الأحد، 4 مارس 2012

العادلي يدين نظام مبارك


العادلي يدين نظام مبارك



بقلم ـ طارق الكرداوى

بتحديد الثاني من يونيو المقبل كموعد للنطق بالحكم فى محاكمة القرن والمتهم فيها الرئيس السابق حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى و6 من كبار مساعديه بتهم قتل الثوار خلال فترة اندلاع ثورة 25 يناير وما أعقبها يكون قد اقترب موعد إسدال الستار على ملف تلك القضية التى كانت ومازالت الشغل الشاغل للرأى العام على مدار العام المنصرم .

واستمعت المحكمة إلى أقوال العادلي التى استهلها بآيات من القرآن الكريم ، وأراد العادلى فى أقواله التي استمرت قرابة الساعتين أن يظهر فى عباءة البرئ الغير مسئول عما حدث وإلصاق رد الفعل الامنى على ما حدث بأنه مخطط خارجى كان يستلزم مواجهته بحزم ! .

وكلنا يدرك ان التعامل الأمني الوحشي مع بعض القضايا مثل ملف المعتقلين السياسيين وآخرها الضحية سيد بلال الذي استشهد على يد ضباط امن الدولة فى الإسكندرية ، ومصرع الشاب السكندرى خالد سعيد على يد عناصر أمنية كان احد المسببات الرئيسية لتفجر الثورة.

ووصل الأمن فى عهد العادلى ومبارك إلى حد "الفرعنة " واستشري الفساد التام فى أروقة وزارة الداخلية بداخلها وخارجها فى التعامل مع المواطنين يوميا وأصبحت إمبراطورية العادلى تدور فى فلك واحد الا وهو حماية رئيس الدولة فقط وحاشيته المقربة .

وتنفس المصريون الصعداء بانبلاج فجر 25 يناير ضد القسوة والظلم وسيطرة الأمن الغاشمة على مقدرات الوطن والمواطن من خلال قطاع امن الدولة الذي كان يتدخل في كل أمور المواطن وشئون حياته .

وشهد العادلى على نفسه وقسوته في المبالغة المفرطة في القتل حينما اعترف بأن معظم المتظاهرين كانت مشاركتهم في هذه المظاهرات للتعبير السلمي عن مطالب وليس بهدف قلب نظام الحكم أو القيام بثورة ، وهذا يدعونا للتساؤل لماذا كان استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين ولماذا كان الدهس بسيارات الشرطة ؟.

لقد حاول العادلى إعادة سرد أمجاده الشخصية خلال فترة توليه مسئولية وزارة الداخلية وقدرته على تأمين مصر من المخططات الخارجية التي كانت تحيط بها ، إضافة إلى اللعب على مشاعر ضباط وجنود الشرطة من اجل اجتذاب المزيد من التعاطف تجاهه ، ولكن ألم يدر انه كان يؤمن حاكمه فقط وغاب عنه أن من أولوية تعزيز امن الحاكم هو بسط الأمن والعدالة على المحكومين.

وشبكة الإعلام العربية " محيط" على قد كبير من الثقة فى القضاء المصري العادل الشريف فى حكمه الذى يصدره بناء على المعطيات والأدلة التى لديه ، وعلى ثقة بأن لحظة القصاص قد حانت ممن ساهم فى إذلال شعب مصر بالقسوة والجبروت الامنى المبالغ فيه .

ولا تنكر الشبكة أيضا دور الكثير من رجال الشرطة ممن ضحوا بأرواحهم من اجل الوطن وكانوا رافضين للفساد والظلم والقسوة وهؤلاء يستحقون الإشادة بهم دائما.

وإذا كان العادلى فى بداية أقواله قد استشهد بالآية الكريمة " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" ، فكان الاولى به ان يستذكر عظمة خالقه فى رفع منازل البشر وخفضها وفق مشيئته وإرادته عز وجل والمتمثلة فى قوله تعالى {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26 .

ونقول ان العادلى قد أدان باقواله نظام مبارك بالكامل واثبت بما يدع مجالا للشك مسئولية هذا النظام التامة عن عمليات القتل والتنكيل التى تمت خلال الثورة وما قبلها .

ليست هناك تعليقات: