الاثنين، 4 أبريل 2011
"الداخلية" تكشف تفاصيل إلقاء القبض على خاطفي ابنة عفت السادات
صوت الحق:طارق الكرداوى
بعد ساعات من اختطافها والتهديد بقتلها في حال عدم دفع فدية ، تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية المصرية يوم الإثنين الموافق 4 إبريل من القبض على المتهمين بخطف ابنة النائب السابق ورجل الأعمال عفت السادات.
وكانت عملية الاختطاف تمت في الساعة السابعة من صباح الأحد الموافق 3 إبريل عندما قام مسلحون بإجبار سائق السيارة الخاصة التي تقل الفتاة " 15 عاما " في طريقها إلي مدرستها بشارع بيروت بالمعادي بمنطقة مصر الجديدة على السير بعيدا عن المدرسة والتوجه إلى طريق مصر - إسكندرية الزراعي.
وبعد أن قام الخاطفون بتقييد السائق طلبوا من والد الفتاة وهو النائب السابق عن دائرة تلا عفت السادات 5 ملايين جنيه فدية لإطلاق سراحها وهددوا بقلتها في حال الرفض.
وعند مدينة قليوب بالقليوبية اقتادوا الفتاة وتركوا السائق الذي حرر محضرا على الفور ، وبعد ذلك ، اتصل الجناة بالنائب السابق عفت السادات عدة مرات من مدن مختلفة في الغربية والمنوفية ليصعبوا من احتمال تتبع الأجهزة الأمنية لهم.
وظل الخاطفون يساومون السادات طوال الليل وبعد الاتفاق على دفع الفدية أبلغوه بأن يترك حقيبة الأموال بجوار مصنع مهجور بمدينة السادات بالمنوفية ثم أبلغوه بأن ابنته موجودة بجوار كافيتريا عند الكيلو 90 على طريق مصر إسكندرية الصحراوي.
وبعد عدة مناورات تم إطلاق سراح الفتاة التي ظلت مختطفة لمدة 21 ساعة وسرعان ما نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية المصرية في إلقاء القبض على الجناة وبحوزتهم الفدية التي دفعها عفت السادات .
وكشف اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية المصري لقطاع مصلحة الأمن في مؤتمر صحفي عقده مساء الإثنين الموافق 4 إبريل عن تفاصيل حادثة الاختطاف وإلقاء القبض على الجناة ، قائلا :" إن البداية كانت بتلقي أجهزة الأمن بلاغا من عفت السادات باختطاف ابنته عقب خروجها من المنزل فى الساعة السابعة والربع من صباح الأحد الموافق 3 إبريل بشارع بيروت بمصر الجديدة برفقة سائقه الخاص متجهة إلى مدرستها بضاحية المعادى ".
وأضاف " سيارة ملاكى سوداء يستقلها 4 أشخاص قامت بقطع الطريق على سيارتها حيث ترجل منها 3 أشخاص وقاموا بتوثيق السائق وقيادة السيارة إلى طريق (مصر -الإسكندرية) الزراعى, ثم تركوا السائق داخل السيارة عند مدينة قليوب بعد أن أخذوا المفاتيح وهاتفه النقال وانتقلوا إلى السيارة الأخرى ".
وأشار اللواء مراد إلى أن الخاطفين قاموا بإجراء أول اتصال هاتفى بالسادات من خلال هاتف نجلته فى الساعة العاشرة صباحا -أى عقب اختطافها بساعتين ونصف الساعة- وطلبوا منه تدبير مبلغ 5 ملايين جنيه كفدية لإطلاق سراحها بعد أن طمأنوه على سلامتها ثم أغلقوا الهاتف, مؤكدا أن رجال المعمل الجنائى بدأوا فورا فى فحص السيارة المختطفة لرفع البصمات ومحاولة الوصول إلى أى خيط يدل على شخصية الجناه .
وأوضح أن الخاطفين قاموا بالاتصال بالسادات مرة أخرى للاتفاق على ميعاد تسلم الفدية وتسليم الفتاه, وحذروه من إبلاغ الأجهزة الأمنية وهددوه بقتلها فى حال قيامه بالإبلاغ, منوها إلى أنه فى تلك اللحظة طلب عفت السادات من أجهزة الأمن عدم التعامل مع الجناه أو التعرض لهم من قريب أو من بعيد قبل قيامه باستلام نجلته, وهو ما أكد عليه منصور العيسوى وزير الداخلية أيضا والفريق سامى عنان رئيس أركان القوات المسلحة المصرية والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء حيث أكدوا أن سلامة الفتاة تأتى فى المقام الأول .
واستطرد اللواء محسن مراد قائلا :"والد الفتاة تلقى اتصالا هاتفيا آخر من رقم جديد يخبره بميعاد التسليم والذى تحدد على أن يكون الليلة قبل الماضية بطريق (مصر -الإسكندرية) الصحراوى", مشيرا إلى أنهم انتقوا ذلك المكان لاتساعه الكبير وصعوبة القبض عليهم ليلا, وحذروه مجددا من اصطحاب أى شخص أو إبلاغ الشرطة وإلا سيقتلون الفتاة ولكنه أخبرهم بأنه لم يستطع أن يدبر من المبلغ المطلوب سوى مليونى جنيه فقط نظرا لعدم قيام البنوك بصرف مبالغ كبيرة نتيجة الأحداث التى تمر بها البلاد.
وأضاف أن السادات أخبرهم بإمكانية قيامه بتحرير شيكات مفتوحة لهم ببقية المبلغ ولكنهم رفضوا خشية الإيقاع بهم أثناء صرف الشيكات, وقرروا قبول مبلغ المليوني جنيه كما طلب منهم مقابلتهم وبرفقته شقيقه محمد السادات لعدم قدرته عصبيا على التصرف وحده ووافقوا على طلبه .
وأكد اللواء مراد أن أجهزة الأمن قامت بتجهيز مئات الأكمنة على طول طريق "مصر -الإسكندرية" الصحراوى وتفريعاته المتنوعة لضبط الجناه عقب تسليمهم الفتاة وتسلمهم لمبلغ الفدية .
وأشار إلى أن عفت السادات توجه بعد ذلك برفقة شقيقه إلى المكان المتفق عليه بالطريق الصحراوى, ولكن الخاطفين غيروا مكان التسليم والتسلم أكثر من مرة لضمان عدم وجود أى مراقبة أمنية, ثم استقروا معه على الدخول فى أحد الطرق الفرعية خلف استراحة الطريق الصحراوى والسير لمسافة 15 كلم وترك المبلغ بالصحراء ثم التوجه إلى الاستراحة لاستلام الفتاة .
وأوضح اللواء مراد أن السادات قام بفعل ما طالبوه لكن الخاطفون أخبروه بأن نجلته عند استراحة أخرى وعندما ذهب إليها لم يجد نجلته فاتصلوا به وأخبروه أنها عند بداية طريق وادى النطرون فذهب ولكنه لم يجدها أيضا, فتحدثوا معه مرة أخرى وأكدوا له أنها باستراحة الطريق الصحراوى وعندما توجه إليها وجدها بالفعل وحالتها الصحية جيدة .
واختتم قائلا :" من هنا بدأ دور الأجهزة الأمنية, حيث تم نشر مئات الأكمنة بطول الطريق إلى أن تمكن كمين بمنطقة بدر بمحافظة البحيرة من ضبط المذكورين ومبلغ الفدية عقب معركة مسلحة معهم, حيث اعترفوا تفصيليا بارتكابهم الحادث ".
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق