الجمعة، 15 يوليو 2011

فترة حكمه انقسمت إلى ثلاث مراحل "ملفات الثورة": مبارك يغادر الحكم.. ومحاولات لإخراجه من التاريخ والذاكرة


فترة حكمه انقسمت إلى ثلاث مراحل "ملفات الثورة": مبارك يغادر الحكم.. ومحاولات لإخراجه من التاريخ والذاكرة

طارق الكرداوى : من ميدان التحرير


يتناول الجزء الخامس والأخير من "ملفات الثورة"، والذي تعرضه العربية الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش، (23:00 بالتوقيت المحلي للقاهرة) مساء اليوم الجمعة، انسحاب مبارك من الحكم، ومحاولات سحبه من التاريخ، وكيف تعامل هو نفسياً مع هذا الوضع.

تبدأ الحلقة بمشاهد عقب تنحي مبارك لمتظاهرين يزيلون صوراً له من ميادين رئيسة في العاصمة المصرية ومدن أخرى، ومطالب شعبية بمحو صوره واسمه من جميع الشوارع والمؤسسات والمصالح الحكومية.
جدل حول الإزالة

مطالب محو اسم مبارك، أو إخراجه تماماً من ذاكرة مصر، خرجت من الميادين إلى قاعات المحاكم، حيث صدر قرار قضائي بإلغاء اسم مبارك، إلا أن متعاطفين مع الرئيس السابق استأنفوا ضد الحكم، وصدر قرار بتأجيل عمليات الإزالة.

ويقول أحد كوادر الثوار إن الرغبة والتحرك لإزالة اسم مبارك أمر مشروع وطبيعي، بينما تقول متعاطفة مع مبارك إن التاريخ لا يُنسى ولا يصح محو اسم مبارك الذي ارتبط بأحداث كثيرة في تاريخ مصر.

ويترك البرنامج واقع اللحظة قليلاً عائداً لتاريخ مصر، بإشارة إلى أن إزالة أسماء الحكام وتماثيل الحكام في مصر ليست حديثة، وكانت تحدث في مصر الفرعونية، كما حدث الشيء ذاته عقب ثورة يوليو/تموز عام 1952، حيث تم طمس اسم أسرة محمد علي، ومحو اسم محمد نجيب، أول رئيس لمصر بعد قيام الثورة.

وتعقيباً على محاولات إزالة اسم مبارك، تقول الدكتورة لميس جابر، إن التاريخ لا يمحى، ولا أحد مثلاً يستطيع أن يُنكر دور مبارك في الضربة الجوية في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وضربت أمثلة على بعض الحالات التي تم فيها إزالة صور وكلمات مبارك من برامج تسجيلية سابقة في مناسبات مثل عيد تحرير سيناء.

أما الدكتور ثروت عكاشة، أستاذ الطب النفسي، فيدافع عن مساعي إزالة اسم مبارك وصوره تماماً، وقال إن مبارك وعلى امتداد 30 عاماً رفض تعيين نائب له، وأراد توريث البلد لابنه، وضرب مثلاً بأنه لا توجد تماثيل لهتلر في ألمانيا، كما تم تغيير أسماء مدن في روسيا بعد جوزيف ستالين، وقال إن ما يحدث في مصر يحدث في كل دول العالم، وليس مستغرباً.
مراحل حكم مبارك

وبعد الإطاحة به من الحكم، ثار الجدل حول سنوات حكم مبارك الطويلة، فيرى البعض أنها مرت بثلاث مراحل، أخطرها سنواته الأخيرة التي شهدت تنامي عوامل سقوط وزوال حكمه.

ويقول الدكتور عكاشة إن هناك ظاهرة اسمها متلازمة الغطرسة، فمن يكون في مركز القوة يخلط بين نفسه والوطن أو المؤسسة أو الوزارة التي يرأسها، فيتوحد مع الوظيفة ويعتبر أنه أكبر من المساءلة إلا أمام الله أو أمام التاريخ ، كما قال مبارك نفسه في أحد خطاباته الثلاثة قبل التنحي.

ويتابع الدكتور عكاشة مراحل حياة مبارك، قائلاً إنه رجل وصل لرتبة فريق وهي رتبة عسكرية لها مواصفات خاصة، ما يعني أن مبارك كان شخصاً جيداً في البداية وكان يتصرف كمواطن من الشعب ومتواصل معه في سنوات حكمه الأولى، لكن المشكلة أن الأمن عزله عن الشعب بعد تخويفه من قتله مثلما حدث للسادات، مبيناً أن تلك كانت خدعة من الأمن.

ويمضى عكاشة للمرحلة الثانية من حكم مراحل والتي يرى أنه دخل فيها مرحلة الغطرسة، وبدأ في الابتعاد عن الشعب وأصبح معتمداً على من حوله ومعظمهم حريصون على مصالحهم الشخصية ولم ينقلوا له الحقائق، أما المرحلة الثالثة والأخطر في رأي عكاشة فهي عندما أقنعته زوجته بأن يعمل على توريث ابنه الحكم، وهو ما أغضب الشعب كله.

وفي تحليله للخطابات الثلاثة التي ألقاها مبارك خلال فترة الثورة، والخطاب الصوتي الرابع الذي وجهه بعد التنحي، يقول الدكتور عكاشة إن تلك الخطابات مرت بأربع مراحل هي: الإنكار ثم الغضب والحزن وثالثاً الأسى وأخيراً التسليم بالواقع.

وأضاف عكاشة أن مبارك أصيب بحزن شديد وقبل التنحي، لكنه لم يستطع تقبل الوضع، ولذلك فإن خطابه الصوتي الرابع جاء ضربة قوية له، لأنه تحدث بصفته رئيساً وشخصاً بريئاً، وهو ما رفضه الشعب.

وحول ما كانت عليه مصر أثناء مبارك، يقول الدكتور عكاشة إن الشعب كان خائفاً والنظام كان خائفاً، والخوف يمنع الإنسان من العمل ومن الإنتاج والإبداع، والمطلوب الآن أن يشعر الناس في مصر بالأمن ليعودوا للإنتاج.

ويختم عكاشة بالقول إن التغيير يحتاج إلى وقت، فبعد حكم 60 سنة تحت استبداد وطوارئ وعدم شفافية وقهر، كل هذه الظروف تجعل الإنسان يتطبع بأخلاق العبيد والاستسلام، لكن فئة مثقفة ومنفتحة من الشعب المصري هي التي ثارت وتحركت من أجل كرامة وحرية الإنسان.

ليست هناك تعليقات: