السبت، 14 مايو 2011

بالصور.. ليلة وحدة وطنية في حب مصر.. "صوّر" يا زمان "نوّر" يا مكان















طارق الكرداوى : ميدان التحرير





شهد ميدان التحرير مسيرة مليونية أطلقتها القوى الوطنية تحت شعار "جمعة الوحدة الوطنية وأمن المواطن "؛ وتحول الميدان إلى ما هو أشبه بالصالون الفنى الذى لا حدود له؛حيث تسع جدرانه آلاف المصريين يتجمعون فينشدون ويتفننون ويناهضون كافة أعمال الفتن والتخريب،وهو ما دفعهم للاحتشاد منذ الفجر للمطالبة بالوحدة الوطنية ونصرة فلسطين فى ذكرى نكبتها الثانية والستين.



وجوه من الميدان



لم يمنعها سنها وضعف قوتها بل وقلة حيلتها من المشاركة فى مسيرة الوحدة الوطنية ونصرة فلسطين،إنها الحاجة سعدية محمد محمود،التى سرعان ما تستحوذ على انتباه كل من يلمحها بين صفوف المتظاهرين ليس لكونها الأكبر سنا ولكن لكونها الأكثر تفاعلا.



كتبت الحاجة سعدية بخطها المتواضع لافتة استعارت فيها كلمة الشيخ الشعراوى الراحل عن "الثائر الحق" مزيلة ً برمزى الهلال والصليب،وعندما سألناها عن موقفها تجاه أحداث إمبابة ،سرعان ما بادرتنا بإجابتها الشديدة العفوية "المسيحيون هم مصر .. عشنا معهم سنوات وشاركناهم الحياة والعمل لم نعهد منهم إساءة ؛فهم جيراننا وزملاءنا وأصدقاء أبناءنا".



الحاجة سعدية بمجرد سماعها خبر أحداث إمبابة،سرعان ما توجهت من منزلها بالجيزة إلى موقع الحدث فى إمبابة للوقوف إلى جوار إخوانها المسيحيين وهو ما روته لنا بنبرة حزينة على ما سقط من شهداء.



ودعت الحاجة سعدية جميع المصريين إلى عدم الإنسياق وراء الفتن الطائفية،والمحافظة على مكاسب الثورة،ودماء الشهداء التى بذلوها من أجل رفعة الوطن قائلة "لا تنسوا الشهيد إسلام الذى ضحى بشبابه ودمه من أجل مصر".



أما محمد المصرى عامل معمارى جاء ليشارك فى مسيرة الوحدة الوطنية وحمل بين يديه لا فتة كتب فيها "كلنا مصريين دم واحد"،قائلا :"مافقيش حاجة اسمها مسيحى ومسلم فى حاجة اسمها مصرى"،منددا بمرتكبى أحداث إمبابة،ومؤكدا بأن من يقدم على ارتكاب مثل هذه المجازر يفتقر الضمير ولا ينتمى لأى دين من الأديان.



ويرى محمد المصرى أن فلول النظام السابق من أصحاب المصالح وراء تدبير أحداث الفتن الطائفية،مشددا على ضرورة معاقبة المفسدين والجناة ومحاكمتهم محاكمة علنية يعلمها الشعب.



ووجه محمد المصرى رسالة إلى صديقه القبطى سمير زكى أكد له فيها على وحدتهم قائلا "هتفضل إدينا فى إيد بعض ليوم الدين".



الإخوان مع الوحدة وضد الفتنة



من جانب آخر،بدت مشاركة جماعة الإخوان المسلمين واضحة فى مسيرة الوحدة الوطنية؛حيث قام محمد حبيب مدير مبيعات بحمل لافتتين الأولى كتب فيها "شباب مصر إيد واحدة ضد الفتنة"،والثانية كتب فيها "أنا مصرى مع الإنتفاضة الفلسطينية"،منددا بمحاولات دس الفرقة وتمزيق الصفوف بين المسلمين والمسيحيين،ودعا إلى حقن الدماء بين الجانبين والوحدة فى مواجهة الثورة المضادة ومن أجل نصرة فلسطين،ولم تغب الفتايات المنتقبات عن المشاركة فى المسيرة تأكيدا على سماحة الإسلام والدعوة إلى إلى نبذ العنف.



كما طالب أحد المتظاهرين بتشديد عقوبة التطرف لتصل إلى الإعدام لكل من يتعدى على كنيسة أو مسجد أو معبد.



إعدام وحرق



صمم المتظاهرون "دومية" تحمل علم اسرائيل،تم شنقها وتعليقها وسط الميدان،كما عمدوا إلى حرق العلم الإسرائيلى عدة مرات وسحقه بالأقدام،تعبيرا عن سخطهم تجاه ما يحدث ضد أبناء الشعب الفلسطينى.



ونظم المتظاهرون مسيرات حملوا فيها علما ضخما لفلسطين،وجنائز رمزية بدى فيها شاب محمولا على الأعناق وملفوفا فى العلم ذاته تضمانا مع شهداء غزة الذى يتساقطون الواحد تلو الآخر.



كما حمل البعض لافتات تذكيرية بالأسرى الفلسطينيين المعتقلين فى السجون الإسرائيلية منذ عقود،فى حين حمل البعض صورا للرئيس جمال عبد الناصر رمزا للوحدة العربية.



وعلى صعيد آخر،حاولت بعض القوى السياسية استقطاب المشاركين للانضمام إليها من بينها حركة "ثوار" التى عمدت إلى توزيع منشور تحت شعار "ثوار مصر .. حتى النصر" عبروا فيه عن انتماءاتهم وتوجهاتهم، موجهين دعوة صريحة للانضمام إليهم.

ليست هناك تعليقات: