الخميس، 19 مايو 2011
اليوم.. جمعـة رفـض التصــالح
كتب:طارق الكرداوى
دعت القوي السياسية جموع الشعب المصري للخروج في مسيرات جماعية عقب صلاة الجمعة اليوم للتعبير عن رفض الجماهير لدعاوي التصالح مع القتلة والمجرمين ولصوص المليارات الذين تسببوا في إزهاق مئات الأرواح برصاص الغدر الحي والمطاطي.
وأكد ائتلاف ثورة مصر الحرة والجمعية الوطنية للتغيير والأحزاب الوطنية أنه لا مجال لأي نوع من أنواع المساومة بشأن التصالح مع من أهدروا حقوق الشعب المصري لمدة30عاما.
ومن جانبها, حذرت جماعة الإخوان المسلمين في بيان شديد اللهجة أصدرته أمس مما أسمته بـ الدعوات السيئة المطالبة بالعفو عن الرئيس السابق وأسرته مقابل تنازلهم عن ثرواتهم بينما رأت فيه الجماعة استفزازا لمشاعر المصري الجريح واستهانة بثورته ودمائه.
وفي الإسكندرية, دعت القوي السياسية إلي تظاهرة مليونية عقب صلاة الجمعة اليوم بساحة مسجد القائد إبراهيم لتأكيد مطالب الثورة المصرية وتفعيل سيادة القانون, معربين عن رفضهم التام لفكرة التصالح مع الرئيس السابق وأسرته.
ودعا المستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الاسكندرية السابق ورئيس المحكمة الشعبية لمحاكمة مبارك وأسرته إلي سرعة إجراء التحقيقات معهم واصفا ما يجري الآن بالتحقيقات البطيئة.
وعلي صعيد متصل, وفي الوقت الذي وجهت فيه الكنيسة القبطية الشكر إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي لقيامه بالإفراج عن بعض المعتقلين الأقباط في أحداث ماسبيرو, أكد قائد اعتصام أقباط ماسبيرو ـ الأنبا متياس نصر ـ استمرار الاعتصام لحين تنفيذ المطالب التي وعد بها الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء وفي مقدمتها فتح الكنائس المغلقة, وذلك علي خلفية الأنباء التي ترددت حول تجمهر مئات السلفيين واعتصامهم حول كنيسة العذراء مريم والأنبا إبرام بعين شمس لمنع فتحها مرة أخري, وكذا تعنت رئيس الوحدة المحلية المسئول عن إصدار التراخيص لإعادة بناء كنيسة مغاغة والعدوة بمحافظة المنيا.
الأقباط يؤجلون فض اعتصام ماسبيرو
فشلت أمس محاولات فض اعتصام الأقباط أمام مبني التليفزيون بماسبيرو الذي دخل يومة الثاني عشر علي التوالي وذلك بعد الانفراجة الكبيرة التي شهدتها الأزمة بعد أن نفذت الحكومة وعدها بإعادة بناء كنيسة مغاغة والإفراج عن17 معتقلا من أصل18 تم القبض عليهم في الاعتصام الأول في مارس الماضي, والافراج عن26 من المعتقلين في الاعتصام الجاري وأخيرا فتح ثلاث كنائس هي العذراء والأنبا ابرام بعين شمس, ووانس ببني مزار, والعذراء بصدفا بمحافظة أسيوط..
وكان من المقرر أمس أن يلقي القمص متياس نصر قائد الاعتصام بيانا بتعليق الاعتصام حتي يوم27 مايو الحالي بعد وعد القوات المسلحة بفح الكنائس الثلاث في التاسعة من صباح أمس, وقد استعد المعتصمون بالفعل لإنهاء الاعتصام وقاموا بحل الخيام المنصوبة بالشارع وتنظيف المكان ودهان الرصيف, وحزم المتظاهرون أمتعتهم تمهيدا للرحيل.
وبالرغم من أن جميع المؤشرات كانت تشير الي قرب انتهاء الازمة وفض الاعتصام وتوجهت الانظار الي المنصة الخشبية المواجهة لمبني التليفزيون في انتظار بيان انهاء الاعتصام ظهر أمس, الا ان انباء حول تجمهر مئات السلفيين حول كنيسة العذراء بعين شمس وأن رئيس الوحدة المحلية المسئول عن اصدار الترخيص لاعادة بناء كنيسة مغاغة والعدوة التي تم الاتفاق أمس الأـول علي إعادة بناءها قد تعنت في اصدار الترخيص قد أعاد الأزمة الي المربع رقم صفر مرة أخري وظل مئآت الأقباط يرددون شعار: مش هنمشي.. مش هنمشي
من جانبه أكد المستشار أمير رمزي أنه أجري اتصالا هاتفيا بالسيد محسن النعماني وزير التنمية المحلية الذي أبلغه أنه تم احتواء الموقف ومعاقبة الموظف المتسبب في الأزمة وأكد له أنه تم بالفعل فتح كنيسة الأنبا وانس ببني مزار, وطالب رمزي الأقباط بعدم التعصب أو الانسياق وراء الشائعات المغرضة التي تهدف الي تصعيد الأزمة وعدم التوصل الي حلول, مشيرا الي انه تم بالفعل حل80% من المشكلات, وأنه إذا استمر الوضع في هذه الحالة التصادمية فسوف تؤدي الي نتائج عكسية وعواقب وخيمة ليس علي الأقباط وحدهم, انما علي جموع المصريين.
وقال القمص متياس نصر قائد الاعتصام إن تعليق الاعتصام ليس تنازلا عن حقوق الأقباط وانما لاعطاء الفرصة للجيش والحكومة لحل المشكلات المتراكمة عبر عقود كثيرة من الزمن والتي لن تحل بين عشية وضحاها, وأشار الي انه تم بالفعل الاستجابة لمعظم المطالب التي نادي بها الأقباط وأن هناك متابعة لحظية لتنفيذ تلك المطالب, وناشد المتظاهرين بالتماسك وعدم التعصب أو الانسياق وراء أفعال من شأنها تصعيد الموقف, وعندما انتقد المتظاهرون قلة عدد الكنائس التي تم التفاوض علي فتحها قال متياس: إحنا مبناخدش حقنا كاش والنظام المتاح هو التقسيط, وقال للمتظاهرين إن من يريد أكثر مما تحقق فليذهب بنفسه لفتح الكنائس ويرينا ماذا سيفعل؟
وحذر المتظاهرين من أن الانسياق وراء ما يتم ترديده وترويجه قد يؤدي الي حدوث أزمة جديدة بعين شمس علي غرار الأزمة التي شهدتها منطقة امبابة والتي دفعتنا لاعتصامنا هذا, وأكد أن الاعتصام سوف يعلق فور تأكدنا من فتح كنيسة عين شمس والاطمئنان علي السير في اجراءات مطرانية مغاغة, ودار حديث جانبي بين اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية الذي كان متواجدا أمام مبني التليفزيون والقمص متياس أكد له خلاله أنه طلب توجه تعزيزات أمنية من الفرقة66 الي كنيسة عين شمس لمساعدة قوات الأمن المركزي في تأمين فتحها, وانه قد دخل بعض رجال الدين المسيحي الي الكنيسة بالفعل ووعده بأن يؤدي المسيحيون صلاتهم داخلها, وأنه يتابع ويدير الأزمة لحظيا من موقع الأحداث وانه لا توجد نية علي الاطلاق لفض الاعتصام بالقوة.
الجيش والشرطة يتدخلان لتجنب وقوع اشتباكات طائفية
أحاطت قوات من الجيش والشرطة بكنيسة العذراء مريم والأنبا إبرام بعين شمس بعد أن اعتصم أمامها عشرات من المؤطنين رافضين قرار إعادة فتحها الذي تم الاتفاق عليه بين رئيس الوزراء ووزير الداخلية وبين وفد من شباب المعتصمين أمام ماسبيرو. وفي تصريحات خاصة لـ الأهرام قال القس مرقس برتي راعي الكنيسة انه ذهب لإقامة صلاة القداس صباح أمس بعد إبلاغه بصدور قرار بإعادة فتحها إلا أنه فوجيء بوجود العشرات يرفضون دخول الأقباط إلي الكنيسة وحضرت قوات للأمن والجيش ونصحتهم بالانصراف لحين حل المشكلة وحتي لا تحدث اشتباكات طائفية جديدة, ولم تتم إقامة القداس. وأشار القس مرقس إلي أن أول قداس أقيم بالكنيسة التي كانت في الأصل مصنعا للملابس في23 نوفبر2008, ولكن أمن الدولة في ذلك الوقت أصدر قرارا بإغلاق الكنيسة قبل أن يصدر قرار جديد قبل يومين من وزير الداخلية اللواء منصور عيسوي بإعادة فتحها.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق