الأربعاء، 18 مايو 2011

مبارك من بــــني آدم .. إلــي فرعــــون !


كتب:طارق الكرداوى
ثلاثون عاما أمضاها الرئيس السابق حسني مبارك في حكم مصر .. بدأها مواطنا طبيعيا .. بني آدم عاديا .. شاءت الاقدار ان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية ثم وجد نفسه في لحظة نادرة رئيسا لمصر ..


والحقيقة ان مبارك لم يولد فرعونا .. وانه حتي وصوله لمنصب الرئاسة كانت احلامه ابسط بكثير من ان يصبح فرعونا .. كان موظفا بدرجة رئيس جمهورية .. موظفا في مظهره وفي طريقة تفكيره وفي اختياراته لأصدقائه .. وفي تعاملاته مع افراد اسرته .. ولكن بمرور الوقت أو بطول الوقت الذي قضاه في المنصب .. وبظهور حاشية او بطانة او ملأ من قومه ارتبطت مصالحهم بوجوده واستمراره .. ايضا بتدهور صحته وبازدياد نفوذ زوجته وظهور اطماع لأولاده خاصة جمال في وراثة الكرسي .. بدأت مراحل التحول في شخصيته .. بدأها بأن اصبح قيصرا .. يجلس علي العرش .. أمامه صف عسكر .. ووراءه صف عسكر ..
وللأمانة علينا ان نعترف بأن مبارك نفسه يتحمل مسئولية نصف جريمة تحوله من بني آدم الي فرعون .. اما النصف الآخر فقد عبر عنه الكاتب الكبير احمد رجب في نصف كلمة كتبها في الأخبار قبل سنوات حين اجاب عن سؤال عن الفرق بين فرعون موسي وفراعنة هذا الزمان قائلا : ان كلا منهم استخف قومه فأطاعوه ..
فاذا كنا في هذا الملف نرصد مراحل التحول في حياة الرئيس السابق .. فاننا في الوقت نفسه نذكر بعضنا البعض بأننا يجب ألا نسهم في ارتكاب جريمة من هذا النوع بعد اليوم ..
في الصفحات القادمة نتكلم عن الادوار الخطيرة التي لعبتها كل من شلة واسرة مبارك في تحوله الي فرعون .. نتكلم عن صحته وتأثيرها علي قراراته وايضا نسأل عن ذكائه .. ثم نحاول ان نرصد التحولات التي حدثت لمظهره منذ ان كان يرتدي البدل السفاري الشهيرة في الثمانينيات الي ان اكتشفنا انه يرتدي بدل ( سينييه ) تحمل اسمه في خطوط طولية لاتراها العين المجردة .. ونتكلم ايضا عن اعدائه وضحاياه ونحلل خطاباته الثلاثة الأخيرة .. ملف خاص جدا .. اقرأه الآن .

ليست هناك تعليقات: