الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

قصة كتاب سوزان مبارك الممنوع بأمر المخابرات الأمريكية! كتب : طارق الكرداوى... قبل أيام من قيام ثورة يناير كان هذا الكتاب يعد ليصبح جوهرة معرض القاهرة للكتاب عام 2011. صاحبته كانت السيدة الأولى والحاكمة بأمرها فى مصر. ولكن الكتاب نفسه الذى حمل عنوان «اقرأ لى كتابا» لم يكن سوى مجموعة من حكايات الأطفال ترويها الجدة سوزان مبارك لحفيدها الراحل محمد تسرد فيه كثيراً من الحكايات التى عاشتها.. بجانب نصائح وجدتها مناسبة لتربية الأطفال. الكتاب كان سيصدر بالعربية والإنجليزية فى طبعتين فاخرتين، عن دارى «الشروق» و«الجامعة الأمريكية بالقاهرة».. ولكن عقب تنحى مبارك أخفى المسئولون فى دارى النشر نسخ الكتاب الذى كان قد طبع بالفعل. ومن سخرية القدر أن العائلة التى كانت تمنع أى كتاب لا يروق لها هى التى عانت هذه المرة من منع كتابها وإخفاء نسخه كالمجرمين، ومن العجيب أن الأمريكان الذين يتبنون الدفاع عن حرية التعبير والنشر فى مصر هم الذين منعوا الكتاب الذى طبعوه بأيديهم، بأوامر من المخابرات الأمريكية التى نصحت المسئولين عن النشر فى الجامعة الأمريكية بعدم نشر الكتاب فى ذلك الوقت خوفا من رد فعل الثوار! قبل ذلك بأسابيع كانت سوزان مبارك تجلس فى قصرها بصحبة الناشرين المصرى والأمريكى ووزير إعلامها أنس الفقى وهى تشير إلى لون الحائط فى حجرة سفرة بيتها قائلة: «أريد لون الغلاف مثل هذا اللون».. لون الحائط كان درجة من درجات اللون الذهبى. لكنها.. سرعان ما نظرت إلى الحائط مرة أخرى لتضيف: «اللون مش حلو حنغيره».. على أنها عادت مطالبة بأن يكون غلاف الكتاب من الذهب.. فقال ممثل الناشر الأجنبى: «ذهب عيار 17 قيراط..مثلا؟».. فردت عليه: « لا.. عيار 24 قيراط.. كتير على كتاب لى؟». فى نفس الجلسة قال أنس الفقى: إنه سيشترى نسخا من الكتاب تصل قيمتها إلى 700 ألف جنيه.. وهو ما أثار دهشة مسئول النشر فى الجامعة الأمريكية مارك لين ليتساءل بينه وبين نفسه: من أين سيأتى الوزير الشاب وثيق الصلة بالعائلة الرئاسية بهذا المبلغ لينفقه بسهولة على نسخ من كتاب السيدة الأولى ليوزعها مجانا؟.. هل سيدفعها من جيبه أم ستكون من ميزانية وزارته؟.. وكيف يمكن أن يقرر ذلك بهذه السهولة؟ الكتاب اتفقت على نشره إحدى دور النشر الأمريكية.. بجانب إدارة النشر فى الجامعة الأمريكية.. أما الطبعة العربية فقد سعى للحصول عليها جاهدا إبراهيم المعلم.. المسئول الأول عن دار الشروق.. وتولى بنفسه الإشراف على الترجمة العربية.. وكان حريصا على حمل أوراقها بنفسه إلى سوزان مبارك. ومن جانبها راحت سوزان مبارك تضيف وتحذف فقرات كثيرة فى الطبعة العربية.. وكالعادة استوعب صبر إبراهيم المعلم كل ما لديها من وساوس ومتاعب.. بل.. كان لا يتردد فى أن يضىء أصابعه العشرة شمعا له لو شاءت.. خاصة أنه كان عضوا فى الجمعيات التى تمارس من خلالها أنشطتها الاجتماعية..كما كان حريصا على نشر كتب الأطفال التى تتبنى سوزان مبارك معرضا سنويا لها..وحمل إليها الجوائز التى فازت بها الكتب فى معارض دولية فرحا مستبشرا متفائلا. يضاف إلى ذلك أن إبراهيم المعلم كان منفذا نشطا لدعوة سوزان مبارك المعروفة بالقراءة للجميع.. وسبق له أن نشر كتابا عن المرأة المصرية.. طبعه على ورق فاخر.. وغطاه بجلدة سمكية لتحفظه من الزمن. كانت الاستعدادات لا حد لها لاستقبال كتاب سوزان مبارك الأخير.. خاصة أنه سيصدر فى معرض الكتاب الذى كان مقررا افتتاحه فى 27 يناير 2011 وإن تأجل بسبب المظاهرات التى اجتاحت مصر قبل هذه الموعد بثمان وأربعين ساعة.. كان قد اتفق على تخصيص قاعة فى دار الكتب كى توقع فيها سوزان مبارك على النسخ الأولى لمن يشاء. لكن.. ما إن وقعت الثورة ورحل نظامها ونظام زوجها وابنها حتى أجمعت كل الأطراف على تأجيل نشر الكتاب.. فقد شعرت الأطراف الأجنبية بأن الوقت غير مناسب للنشر.. ولا مبرر للاستفزاز.. بينما حرص إبراهيم المعلم على جمع كل ورقة أو بروفة للطبعة العربية ليضعها فى مكان سرى.. خاص.. فقد أصبح كتاب السيدة الأولى السابقة عبئا عليه.. وربما شبح يطارده!

قصة كتاب سوزان مبارك الممنوع بأمر المخابرات الأمريكية!

كتب : طارق الكرداوى...

قبل أيام من قيام ثورة يناير كان هذا الكتاب يعد ليصبح جوهرة معرض القاهرة للكتاب عام 2011. صاحبته كانت السيدة الأولى والحاكمة بأمرها فى مصر. ولكن الكتاب نفسه الذى حمل عنوان «اقرأ لى كتابا» لم يكن سوى مجموعة من حكايات الأطفال ترويها الجدة سوزان مبارك لحفيدها الراحل محمد تسرد فيه كثيراً من الحكايات التى عاشتها.. بجانب نصائح وجدتها مناسبة لتربية الأطفال.

الكتاب كان سيصدر بالعربية والإنجليزية فى طبعتين فاخرتين، عن دارى «الشروق» و«الجامعة الأمريكية بالقاهرة».. ولكن عقب تنحى مبارك أخفى المسئولون فى دارى النشر نسخ الكتاب الذى كان قد طبع بالفعل.

ومن سخرية القدر أن العائلة التى كانت تمنع أى كتاب لا يروق لها هى التى عانت هذه المرة من منع كتابها وإخفاء نسخه كالمجرمين، ومن العجيب أن الأمريكان الذين يتبنون الدفاع عن حرية التعبير والنشر فى مصر هم الذين منعوا الكتاب الذى طبعوه بأيديهم، بأوامر من المخابرات الأمريكية التى نصحت المسئولين عن النشر فى الجامعة الأمريكية بعدم نشر الكتاب فى ذلك الوقت خوفا من رد فعل الثوار!

قبل ذلك بأسابيع كانت سوزان مبارك تجلس فى قصرها بصحبة الناشرين المصرى والأمريكى ووزير إعلامها أنس الفقى وهى تشير إلى لون الحائط فى حجرة سفرة بيتها قائلة: «أريد لون الغلاف مثل هذا اللون».. لون الحائط كان درجة من درجات اللون الذهبى.

لكنها.. سرعان ما نظرت إلى الحائط مرة أخرى لتضيف: «اللون مش حلو حنغيره».. على أنها عادت مطالبة بأن يكون غلاف الكتاب من الذهب.. فقال ممثل الناشر الأجنبى: «ذهب عيار 17 قيراط..مثلا؟».. فردت عليه: « لا.. عيار 24 قيراط.. كتير على كتاب لى؟».

فى نفس الجلسة قال أنس الفقى: إنه سيشترى نسخا من الكتاب تصل قيمتها إلى 700 ألف جنيه.. وهو ما أثار دهشة مسئول النشر فى الجامعة الأمريكية مارك لين ليتساءل بينه وبين نفسه: من أين سيأتى الوزير الشاب وثيق الصلة بالعائلة الرئاسية بهذا المبلغ لينفقه بسهولة على نسخ من كتاب السيدة الأولى ليوزعها مجانا؟.. هل سيدفعها من جيبه أم ستكون من ميزانية وزارته؟.. وكيف يمكن أن يقرر ذلك بهذه السهولة؟

الكتاب اتفقت على نشره إحدى دور النشر الأمريكية.. بجانب إدارة النشر فى الجامعة الأمريكية.. أما الطبعة العربية فقد سعى للحصول عليها جاهدا إبراهيم المعلم.. المسئول الأول عن دار الشروق.. وتولى بنفسه الإشراف على الترجمة العربية.. وكان حريصا على حمل أوراقها بنفسه إلى سوزان مبارك.

ومن جانبها راحت سوزان مبارك تضيف وتحذف فقرات كثيرة فى الطبعة العربية.. وكالعادة استوعب صبر إبراهيم المعلم كل ما لديها من وساوس ومتاعب.. بل.. كان لا يتردد فى أن يضىء أصابعه العشرة شمعا له لو شاءت.. خاصة أنه كان عضوا فى الجمعيات التى تمارس من خلالها أنشطتها الاجتماعية..كما كان حريصا على نشر كتب الأطفال التى تتبنى سوزان مبارك معرضا سنويا لها..وحمل إليها الجوائز التى فازت بها الكتب فى معارض دولية فرحا مستبشرا متفائلا.

يضاف إلى ذلك أن إبراهيم المعلم كان منفذا نشطا لدعوة سوزان مبارك المعروفة بالقراءة للجميع.. وسبق له أن نشر كتابا عن المرأة المصرية.. طبعه على ورق فاخر.. وغطاه بجلدة سمكية لتحفظه من الزمن.

كانت الاستعدادات لا حد لها لاستقبال كتاب سوزان مبارك الأخير.. خاصة أنه سيصدر فى معرض الكتاب الذى كان مقررا افتتاحه فى 27 يناير 2011 وإن تأجل بسبب المظاهرات التى اجتاحت مصر قبل هذه الموعد بثمان وأربعين ساعة.. كان قد اتفق على تخصيص قاعة فى دار الكتب كى توقع فيها سوزان مبارك على النسخ الأولى لمن يشاء. لكن.. ما إن وقعت الثورة ورحل نظامها ونظام زوجها وابنها حتى أجمعت كل الأطراف على تأجيل نشر الكتاب.. فقد شعرت الأطراف الأجنبية بأن الوقت غير مناسب للنشر.. ولا مبرر للاستفزاز.. بينما حرص إبراهيم المعلم على جمع كل ورقة أو بروفة للطبعة العربية ليضعها فى مكان سرى.. خاص.. فقد أصبح كتاب السيدة الأولى السابقة عبئا عليه.. وربما شبح يطارده!

ليست هناك تعليقات: