميع الخدمات لدينا معدومة فلا يوجد كهرباء و لا صرف صحي ولا مياه فنضطر للحصول علي المياه بقطع مسافات كبيرة جدا لملء الزجاجات و الأطباق لتعيننا علي الشرب و غسل الملابس و أطباق الطعام في مياه جربي رأس البر و أشارت إلي صعوبة الحياة بذلك المكان الغير صحي حيث تنتشر الحشرات و الروائح الكريهة و التي بدورها تنقل إلينا الأمراض و الميكروبات من وقت لأخر .ويبدي محمود عبد الباري بائع متجول 65 عاما أسفا إلي عدم اهتمام أحد من المسئولين بأوضاعهم الرديئة في ذلك المكان الغير ادمي فالجميع يجلسون في مكاتب مكيفة و بالتالي لن يشعروا بمعاناة المواطن الفقير الذي يعاني و تسوء أحواله يوما بعد يوم دون أي أمل ينشله من هذه الحياة الصعبة و نؤكد علي عد وجود دور من أي جهة من الجهات المسئولة عن هذه المنطقة العشوائية فسكانها سقطوا من حسابات مجلس مدينة رأس البر و لم تقم أي جهة مسئولة في المحافظة بأي دور يذكر إزاء أوضاعنا الصعبة و أشار إلي الوعود الزائفة بالنظر في أحوالنا و إيجاد الحل المناسب لنا ولكن كل ذلك وعود في الهواء دون أي عمل وتحرك حقيقي من المسئولين بالمحافظة .وأشارت إحدي السيدات و التي طالبتنا بعدم نشر اسمها إلي أن الأسرة تمارس كل شيء داخل العشة و ينتابنا الخوف الشديد كل ليلة بسبب الخوف من اللصوص و البلطجية الذين يطاردوننا كل مساء مع العلم أن العشة لاتسع إلا فردين كما نقوم بالاستحمام بداخلها و نعاني من الخوف في برد الشتاء لشعورنا بعدم الأمان كما أننا ننام بجوار الحيوانات ونستنشق لهواء الملوث بروثها وفي غاية الذل و نقول للمسئولين في دمياط يا سادة أنتم تقتلون في هؤلاء الانتماء و أنتم تصنعون من هؤلاء قنابل موقوتة تكاد تنفجر في أي لحظة و من هنا من جريدة النبأ تبعث برسالة نيابة عن هؤلاء إلي السيد محافظ دمياط الدكتور محمد فتحي البرادعي و إلي كل ما يعنيه الأمر سرعة التدخل لحل هذه المشكلة . ويضيف باسم أبو سمره عضو مجلس محلي بالمحافظة أن أسواق ومصيف رأس البر يوجد به الإشغالات صيفا وشتاءا حيث يفترشون بائعي الخضر والفاكهة شوارع الأسواق دون رقيب اوحسيب ففي شارع السوق العمومي بجوار مسجد الرحمة وأمام أفران الخبز يفترشن بائعي الفاكهة الطرق ويشغلون مساحات كبيره بدون تراخيص ومن العجيب والغريب أن هذه الاشتغالات يصلها المياه والكهرباء ويشاع أن أصحابها لهم نفوذ في مدينه رأس البر ولا يستطيع احد الاقتراب منهم سواء من الوحدة المحلية أو الشرطة وقد اصدر رئيس الوحدة المحلية برأس البر القرار رقم 6339 لسنه 2009 م لازاله إحدى الاشتغالات بالسوق العمومي يوم 22/12/2009 م وما زال حتى الآن لم يتم تنفيذ الازاله نظرا لما يتمتع به بائع الفاكهة الصادر ضده الإشغال من نفوذ في مدينه رأس البر ولا نعرف من يحمى هذه الامثله في كافه أسواق رأس البر ومن ناحية أخري الأسواق العشوائية علي الأرصفة و في شوارع دمياط تحولت إلي مجرد ملاحظة إلي ظاهرة عشوائية حتى أصبحت منطقة مثل العتبة و الموسكي يقول ياسر الجمال محامي بدمياط قرار المحافظ بإخراج سوق السمك خارج المدينة لمنطقة شطا قرار صائب لتخفيف الضغط المروري و الحفاظ علي نظافة المدينة و لكن في نفس الوقت رغم الجهود الهائلة للمحافظة تنشأ أسواق عشوائية في مناطق أخري داخل المحافظة مثل شارع سوق الخضار بداية من فندق سليمان حيث تجد هذا الشارع تحول إلي سوق تجاري لبيع الملابس الجاهزة و رغم ضيق الشارع إلا أن الباعة يفترشون الشارع و معظمهم مغتربين و بالرغم من إنشاء سوق 6 أكتوبر لهذه المجموعات إلا أنهم يصرون علي عدم ترك هذه المواقع باشغالها عملا بمبدأ زيادة الخير خيرين و نفس الحال خلف مسجد البدري و شارع الزيات الموازي لشارع الشرباصي قسم أول دمياط و أيضا وجود شارع عشوائي بمنطقة مصنع الثلج و منطقة عزبة التل مرورا بمنطقة المعارض بقرية العنانية مركز دمياط يقول ماهر البسيوني أصبح الطريق الرئيسي للقرية و الذي أصبح يسمي بطريق الموت نظرا لكثرة الحوادث الواقعة عليه بسبب ضيق المكان و انتشار القمامة و المخلفات وسط الكتلة السكنية مما أدي إلي انتشار الفئران بصورة كبيرة جدا و عندما تحدثت مع سكرتير الوحدة المحلية بقرية العنانية قام بطردي من مكتبه و سخر مني و أشار إلي ورش الدهانات التي تفرض سيطرتها علي الشوارع أثناء رش المواد الكيماوية مثل مادة البوليستر و مادة البروتان المستخدمتان في دهان الموبيليا بعد أن امتلأت مستشفي الصدر بدمياط بالحالات المصابة جراء رش هذه المواد . ومن ناحية أخري منطقة خرابات دمياط أصبحت منطقة عشوائية تنذر بالخطر علي الأهالي القاطنين بجوارها مثل خرابة السقا التي تقع في نهاية شارع علي السقا حيث تحولت إلي وكر لإيواء الشباب الضال علاوة علي القوارض و الحشرات التي تطارد سكان المنطقة حيث تصل مساحتها حوالي 500 متر و أيضا خرابة العلايلي و الزيات و يوجد أكثر من 10 خرابات لدرجة أن السكان يطلقون عليها منطقة الخرابات و خرابة أبو هندية أو دوار أبو هندية خلف البنك الأهلي حيث تحولت هذه الخرابات إلي أسواقا للخضار يفترشه النساء و يلقون مخلفات بضائعهم في تلك الخرابات التي تنذر بكارثة بيئية حيث تحولت إلي تلال من القمامة يصعب معالجتها بعد أن هجرها ملاكها و أصبحت مناطق عشوائية بدمياط .أما جزيرة العربي لا ماء و لا كهرباء و لا خدمات و لا حياة لمن تنادي .يقول سلامة عبد الغفار أن جزيرة العربي أو عزبة العربي هي احدي القري التابعة لمحافظة دمياط حيث لا يوجد بداخلها لاماء للشرب و لا كهرباء و لا صرف صحي و لا ادني رعاية صحية و لا حتى وسيلة مواصلات معروفة و محددة كل ما يربطنا بدمياط هو لنش صغير و قديم تشعر و أنت داخله إنك لا تعود حيث يأخذك إلي المجهول هذا إذا وصلت إلي المجهول أصلا و لا أعتقد أي من أفراد أو حكومة الدكتور نظيف قد سمع أو سيسمع عن تلك الجزيرة التي لا تبتعد عن مدينة دمياط أكثر من 20 كيلومتر و المحافظة تعطينا 500 رغيف ل 3000 فرد فهل هذا ممكن ؟ ( وياريت يدوموا )حيث لا يمر علينا أعضاء المجلس المحلي أكثر من خمسة أيام كنا نأكل خلالها البطاطس و الأرز بدلا من الخبز و تقدمنا خلال تلك الفترة بشكوى لسكرتير عام المحافظة نطالب فيها بزيادة حصة الجزيرة من الخبز أو توفير الدقيق أو إنشاء مخبزا بالجزيرة كما نطالب بغرفة لتغسيل الموتى في غيط النصاري حيث أن المتوفين منا يدفنون في مقابر دمياط و كذلك دورة مياه عمومية .وتضيف شادية محمد أحمد و شهيرة المعلم أملهم في الحياة أن يروا أولادهم و أحفادهم أفضل حالا منهم عن طريق تحقيق أمنية إنشاء مدرسة ابتدائية علي أرض الجزيرة و كما يتمنوا حل مشكلة المياه بأي طريقة ممكنة بدلا من شراء المياه العذبة من قرية غيط النصاري المجاورة للجزيرة و التي تبعد عنها بحوالي 15 كم بسعر جنيهان لجركن المياه و طالبوا زيارة سيادة المحافظ لهم ليري علي الطبيعة ما أله حال المواطنين من أبناء دمياط في عزلتهم علي أرض جزيرة العزبي حيث لا ماء و لا كهرباء و لا وحدة صحة و لا مدارس و لا أي مظهر من مظاهر الحياة و كأن الجزيرة في أدغال إفريقيا حيث الأمية و المرض و العزلة عن العالم . و كذلك الحال بقرية البدراوي مركز كفر سعد ومن جهة أخري صدر مؤخرا تقرير عن صندوق تطوير المناطق العشوائية التابع لوزارة الإسكان و الذي تم فيه تحديد المناطق العشوائية بمحافظة دمياط من أجل وضع خطة مناسبة للقضاء علي هذه العشوائيات قبل أن تتحول لقنابل موقوتة في قلب المحافظة و العمل علي توفير الاشتراطات البنائية السليمة من حيث الترخيص مع إعادة تقسيم هذه المناطق لتأخذ حقها ونصيبها من الخدمات المجتمعية و مراعاة توفير المدارس و المستشفيات و الخدمة الصحية و الأسرية و الحماية المدنية و أقسام الشرطة و ذلك طبقا لتنفيذ برنامج الرئيس مبارك الانتخابي لعلاج الفقر و مواجهة العشوائية ووضع رؤية مناسبة لتنفيذ خريطة التنمية الاجتماعية بأسلوب يحقق النفع العام بمساعدة الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط تنسيقا مع رؤساء الوحدات المحلية للمدن و المراكز المختلفة و علمت الوفد أن مدينة دمياط و رأس البر ومركز فارسكور بها مناطق عشوائية تخضع لبرنامج مخصص من أجل تطويرها فمنطقة بها 190 وحدة سكنية عشوائية علي مساحة 2.4فدان تخضع للأملاك الخاصة و تمثل درجة خطورة متوسطة لكن قرية الصيادين بها 682 وحدة عشوائية علي مساحة 16.2 فدان تمثل أملاك دولة و درجة الخطورة بها عالية تحتاج لبرنامج التطوير سريعا قبل انفجار المشكلة و أرض الإصلاح بمركز فارسكور تبلغ عدد الوحدات السكنية بها 620 وحدة علي مساحة 4 أفدنة و تمثل أملاك دولة ودرجة الخطورة بها متوسطة أما مركز الزرقا لا يوجد به مناطق عشوائية و ذلك حسب التقرير .

ليست هناك تعليقات: