الاثنين، 4 أبريل 2011
صفعة تاريخية غيرت مصير أمة
صفعة تاريخية غيرت مصير أمة
إعداد: طارق الكرداوى
في تظاهرة مليونية أمس لإنقاذ الثورة المصرية والحفاظ على مكتساباتها، طالب المتظاهرون بمجلس رئاسي لإدارة البلاد، وسرعة محاكمة رموز النظام السابق، فيما تحولت مظاهرات سوريا في إطار ما سماه منظموها بـ «جمعة الشهداء» إلى يوم دموي جديد، سقط فيه كثير من الضحايا إثر فتح القوات السورية النيران على المتظاهرين، كما شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس تظاهرتين ضخمتين متقابلتين إحداهما دعت إلى تنحي الرئيس علي عبدالله صالح فيما تمسكت الثانية ببقائه.
الأخبار
- خرج أمس الآلاف من المواطنين في مسيرات حاشدة بالقاهرة والإسكندرية والجيزة والسويس وعدد كبير من محافظات مصر في جمعة إنقاذ الثورة للمطالبة بحمايتها والمحافظة على مكتسباتها، وطالب المتظاهرون في ميدان التحرير والجيزة بضرورة الإسراع بمحاكمة رموز النظام السابق وحل الحزب الوطني وتشكيل مجلس رئاسي لإدارة شئون البلاد خلال الفترة الانتقالية.
- اتهم الدكتور مصطفى السعيد وزير الاقتصاد المصري الأسبق، القيادي بالحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم سابقا) رموز النظام المصري السابق بمحاولة إجهاض الثورة المصرية التي اندلعت في 25 يناير الماضي، وانتهت بتخلي الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن السلطة في البلاد، وقال إن هناك مبالغة في تقدير وضع الاقتصاد المصري عقب الثورة، محملا جمال نجل الرئيس مبارك ووزير المالية السابق يوسف بطرس غالي مسئولية النهج الاقتصادي الذي أفضى إلى تردي الأوضاع الاقتصادية لعموم المصريين.
- يُشيّع اليوم السبت، جثمان الشاب المجهول ذي الوجه المبتسم الذي قتل أثناء الثورة المصرية إلى مثواه الأخير في جنازة شعبية تنطلق, وتصلى صلاة الجنازة على جثمانه بمسجد السيدة نفيسة في القاهرة.
- استقبل مطار القاهرة الدولي أمس 494 مصريا قادمين من ليبيا عن طريق مطار جربا التونسي بعد عبورهم الحدود الليبية التونسية بالإضافة إلى عدد من الأجانب في طريق عودتهم إلى بلادهم.
- أكد القنصل المصري في دمشق محمد الفيومي أن السلطات السورية أفرجت أمس الجمعة عن المهندس المصري محمد أبو بكر رضوان بعد اعتقاله يوم الجمعة الماضي في سوق الحميدية وسط مدينة دمشق، وذلك بعد اتهمه بالتجسس لصالح إسرائيل.
- قلَّل وزير الخارجية الليبي السابق، مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة السفير عبدالرحمن شلقم، من المكاسب التي حققتها قوات العقيد معمر القذافي على الأرض خلال اليومين الماضيين، معتبرا أنها «رقصة المذبوح»، وتوقع أن تنتهي الأزمة «بأسرع مما يتصور كثيرون»، مشيرا إلى نفاد الوقود والمواد الغذائية في الأماكن الخاضعة لسيطرة النظام.
- أعلن المجلس الوطني الانتقالي المناهض لنظام حكم العقيد معمر القذافي رفضه ما وصفه بالمزاعم والادعاءات الرامية إلى ربط تنظيم القاعدة بالثوار، وشدد مجددا على التزامه بمكافحة الإرهاب وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
- تحولت المظاهرات التي خرجت في عدة مدن سورية أمس في إطار ما سماه منظموها بـ «جمعة الشهداء» إلى يوم دموي جديد، سقط أكثر من 10 قتلى وعشرات الجرحى في الاحتجاجات التي شهدتها دوما بضواحي دمشق حينما فتحت قوات الأمن النار على المحتجين.
- للأسبوع الثاني على التوالي، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء عقب صلاة الجمعة أمس تظاهرتين ضخمتين متقابلتين شارك فيهما مئات آلاف المواطنين، ودعت أولاهما إلى تنحي الرئيس علي عبدالله صالح فيما تمسكت الثانية ببقائه، وسط تجدد المخاوف المحلية والدولية من اندلاع صدامات بين الطرفين.
- قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، أمام أنصاره في ساحة «ميدان السبعين» بجنوب العاصمة صنعاء، إنه سيضحي بالغالي والنفيس من أجل شعبه، ومن أجل «الذين خرجوا من كل حدب وصوب في أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية، للمشاركة في جمعة (الإخاء) والمسيرات الجماهيرية الكبرى لإعلان تأييدهم للشرعية الدستورية، ورفض أي محاولات للانقلاب عليها، وكذا تأكيد مباركتهم لمبادرات رئيس الجمهورية ودعواته المتكررة للحوار الوطني الشامل ورفض أي مشاريع تآمرية للانزلاق بالوطن نحو ويلات الفتن والشقاق والتشرذم».
- قال ناشطون إن المئات من السعوديين الشيعة شاركوا في مظاهرة سلمية في المنطقة الشرقية دعما للمحتجين في البحرين وللمطالبة بحريات سياسية ورفع التمييز ضدهم، وقد تجمع المتظاهرون في قرية العوامية القريبة من القطيف بعد صلاة العصر يوم الجمعة ملوحين بالأعلام البحرينية والسعودية.
الرأي
أكد كتاب الرأي والمفكرون العرب أن النظام البائد المصري لايزال يمارس هيمنته بعد الثورة، وهذا ما يستدل عليه من خلال الإبقاء على بعض من مناوئيه من أصحاب الأقلام والمسئولين في المؤسسات الصحفية، ومن جانب آخر التقى فكر الكتاب حول خطاب الرئيس السوري وإشكالياته ما بين أنه لا يمثل خطوة في طريق الإصلاح وبين ما يوضحه من التناقض في النظام السوري.
مصر بعد الثورة .. والنظام البائد لازال يمارس هيمنته
أخيرا وبعد أن غادر رؤساء المؤسسات الصحافية القومية في مصر، الموالين لحسني مبارك، ونجله، والسيدة حرمه، وبقي ثلاثة منهم في مواقعهم يمثلون الخلايا النائمة، مما دفع الكاتب سليم عزوز بصحيفة القدس العربي، إلى التساؤل ووضع علامات استفهام كبرى، أمام بقائهم حتى الآن وهم الذين زينوا للنظام البائد سوء عمله، لكي يراه حسنا، وقاموا بتشويه الثورة، والتشهير بها، على النحو الذي قام به تليفزيون الريادة الإعلامية، ومع ذلك لا تزال قياداته في أماكنها، وهناك ثورة داخل مبنى ماسبيرو بسبب الإصرار على استمرارهم، حيث هدد العاملون فيه بالخروج إلى ميدان التحرير، لكن بات من الواضح أن هناك محاولات مستميتة للإبقاء على عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار الذي تولى مهمة التعبئة الإعلامية ضد الثورة.
ومن ناحية أخرى، أشار الكاتب محمد عبد الحكم دياب في صحيفة القدس العربي إلى أن المسئول عن 'حملة البرادعي مرشحا لرئاسة الجمهورية' قد يكون معذورا في حماسه بإطلاق اسم ثورة الصبار على الثورة المصرية العظيمة لتوفر حسن النية لديه، أما من من أطلق تسمية 'ثورة اللوتس' تحيطه الشكوك من كل جانب؛ فهو مصري بريطاني جند نفسه وتحول إلى مقاتل شرس لحساب المشروع الصهيوني، ويعمل على إهداء الثورة المصرية الوطنية والشعبية العظمى وبيعها إلى السادة في واشنطن ولندن وباريس وبرلين وتل أبيب، وحرمان أصحابها من جني ثمارها.. إلى جانب ذلك أشار الكاتب إلى الأخطاء الكبرى التي تُرتَكب من جانب عناصر في الشرطة العسكرية؛ يكررون ثقافة وأسلوب وسلوك مباحث أمن الدولة المنحل، وهم يتعاملون مع الثوار بشكل يسيء إلى العلاقة بين الجيش والشعب.. فهل نتنبه إلى ذلك قبل فوات الأوان؟!.
وفي حديث عن الدور الريادي التي تتمتع به مصر على مستوى المنطقة العربية، فقد أثنى الكاتب فراس أبو هلال بصحيفة القدس العربي على الثورة المصرية وما حققته من إنجازات، مبينا أن مصر لم تفقد دورها القيادي في العالم العربي وإفريقيا، في عصر من العصور، كما فقدته في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وخصوصا في الفترة الأخيرة من سنوات حكمه العجاف، التي مثلت إخفاقا كبيرا في كافة المجالات، وفي مقدمتها السياسة الخارجية للدولة العربية الأكبر والأهم، فالحراك الدبلوماسي المصري النشيط في كثير من الملفات الحيوية، يعطي انطباعا إيجابيا بأن مصر ما بعد الثورة هي غير مصر مبارك، من دون أن يعني ذلك أننا نتوقع قطيعة كاملة مع القوى الدولية، ومن دون أن نتوهم حصول انقلاب دراماتيكي في السياسة المصرية، ولكنه التحول التدريجي الرشيد، للوصول بمصر إلى موقعها القيادي الذي تستحقه، ويتمناه العرب.
المادة الثانية من الدستور المصري لا تعارض مدنية الدولة
في سياق الجدل الدائر حول تعديل المادة الثانية من الدستور المصري والخاصة بالشريعة الإسلامية، أكد الكاتب بيشوي رمزي رياض في صحيفة الحياة أن الشريعة الإسلامية كمرجعية رئيسية للدستور، لا تعد تهديدا لمدنية الدولة المصرية، كما أنها من ناحية أخرى لا تتعارض مع مبدأ المواطنة، الذي تقوم عليه المادة الأولى خصوصا وأنه يمكننا إضافة مرجعيات أخرى إليها كالمبادئ التي وردت في الشرائع السماوية الأخرى، وكذلك المبادئ الواردة بمواثيق حقوق الإنسان المعترف بها، كما أن المادة الثانية لا غنى عنها، وإن كان يرى أن هناك حاجة ملحة لنقل محتواها إلى ديباجة الدستور أو ما يطلق عليه «وثيقة إعلان الدستور»، وهو ما جرت عليه العادة في معظم الدساتير العالمية، ومنها الدستور الأوروبي، خصوصا أن ديباجة الدستور هي جزء لا يتجزأ من الدستور، لها القوة ذاتها والدرجة والمرتبة التي تتمتع بها النصوص الوارده بمختلف مواده.
سوريا ما بين الثورات الشعبية والمؤامرات الخارجية
إثر خطاب الأسد الذي دار حول مشاكل السوريين ولم يناقشها، وتفنن بالحديث، لكنه لم يناقش القضايا الجوهرية ومطالب الشعب التي دفعته للخروج إلى الشوارع، والرئيس تنكب الطريق رغم حديثه عن "بوصلة الشارع والوطن" التي يبدو أن إبرتها تشير إلى اتجاه غير الاتجاه الذي ينظر إليه، انتقد الكاتب سمير الحجاوي بصحيفة القدس العربي اعتبار الأسد ما يجري في العالم العربي عبارة عن موجة و'تحولات' وليس ثورات، وربما كان الأغرب وصف استخدمه الرئيس السوري هو اعتبار هذه التحولات مجرد "صرعات".
بينما يرى الكاتب نضال معروف بالصحيفة ذاتها أنه من الأخلاقي الانتظار من هذا الرئيس الشاب الكثير، النظر في قضايا مؤجلة منذ زمن مثل عملية إنهاض المؤسسات وإطلاق تحديث شامل على عمل أجهزة الدولة والتحدث بصراحة عن مشكلات الماضي والمستقبل.. هناك الكثير من السوريين التواقين للحديث عن المستقبل مع الرئيس الأسد بمنتهى الصراحة والشفافية، بما له من رصيد وإنجاز سياسي.. وكذلك على الرئيس الأسد أن يلتقط هذه اللحظة التاريخية لما لقيه من دعم الشعب السوري لمشروعه المقاوم والثابت والذي لولا الدعم الشعبي اللامتناهي ضد المشروع الأمريكي لما تمكن من تحقيق إنجازه السياسي الكبير الذي يباهي به أمام زعماء المنطقة.
أما الكاتب مصطفى زين في صحيفة الحياة يرى أن التشديد على الوحدة الوطنية هو الجديد الوحيد في الخطاب السوري الرسمي والشعبي، ما عدا ذلك، أي الحديث عن الديموقراطية والرابطة القومية، والمؤامرات، والخيانة والقمع، والعداء لإسرائيل والإمبريالية... كلها من تقاليد المعارضة والنظام معا، فبروز هذا الخطاب الآن لا يعني أن الطائفية لم تكن موجودة، بل يعني أن تغليفها بالشعارات القومية لم يعد يجدي، والأفضل مقاربة هذه الحالة باعتبارها جزءا من الإصلاحات التي طالب بها الشعب وأقرها الرئيس بشار الأسد، شرط ألا يتم التعاطي معها على الطريقة اللبنانية أو العراقية، والإفادة من هاتين التجربتين لتجاوز الانقسام.
ومن جانبه أكد الكاتب طارق الحميد بصحيفة الشرق الأوسط أن الحلول الحقيقية في سوريا، وغيرها من الدول العربية، هي التعامل بجدية مع هذا الزلزال السياسي الذي يضرب المنطقة، وذلك بخطوات إصلاح حقيقية، على مستوى إصلاحات تصل إلى المواطن مباشرة، وكذلك إصلاحات تطال البنية الأساسية بالبلد، والنظام نفسه، وذلك في أي مكان، وليس سوريا وحسب، فالإعلام قد يضلل، لكنه لا يغير الحقائق؛ فالإعلام مثل المسكنات أحيانا، ومثل المشهيات أحيانا أخرى، لكن المظالم والجمود في مؤسسات الدولة، أيّ دولة، يعجلان بتصدعها وسقوطها، مهما كانت محاولات الترقيع.
أما عن مشكلة النظام السوري فقد أبدى الكاتب حازم صاغية في صحيفة الحياة رؤيته للوضع في سوريا، مشيرا إلى أن نصف المشكلة السوريّة أنّ النظام ليس ديموقراطيّا، ونصفها الآخر أنّه ليس توتاليتاريّا، وهذه ليست حالة استثنائيّة، إذ يمكن الوقوع على مثلها في بلدان كثيرة في «العالم الثالث»، بيد أنّها تتّخذ في سوريّا شكلاً نافراً وحادّاً، لذا يمكن القول إن النظام السوري ما بين عجزين إيديولوجيا النظام وواقعه وممارسته، وكما أدى الوضع العربيّ المستجدّ منذ ثورة تونس إلى تظهير الاستحالة الناجمة عن العجز الأوّل، فإنّه أفضى كذلك إلى تبيان استحالة التغلّب على العجز الثاني.
وباء أنفلونزا الثورات العربية الأخطر في سوريا
شدّد الكاتب محمد الرميحي بصحيفة الشرق الأوسط على أن ما يحدث في سوريا بكل المقاييس هو الأخطر في وباء الأنفلونزا السياسية، التي تضرب العرب منذ أشهر، صحيح أن مصر قاعدة مهمة للعرب، وما يحدث فيها يتأثر به العرب عاجلا أو آجلا، إلا أن الأكثر صحة أن سوريا لو حدث فيها شبه ما يحدث في مصر أو تونس أو حتى اليمن، فسوف يتأثر الإقليم العربي بما هو أكثر من التغير الداخلي، إنه السياسة الخارجية التي تربط سوريا بشبكة الاتصال العربية، وصولا إلى إيران في الشرق وحزب الله في لبنان.
الاختيار الصعب ما بين القذافي والتحالف الأطلسي
على خلفية الواقع الذي نلمسه في المنطقة العربية المتسارعة إلى حد الذهول، أوضح الكاتب عادل مالك في صحيفة الحياة أن الاختيار بين معمّر القذافي وقوّات التحالف الغربي صعب للغاية، إذ لا يمكن الدفاع عن «رئيس طرابلس الغرب» بأي شكل من الأشكال، وفي المقابل لا يمكن تأييد مسارعة قوّات حلف الأطلسي المتدخل للتخلّص من حكم القذافي عن طريق القصف الجويّ المتلاحق منذ نشوب «الأزمة».
فيما أشار الكاتب عدنان السيد بصحيفة الخليج الإماراتية إلى أنه كان الأجدر بالمجتمع الدولي وقبل الوصول إلى هذا الخيار الراهن أن يساعد الشعب الليبي حتى يتخلص من الطاغية قبل فوات الأوان، ولم يفت الوقت بعد لتمكين الشعب الليبي من متابعة مسيرته للإطاحة بنظام الحكم الفردي، إنها مأساة ليبية وعربية أن يضطر شعب من الشعوب للاستنجاد بالأجنبي كي يحقق حريته، ويحافظ على كرامته الإنسانية والوطنية، ويسيطر على ثرواته وموارده، تبقى الكلمة الفاصلة عند الشعب الليبي.
ومن جانبه، وحول سبب التدخل الأجنبي في ليبيا دون غيرها من الدول العربية الأخرى، أشار الكاتب أحمد إبراهيم الحاج بصحيفة الوطن الليبية، إلى أن أمريكا ودول الغرب لم يستطعوا ركوب الثورتين التونسية والمصرية، وتحويل مسارهما والتحكم بهما؛ نظرا لتنحي الرئيسين في وقت أفشل كل محاولات الركوب تحت ضغط الجيشين الوطنيين، ولذلك كانت الثورة الليبية سهلة الركوب نظرا لمساحتها الشاسعة وضعف قواتها العسكرية واختلاف عقيدتها العسكرية عن عقيدتي جيشي تونس ومصر، فعجزت عن حسم الأمور لصالح الشعب الليبي دون تدخل أجنبي.
الثورات العربية دفاعا عن الكرامة وعزة النفس والحرية
قدّم الكاتب عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي مقارنة بين الثورات العربية والأوروبية، مبينا أن الأوروبي يقدم المصلحة على الكرامة، بل العربي يقدم كرامته كإنسان على المصلحة، وهذا ما يراه الغرب عيبا مشينا في الشخصية العربية، وأوضح عطوان أن ثورة الشعوب العربية هذه ليست بسبب البطالة والجوع للقمة الخبز، وإنما بسبب الجوع للكرامة وعزة النفس، وهي من المكونات الأساسية للجينات العربية والإسلامية، ولهذا تظل الأمة عصية على كل محاولات التطويع والتدجين.
ومن جانبه يقول الكاتب سلام الريضي في صحيفة العرب القطرية إن الثورات والاحتجاجات المتسارعة جاءت وإن كانت بوتيرة مختلفة في كل من: تونس، مصر، ليبيا، اليمن، الأردن، المغرب، الجزائر... إلخ، لتعطي بارقة أمل نحو المواجهة السليمة مع دوائر السلطة، وذلك العمل يتطلب من أجل ديمومته على الشعوب العربية، اعتماد التخطيط والرؤية الواضحة، وقد تكون أولى النتائج المرجوة من هذه الثورات، هو تطوير الفكر والممارسة لدى تلك الشعوب قبل النخب والقيادات.
وفي سياق آخر، يرى عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو، في صحيفة الحياة أن مسئولية أهل الرأي وأرباب القلم والقيادات الفكرية والثقافية والدينية والإعلامية، تستدعي أن يتنادى الجميع لوقف النزيف، ولقطع الطريق على الفوضى الهدامة التي يدّعون أنها خلاقة، وهي فعلاً خلاقة للفوضى والدمار والبغضاء، لذلك يجب على حكومات دول العالم الإسلامي أن تسارع إلى إصلاح الأوضاع ومعالجة مواطن الفساد والخلل ومراعاة حقوق المواطنين وحفظ كرامتهم، وتمكينهم من المشاركة في صنع الحاضر وضمان المستقبل، وأن تنهي خلافاتها، وتتعامل بروح الإسلام التي تدعو إلى التراحم والتعاون والتضامن وعدم إتاحة الفرصة لأعداء الأمة الإسلامية للتدخل في صفوفها لتفريق أبنائها على أساس طائفي أو عرقي أو مذهبي، فما ذلك سوى مداخل لتمزيق الأمة وإضعاف قوتها وتشتيت شملها وإغراقها في صراعات لا تخرجها من وضعها الذي يعاني التأزم إلى أوضاع أفضل.
وفي سياق الإشارة إلى الثورات العربية والدماء العربية التي سالت دون أن يُسأل عن ثمنها، انتقد الكاتب د. جاسم العمر بصحيفة القبس الكويتية موقف الجامعة العربية من كل تلك الأحداث في المنطقة العربية، مبينا أنه الآن ظهر الدور الحقيقي للجامعة العربية، في سعيها لحماية الرؤساء والأنظمة فقط وليس حماية الشعوب المتطاحنة فيما بينها، إذن فوجود الجامعة مثل عدمه.. متسائلا في النهاية هل المطلوب الآن الخروج والتظاهر لإلغاء هذه الجامعة التي لا دور لها؟!.
قضايا أخرى
أشارت صحيفة القدس العربي في افتتاحيتها إلى أنه قد يخامرنا شعور بأنه يجب إطلاق سراح الشرطية التونسية فادية حمدي والتي صفعت الشهيد محمد البوعزيزي، بل وشكرها على فعلتها القبيحة هذه، بعد النظر إلى الفوائد الجمة التي ترتبت عليها بالنسبة إلى الشعب التونسي والأمة العربية بأسرها، حيث وصفتها بالصفعة التاريخية التي غيرت مصير أمة، حيث أطاحت حتى الآن بأكبر طاغيتين في العصر الحديث، هما الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره التونسي زين العابدين بن علي، ولذلك فإن صاحبتها تستحق الرأفة والشفقة، ويكفي أن العار سيظل يطاردها طوال حياتها بسبب جريمتها النكراء هذه.
يرى الكاتب باراك بارفي في صحيفة الخليج الإماراتية أنه عندما أمر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مؤسسته العسكرية في الثامن عشر من مارس/آذار بإطلاق النار على متظاهرين مسالمين يطالبون باستقالته، فإنه بذلك خَتَم مصيره، وإذا رحل صالح عن السلطة سلميا وقمع رغبته في إطلاق العنان لآخر وحدات الجيش الموالية له في مواجهة المحتجين والجنود المنشقين، فقد يكون بوسع البلاد أن تتجنب الفوضى على غرار ما يحدث الآن في ليبيا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق