الاثنين، 7 فبراير 2011

.. وائل غنيم يبكي المصريين

.. وائل غنيم يبكي المصريين وتصرف رائع من الزميلة منى الشاذلى

وادانة للاعلام المصرى

كتب:طارق الكرداوى

يبدو أن تسليط وسائل الإعلام المختلفة الضوء على الناشط المصري وائل غنيم لم يكن ينبع من فراغ ، فهو بعث برسالة للجميع مفادها أنه ورفاقه من شباب 25 يناير ممن أطلقوا ثورة الكرامة والحرية من أنبل وأشرف ما أنجبت أرض الكنانة .

ولعل ما يؤكد صحة ما سبق أن هؤلاء الأبطال لم يسعوا للبحث عن مجد شخصي أو سلطة وإنما كان الهدف الأساسي الذي يحركهم هو عشق مصر والرغبة في أن تكون في أفضل صورة .

ورغم أن وسائل الإعلام الرسمية سارعت في الأيام الأولى لتفجر الثورة لوصف هؤلاء الأبطال بأنهم تارة عملاء لأمريكا وإسرائيل وتارة أخرى عملاء لحزب الله وإيران وحماس ، إلا أن الحقائق سرعان ما بدأت تتكشف للجميع وهي أن هؤلاء الشباب هم أكثر وطنية من أي شخص آخر في مصر وهذا ما ظهر جليا في أول ظهور إعلامي للناشط المصري وائل غنيم بعد الإفراج عنه في 7 فبراير .

ففي أول ظهور إعلامي له وخلال تصريحات متقضبة أدلى بها لبرنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم" ، بدا وائل غنيم شخصا واعيا ومثقفا ويعرف ما يريد بل ورفض أكثر من مرة أن يتم وصفه بأنه بطل من أبطال الثورة ، مشددا على أن الأبطال الحقيقيين هم المعتصمون في الميدان .

وكان اللافت للانتباه أن وائل حرص في البداية على تقديم التعازي لعائلات شهداء الثورة ونفي ما رددته وسائل الإعلام الرسمية المصرية ليل نهار من أنهم يتلقون دعما من قوى خارجية ولا يحرصون على استقرار مصر ، مشددا على أن حالته المادية جيدة وأنه كان يمكن أن يعيش حياة مستقرة في دبي ، إلا أنه سعى لأن تكون بلده في وضع أفضل مما هي عليه .

وفي تأكيد جديد على أن هؤلاء الشباب هم أشرف من أنجبت مصر ، وجه وائل نداء للمصريين جميعا بالتوقف عن تبادل الاتهامات الخيانة والسعي فقط من أجل مصلحة مصر .

وما أن بدأت الإعلامية منى الشاذلي في عرض صور شهداء الثورة ، إلا وانهار وائل في البكاء في مشهد لن ينساه كل من شاهده ، مشددا على أن سقوط هؤلاء الشهداء ليس غلطتهم وإنما غلطة كل من يتمسك بالسلطة ، وهنا سارع وهو في شبه حالة انهيار كامل لمغادرة الاستديو وذهبت منى الشاذلي وراءه .

وبعد لحظات ، عادت منى الشاذلي وهي في حالة تأثر شديدة لدرجة أنها حبست دموعها ، مطالبة الجميع بالكف عن إطلاق نظرية "المؤامرة" تجاه ما يحدث في ميدان التحرير .

وتابعت قائلة :" وائل الذي أبكى الجميع داخل الاستديو حزنا على شهداء الثورة هو مصري متسق مع نفسه ويعشق بلده ، وائل وشباب 25 يناير عايزين بلدنا تبقى كويسة ، يارب حد يفهم " .

ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد استضافت منى الشاذلي أيضا شخصيات شهيرة شاركت في مظاهرات ميدان التحرير بينها المذيعة بالتليفزيون المصري هالة فهمي والكاتب مدحت العدل ، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أن الاتهامات الموجهة للمحتجين بالخيانة ما هي سوى أكاذيب وتزييف للحقائق.

بل إن هالة فهمي وجهت انتقادا لاذعا للإعلام الرسمي المصري وشاركها الرأي أيضا مدحت العدل الذي سخر من عبارات أن المحتجين خربوا البلد ، مشددا على أن من خرب البلد اقتصاديا هم من نهبوها طيلة 30 عاما وأن أسلوب البلطجة وتشويه الحقائق لم يعد يجدي نفعا .

وبصرف النظر عما سبق ، فإن ظهور وائل غنيم بعد حوالي أسبوع من اختفائه جاء بمثابة دليل آخر على أن ما يحدث في ميدان التحرير هو ثورة شعبية وطنية خالصة لا مجال للمزايدة عليها خاصة وأن وسائل الإعلام المصرية حاولت خداع الجميع بأن وائل غنيم هو قائد المجموعة التي نظمت مظاهرات 25 يناير بعد أن تلقى تدريبا في أمريكا طيلة 3 سنوات على هذا الأمر ، إلا أن استمرار الاحتجاجات وخروج مظاهرات مليونية رغم اختفائه سرعان ما دحض صحة ما سبق .

ليست هناك تعليقات: