الخميس، 21 يوليو 2011
عبد المجيد: مبارك تفرغ لإلقاء "النكت" ولم ينشغل بمصر
عبد المجيد: مبارك تفرغ لإلقاء "النكت" ولم ينشغل بمصر
كتب : طارق الكرداوى
كشف الكاتب والروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد بعض من كواليس لقاءات الرئيس السابق مبارك بالمثقفين، مشيراً إلى أنه لم يكن يجيب على أسئلتهم بجدية وكان يكثر من إطلاق النكات.
وقال عبدالمجيد أنه حين طلب الكاتب محمد سيد أحمد من مبارك أن يهتم بتقليل الفجوة بين الشمال الثري والجنوب الفقير في مصر، فما كان منه إلا أن أشار لعاطف عبيد رئيس الوزراء آنذاك قائلاً "ركبلهم أسانسير يا عاطف" في سخرية واضحة!.
جاء ذلك خلال توقيع إبراهيم عبدالمجيد كتاب "لكل أرض ميلاد..أيام التحرير" الصادر حديثا عن قطاع الثقافة بأخبار اليوم مساء أمس.
الكتاب يضم 12 فصلا، يتناول فيه المؤلف مشاهداته عن الثورة وتفاعله مع المتظاهرين منذ 25 يناير، وحتى سقوط مبارك فى 11 فبراير.
يقول عبدالمجيد : كتابي إنساني من الدرجة الأولى، ولم أكن أسجل مشاهداتي كما فعل كتاب كثيرون خلال الثورة، لأنني أعتمد على النسيان، وأستلهم المكان الذي يصنع المشاعر والذي اجتمع فيه الضحك والبكاء، وذلك الميدان الذي كان جدارية صنعها البشر والذي استمتعت بالحوارات داخله بين الأفراد .
الفصل الأول من الكتاب بعنوان "الطريق إلى 25 يناير" وفيه سرد الكاتب حكاياته مع المظاهرات والسياسة، وتجربة المصريين مع الاحتجاجات منذ 18 يناير 1977، وكيف وصل الحال بالمصريين إلى الثورة، وقد نبه في مقاله بصحيفة الوفد قبل الثورة بستة أشهر على أهمية المدونات وضرورة تواصل الأحزاب مع الناشطين السياسيين على الانترنت.
الفصل الثاني بعنوان "الطريق إلى جمعة الغضب: من 25 إلى 28 يناير" يقول عبدالمجيد فيه أنه لم يفاجئ من تعامل الشرطة بوحشية مع المتظاهرين، فقد كان هذا متوقعاً، إنما ما أحزنه هو مدى تجاهل مبارك للمصريين، لتخرج علينا الصحف يوم الخميس 27 يناير يتصدرها عنوان "مباحثات بين الرئيس مبارك وملك البحرين حول الشأن الفلسطيني"!.
الكتاب يتضمن كذلك تعليقات من محاورات أصدقاء الروائي الكبير على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، منها مثلا حول فكرة تخلي مبارك عن الرئاسة وتسليم الجيش للسلطة وصمت رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق أثناء موقعة الجمل؟.
يتصدر كل فصل من فصول الكتاب جزء من قصيدة شعرية للشعراء الكبار مثل محمود درويش، والبياتى، ونيرودا، وإبراهيم داوود، وإبراهيم عبد الفتاح.
يتوقف صاحب "طيور العنبر" عند مقال كتبته الدكتورة السورية شهلا العجيلي في صحيفة "القدس العربي" عن "يوتوبيا الثورة" فقد كان ميدان التحرير في هذا الوقت أشبه بالمدينة الفاضلة، اجتمع الجميع على مطلب واحد هو رحيل مبارك، مطالباً أن تكون أولى المطالب التي ينبغي تحقيقها سريعاً هو القصاص للشهداء.
وفي ختام كلمته أشار عبد المجيد إلى أن عنوان الكتاب "لكل أرض ميلاد" مقتبس من قصيدة للشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش يقول فيها:
يا صديقي!... أرضنا ليست بعاقر/ كل أرض، ولها ميلادها/ كل فجر، وله موعد ثائر
يقول عبدالمجيد في مقدمة كتابه : "ما رأيته يوم جمعة الغضب حتى تخلي حسني مبارك عن الحكم كان مفارقا لكل توقعي وأعظم من كل إحساس، لقد أزاح المصريون عن السماء كل السحب السوداء التي لم تمطر أبداً ولم تنجلي، ورسموا على صفحة الأفق قوس قزح جديد".
يقول أسامة عرابي مقدم الندوة : يحيلنا الكتاب إلى الظروف التي أفضت إلى خروج المصريين ضد آلة القمع المتراكمة عبر العصور، ليثبت أن الكاتب الكبير بحق هو الذي مسئوليته التاريخية أمام مجتمعه.
وفي كلمته أشار الكاتب الصحفي نبيل زكي إلى أن المؤلف يهتم بالمكان في رواياته، ويشعر بغربة المصريين في وطنهم منذ انفتاح السادات. والأدباء مهندسو النفوس البشرية، ولم تكن الثورة لتقع بغير جهد الكتاب في كشف الفساد، وخاصة من هم مثل عبدالمجيد الذي حافظ على استقلاليته ورفض أن يكون مسيسا.
وأعمال عبدالمجيد بشرت بدور الجيل الجديد، كما أنه حذر من تعرض الثقافة المصرية لغزو وهابي يجعلها ضعيفة وعاجزة، وقد شبه ثوار يناير الذين يبيتون في الميدان بأنهم كالملائكة التي تنتظر الصباح لتطرد الشياطين من الأرض.
وكان عبدالمجيد من الذين يهتمون بالوحدة الوطنية، ويكتب عن مشاهداته لمولد مار جرجس في الإسكندرية الذي يتجاور مع احتفالات المولد النبوي، فأهل الحي بالإسكندرية كما يقول عبد المجيد يشعرون بالبهجة في أجواء المولدين.
وقد كان المخبأ من الغارات التي تعرض لها السكندريون في الحرب العالمية، يجمع المسلم والمسيحي، يرتلون معا الأدعية من أجل النجاة ( رواية لا أحد ينام في الإسكندرية) .
وفي كلمته قال محمد بركات رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم : حين أقرأ لعبدالمجيد أتساءل هل هو سياسي يكتب في الأدب، أم العكس .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق