الخميس، 25 أغسطس 2011
خبراء الكبد: 9.2 مليون حالة إصابة بفيروس "سي" في منطقة الشرق الأوسط
خبراء الكبد: 9.2 مليون حالة إصابة بفيروس "سي" في منطقة الشرق الأوسط
كتب:طارق الكرداوى
أعلن عدد من كبار خبراء الكبد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بيان مشترك لهم عن أهم التحديات المرتبطة بالإلتهاب الكبد الفيروسي المزمن "سي" بالمنطقة، داعين السلطات المعنية ومقدمي الخدمات الصحية على كافة المستويات بدول المنطقة للتعاون المتواصل لمواجهة تلك المشكلة الصحية والإجتماعية الخطيرة.
ويعد الإلتهاب الكبدي الفيروسي المزمن "سي" من أكثر الأمراض الوبائية انتشاراً بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يبلغ عدد الحالات المصابة بالمرض في دول المنطقة حوالي 9.2 مليون حالة.
وأوضحت الدراسة العلمية التي أجرتها الوكالة العلمية الدولية "PharmARC" عام 2010 في عدد من دول المنطقة، بدعم من شركة "إم إس دي" للرعاية الصحية، والتي تضمنت الدراسة عدداً من المقالات العلمية التي كان الغرض منها قياس آراء مجموعة مختارة من كبار خبراء الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما فيها مصر.
ويتلخص الهدف الرئيسي للدراسة في التعرف على أهم التحديات التي يفرضها المرض على تلك الدول، وفي ضوء النتائج التي خرج بها هذا البحث، التقى خبراء الكبد في المنطقة وقاموا بتكوين شبكة موسعة للرعاية الإكلينيكية لمرضى فيروس "سي" المزمن والخروج بعدد من التوصيات المرتبطة بإدارة الحالات إكلينيكياً على المستوى الإقليمي، بالإضافة لوضع عدد من التوصيات لمنع الإصابة بالفيروس.
وفي نفس الوقت، قامت شبكة الأطباء بإقتراح مجموعة من الأبحاث المصممة خصيصاً لكل دولة، مع التوصية بوضع مبادرات علمية لحشد جهود مواجهة الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن "سي" وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة حول المرض في مصر:
- قدّر خبرء الكبد أن 75% من المرضى ينتمون للفئة العمرية من 15 إلى 50 عاماً، وقد كانت أغلب الإصابات من الذكور.
- يوجد حوالي 10% من المرضى مصابون بفيروسي الإلتهاب الكبدي الفيروسي "سي" و"بي" وفيروس مرض نقص المناعة المكتسبة "إيدز" معاً، ومع ذلك تعد الإصابات المتعددة بتلك الفيروسات من الأمور نادرة الحدوث.
- لا يعد تناول المشروبات الكحولية من المشكلات ذات الإعتبار في مصر.
- أكثر من 90% من حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" تنتمي للطراز الجيني الرابع " genotype4"، بينما يأتي الطراز الجيني الأول في المركز الثاني من حيث معدلات الانتشار.
- قدّر خبراء الكبد أن حوالي 65% من المرضى ينتمون لطبقات اجتماعية- اقتصادية منخفضة، بينما تبلغ نسبة المرضى المنتمين للطبقة المتوسطة حوالي 30%.
- وفيما يتعلق بطرق انتقال العدوى، أشارت الدراسة أن 75% من إجمالي الحالات أصيبت بالمرض نتيجة استخدام أدوات ومعدات طبية ملوثة بالفيروس أو نتيجة نقص عمليات التعقيم.
كما حددت الدراسة أن خُمس حالات الإصابة تمت نتيجة بعض الممارسات الإجتماعية غير السليمة، طبقا لموروثات أو عادات شائعة، بينما يعد تعاطي المخدرات عن طريق الحقن من بين طرق الانتقال نادرة الحدوث.
وتعليقاً على تلك الدراسة الهامة، صرح البروفيسور ديفيد جولدبيرج استشاري الصحة العامة والأمراض الوبائية بمؤسسة حماية الصحة في اسكتلندا، والأستاذ الفخري في الصحة العامة بجامعة جلاسكو قائلاً: "إن النتائج التي توصلنا إليها قامت بتسليط المزيد من الضوء على خطورة الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما أوضحت الاهتمام غير الكافي بمعالجة تلك المشكلة الصحية المزمنة في أكثر مناطق العالم إصابة بهذا الفيروس في العالم. لذلك فإن هناك حالة من الإتفاق على النتائج والتوصيات التي توصلنا إليها، بما يدعم البيان المشترك لمجموعة من كبار خبراء الكبد حول الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" في المنطقة.
ووفقاً للتقرير الذي أعدته الدراسة حول الأعباء الاجتماعية والاقتصادية للالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن "سي"، إن السبب الرئيسي للإصابة بالفيروس في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ذات الناتج المحلي المنخفض يتمثل في استخدام المعدات غير المعقمة في أماكن الرعاية الصحية، وقد حث خبراء الكبد على ضرورة اتخاذ تدابير صحية صارمة للتحكم في العدوى وفقاً لأفضل الممارسات الطبية المتعارف عليها.
وفي نفس الوقت، يزداد عدد الأشخاص الذين يصابون بفيروس "سي" عن طريق تعاطي المخدرات بالحقن ودق الوشم في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولهذا السبب، يجب أن تدرك دول المنطقة كل التهديدات الناشئة عن ممارسة تلك السلوكيات التي تتسبب في نقل فيروس الالتهاب الكبدي "سي" والتعامل معها بحزم.
ودعا خبراء الكبد إلى وضع منهج علمي منظم لجمع كافة المعلومات ذات الصلة بالالتهاب الكبدي الفيروسي "سي"، وذلك للتعرف على فئات المجتمع الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة، وكذلك عدد الحالات المصابة فعلياً، وعدد الحالات التي تم تشخيصها وتلك التي تم علاجها، مع معرفة نسبة الأفراد المصابين بأمراض متقدمة في الكبد.
بالإضافة لذلك، يجب رفع الوعي لدى المرضى بحجم المخاطر التي يتضمنها الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" وكذا بدائل العلاج المتاحة أمامهم.
ومن جانبه، أكد الدكتور إبراهيم مصطفى أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة القاهرة، "يجب أن تقوم الجهات المعنية في مصر بوضع وتنفيذ مبادرات توعية متكاملة عن فيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي"، بحيث تستهدف المواطنين عامة، أطفال المدارس، والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وفي نفس الوقت، يجب مراجعة معايير التحكم في انتشار المرض وتطويرها باستمرار، لضمان عدم تعرض المواطنين لخطر الإصابة بالفيروس، خاصةً في مؤسسات الرعاية الصحية المتنوعة. من المهم أيضاً أن نضمن قيام المواطنين بعمل التحاليل والاختبارات التي تكشف عن المرض، بما يساعد في الكشف المبكر عن الفيروس بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة به"
ولأن الكثير من الموضوعات المتعلقة بالالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" شائعة في جميع دول المنطقة، لذا يجب أن تقوم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدعم بعضها البعض، عن طريق تبادل أفضل الممارسات والنصائح الفنية والترويج لها، مع وضع مجموعة من المبادئ الإسترشادية واستخدامها على المستوى الإقليمي.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق