«واشنطن
بوست» تحذر:
سيطرة الإخوان علي
الأزهر تعني وفاة
الإسلام المعتدل
صوت التحرير: طارق الكرداوى
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن انتصار القوي الإسلامية في المعركة الانتخابية في مصر جعل الثورة المصرية
التي دعت إلي الحرية والعدالة الاجتماعية تذبل تدريجيا، وأن المخاوف من تحول
مصر السريع إلي دولة "ثيوقراطية دينية" يمكن أن نجدها في باحات
الأزهر.
وأشار التقرير، الذي أعده للصحيفة جريف ويت، إلي أن "الصورة المعتدلة للأزهر تتعرض حاليا للتهديد مع ازدياد قوة العناصر المتطرفة في التكوين المصري، حيث جعل الدستور الجديد من الأزهر هيئة استشارية عليا، ومنحته بالفعل صلاحيات الحسم في القضايا الدينية في قوانين الدولة.. ويقول رجال الأزهر إنهم لم يرغبوا في هذه الصلاحيات، لكن السلفيين من مؤيدي التيار الإسلامي المتطرف بأفكاره الواردة من السعودية ، ضغطوا عليهم من أجل قبول هذه الصلاحيات" .
وأضاف: "الصراع حول طبيعة ووظيفة مؤسسة الأزهر، هو صراع ذو معان
عميقة تتعلق بمصر وبالعالم الإسلامي، إذ يعتبر الأزهر أعظم مركز
للفكر السني المعتدل والتسامح مع الثقافات غير الإسلامية والمرأة وحقوق
الأقليات، ويخشي
كثير من المصريين العلمانيين والمسيحيين من أن
يتبني الأزهر فكرا أشد صرامة، ما قد يؤدي إلي تفسير
متعصب للشريعة الإسلامية التي تشكل أساسا للقوانين
المصرية، ويؤدي بدوره إلي تقليص حرية الأكاديميين والفنانين وتضييق حقوق
النساء".
ويلفت جريف ويت، إلي أن "الزعماء العرب في الشرق الأوسط يتابعون بقلق الصراع حول التوجه الجديد للأزهر، بل إن عددا من المسئولين في منطقة الشرق الأوسط والذين عبروا في السابق عن تأييدهم للثورة المصرية ، بدأوا يظهرون قلقهم من أن يتحول الازهر إلي قوة متطرفة ".
وينقل الكاتب الأمريكي عمن سماه "مسئول كبير في إحدى دول الشرق
الأوسط، والتي يعيش فيها ملايين المسلمين السنة"، قوله إن
"الإخوان المسلمين أرادوا السيطرة علي الأزهر،
وعندما سينجحون في ذلك، فإن الإسلام المعتدل سيموت ".
ويوضح التقرير، أن الأزهر "شهد خلال العام الحالي مشاهد كان من
المستحيل تخيلها في عصر ميارك، حيث سمح لعدد من الخطباء المتطرفين- بحسب
وصف الكاتب- بدءا من إسماعيل هنية رئيس الحكومة
الفلسطينية، ونهاية بالعالم الشهير يوسف القرضاوي، الذي أدان
في خطبته في الأزهر الحكومات الإسلامية العلمانية، وهو
الأمر الذي أثار قلقا لدي عدد من المسئولين في الشرق الأوسط، من أن
يتأثر المسلمون السنة بهذه الأصوات المتطرفة، لا في الشرق الأوسط فحسب،
بل بين الجاليات الإسلامية في أوربا وفي جميع أنحاء العالم .. لكن في المقابل فإن قادة
الإخوان المسلمين يسخرون من المزاعم القائلة بأنهم يسعون
للسيطرة علي الأزهر، ويصرون علي أنهم مهتمون فقط بضمان استقلاليته ".
وينقل جريف عن مسئولين في الأزهر، أن "الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء - المكونة من 40 عضوا - سيكونون حذرين في استخدام
القوة الجديدة التي منحت لهم، والطيب يحاول إبعاد الأزهر عن الوحل
السياسي، لكن في المقابل فإن البرلمان الذي سينتخب في مطلع العام القادم
سيحاول إبعاد الشيخ أحمد الطيب بزعم أنه من فلول عصر مبارك" .
ويقول إبراهيم نجم، مستشار شيخ الأزهر، إن "الإسلاميين المتطرفين
حاولوا أن يشوهوا صورة الطيب، وأن ينصبوا بدلا منه شيخا للأزهر من
قبلهم، وإذا حدث ذلك فسوف تكون كارثة كبري ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق